بدأت الإدارة الأمريكية في السعي لتحسين صورتها بعد سلسلة فضائح هزت البيت الأبيض كان آخرها التعتيم علي تفاصيل الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي العام الماضي، والاطلاع سرا علي مكالمات هاتفية لوكالة "أسوشيتد برس"، وحوادث الاعتداءات الجنسية داخل الجيش، وفضائح استهداف جماعات محافظة. ونشر البيت الأبيض مائة صفحة من البريد الإلكتروني، حول المداولات داخل الإدارة الأمريكية، بشأن اعتداء بنغازي. وتحاول إدارة الرئيس باراك أوباما علي ما يبدو أن تثبت حسن نيتها، في الوقت الذي يتهمها خصومها السياسيين بمحاولة التخفيف في خطابها من الطابع "الإرهابي"، للاعتداء الذي أودي بحياة أربعة أمريكيين ومن بينهم السفير. وأظهرت هذه الرسائل بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومسئولي المخابرات ان نقاط الحديث خضعت لسلسلة من المراجعات بحيث أصبحت خالية من الإشارة إلي أي تحذيرات من هجمات إرهابية قبل مقتل السفير كريس ستيفنز ومعه ثلاثة أميركيين آخرين. ورغم أن نشر هذه الرسائل لم يكن مريحاً بالنسبة للبيت الأبيض فإنه محاولة لمواجهة شكاوي من الجمهوريين ووسائل الإعلام من أن إدارة أوباما تتكتم الأمر. وجاء نشر الرسائل في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة انتقادات في عدة جبهات بما في ذلك فضيحة تتعلق باستهداف مصلحة ضريبة الدخل لجماعات محافظة بعمليات فحص وتدقيق مشددة. وأعلن الرئيس الأمريكي إقالة رئيس مصلحة الضرائب بالوكالة بسبب قضية استهداف جماعة حزب الشاي اليمينية. وكشف أوباما أن وزير الخزانة جاك لوي طلب إقالة مدير مصلحة الضرائب بالوكالة ستيفن ميلر وكان له ما أراد. وأضاف "راجعت تقرير مفتش وزارة الخزانة، وما جاء فيه لا يمكن التغاضي عنه. للأمريكيين الحق في أن يكونوا غاضبين.. لن أتساهل مع هذا النوع من التصرفات في أية إدارة ومهما كانت ولكن خصوصاً في مصلحة الضرائب". وفي محاولة لمواجهة فضيحة جديدة، تعهدت وزارة الدفاع الأمريكية التدخل للتصدي لقضايا التحرش الجنسي إثر انكشاف تورط جندي يعمل ضمن برنامج للحماية من الاغتصاب في جريمة اعتداء جنسي. من جهة أخري، قالت الإدارة الأمريكية وأعضاء بالكونجرس إنهم سوف يستأنفون الجهود لتمرير قانون يحمي الصحفيين ومصادرهم السرية، وذلك بعد تفجر فضيحة الاطلاع سرا علي مكالمات لوكالة أسوشيتد برس.