وسط اجواء متواترة ومشحونة بالاحداث الساخنة التي تمر بها البلاد.. وبعد سنوات طويلة من تكميم الافواة.. وتنفيذ التعليمات دون اى نقاش.. استطاع رجال الشرطة ان يسجلوا مجداً جديداً لهم.. سطرت احداثه فى سطور التاريخ.. وزينت بأسماء رجال قرروا تحدى الفساد.. والصيحة بصوت واحد.. ليس من اجل شيىء سوى العدالة.. وانتزاع الحق المسلوب.. نعم.. تلك الايام سجلتها سطور التاريخ بكل احداثها.. خاصة بعد ان اجريت اول انتخابات لنادى الشرطة.. وتحقق حلم الاف الضباط بأن يكون لهم منبراً حر يعبر عنهم.. ويستطيعون من خلاله البوح بمعاناتهم والمطالبة بحقوقهم.. ولم تكن مفاجأة ان تفرز صناديق الانتخابات اسماءاً من رجال الشرطة يمتلكون سجلات ناصعة.. ومواقف ليس عليها اى غبار.. واصوات لم يبح صوتها خلال السنوات الماضية من اجل تحقيق هذا الانتصار.. وكان على قائمة هؤلاء اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لمدن القناة وسيناء وهو رئيس نادى منتخب لنادى الشرطة.. ايضا اللواء محمود فاروق.. والعميد عادل التونسى.. والعقيد محمد عبد الحميد طة.. و المقدم محمد بسيونى.. والرائد محمد الطنوبى.. والنقيب هشام صالح.. والملازم اول عمر ندى.. واللواء عبد الوهاب خليل عن ضباط المعاش.. لكن ما هى اختصاصات النادى؟!.. وماذا سيقدم لرجال الشرطة والمواطنين؟!.. وما هى الملفات التى سيحرص على فتحها؟.. هذا ما سنعرفه من خلال لقائنا باللواء صلاح زيادة مساعد اول وزير الداخلية ورئيس اول نادى منتخب للشرطة.. فماذا قال؟!.. هذا ما سنعرفه الان.. داخل نادى الشرطة بمدينة نصر.. وهو المقر العام لاندية الشرطة على مستوى الجمهورية حالياً.. كان يعقد اول اجتماع لرئيس نادى الشرطة المنتخب مع اعضائه المنتخبين ايضاً.. فى عصر الثلاثاء الماضى.. لكن يبدو ان سخونة الملفات المطروحة امام النادى.. وحماسة رجال الشرطة الذين جاهدوا خلال السنوات الماضية فى تكوين هذا المنبر.. كانت سبباً قوياً لان يمتد اول اجتماع لساعات طويلة.. حتى انتهت جلسة الاجتماع قبل ان تبدأ دقائق اليوم التالى بقليل.. وبعد انتهاء جلسة الاجتماع بلحظات كان حوارنا مع اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لمدن القناة وسيناء.. واول رئيس نادى منتخب من قبل رجال الشرطة.. . اولا.. لماذا كل هذا الاهتمام من ضباط الشرطة لانشاء اول كيان منتخب يعبر عنهم؟!.. يرد اللواء صلاح زيادة قائلا: ضابط الشرطة شأنه شأن اى مواطن.. من حقه التعبير عن رأية.. والمطالبة بحقوقه.. خاصة بعد ان خلعت الثورة فتيل الخوف الذى كن يشعر به المجتمع.. واصبحت الحرية هى اولى مكاسب الثورة التى يشعر بها المواطن.. واضاف قائلا: من حق رجال الشرطة التعبير عن رأئيهم والبوح بما يعانوه فى ظل الظروف الصعبة التى يعملون بها.. ولا يصح ابدا ان يقوم ضباط الشرطة بالوقوف فى الشارع او الدعوة الى مظاهرات.. او ايقاف المصالح او اعمال المواطنين.. كل ما كانوا يريدونه هو التعبير عن ارائهم بحرية وعن طريق منبر رسمى وشرعى.. وكان هناك العديد من الضباط نادوا منذ اندلاع الثورة بأنشاء نواجى شرطة منتخبة اسوة بنادى القضاة.. خاصة وان الشرطة جهة مدنية وليست عسكرية.. لكن كانت هناك العديد من العوائق التى وقفت امامهم.. حتى جاء قرار اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بالموافقة على الدعوة لانشاء اول نادى شرطة منتخب. . كيف استقبلت قرار انتخابك فى اول نادى منتخب للشرطة؟!.. بصراحة العديد من رجال الشرطة من اشقائى وابنائى دفعونى الى الترشح فى النادى العام على منصب رئيس النادى.. ولاقيت من البداية دعم كبير من ضباط الشرطة.. وقررت بالفعل ان اترشح فى الانتخابات وقدمت برنامج تمنيت ان ينال اعجاب الضباط.. وكانت المفاجأة باعلان فوزى فى الانتخابات العامة لنادى الشرطة.. لاكون اول رئيس نادى منتخب.. . وماهو برنامجك الانتخابى الذى ساهم على ناجحك؟!.. اعتمد برنامجى الانتخابى على عدة نقاط.. كان اهمها هو ان يكون النادى منبراً ومعبراً عن رجال الشرطة.. والعمل على توحيد كلمة الضباط تحت راية مستقلة.. والعمل على اعادة صياغة الصورة الذهنية تجاة جهاز الشرطة لدى الاعلام الحر.. والحفاظ على جهاز الشرطة بعيداً عن هيمنة ايه تيارات سياسية.. والعمل على استقلال جهاز الشرطة وترشيخ مبدأ ان الشرطة ولاؤها الاول والاخير لشعب مصر.. والحفاظ على هوية مؤسستنا الامنية من خلال الحفاظ على معايير اختيار ضباط الشرطة.. والعمل على وضع اليد للدفاع عن ضباط الشرطة الشرفاء من التعرض لأى مسائلة قانونية بسبب العمل.. والعمل على التألف بين عناصر العمود الفقرى للدولة من خلال التوأمة بين اندية القوات المسلحة والقضاء والشرطة.. . بالتأكيد هناك ملفات ساخنة سوف تبدأون فى نقاشها؟!.. بالفعل كانت هناك مفلفات سوف يكون لها اولوية خاصة فى الفترة الاولى للنادى.. واول تلك المهام هو البحث عن الضباط المختطفين.. والحصول على اكبر قدر من المعلومات عنهم.. واعادتهم اذا كانوا على قيد الحياة.. وسوف نبحث ذلك من خلال لقائنا بوزير الداخلية ولااجهزة المعنية بذلك.. فليس من المقبول ان يتم خطف ضباط شرطة من الاراضى المصرية ولم يعلن عن الجهة الخاطفة.. واسرهم تعيش فى معاناة.. كما ان هذا الحادث يؤثر على نفسية جهاز الشرطة بشكل عام.. ولن ننسى بالتأكيد امين الشرطة المختطف معهم.. فكلهم اولادنا واشقائنا.. . وما هى المميزات التى سيقدمها النادى المنتخب عن النادى المعين؟!.. النادى المعين كانت انشطته مهيئة لخدمة الضباط اجتماعيا.. لكن نضيف الى النادى المنتخب انه سيخدم ضباط الشرطة الموجودين فى الخدمة والمحالين على المعاش واسرهم ايضا سواء اجتماعيا او سياسيا او صحيا.. فنحن سنتعامل مع كل اجهزة الدولة وليس وزارة الداخلية فقط.. من اجل تهيئة الجو المناس وتذليل العقبات لرجال الشرطة.. ومن مهامنا ايضا رفع الحالة النفسية والمادية والاجتماعية للضباط.. واضاف اللواء صلاح زياد مساعد اول وزير الداخلية: ايضا شهداء الشرطة والمصابين لن ننساهم ابداً وسوف نطرح على وزير الداخلية عدة اجراءات لضمان حقوق هؤلاء الشهداء والمصابين وتكريم اسرهم مادياً ومعنوياً بالشكل الامثل.. كما ان هناك سعى للتوأمة بين نوادى القوات المسلحة والقضاء والشرطة.. خاصة وان تلك الثلاث الجهات هم اعمدة الدولة.. . هل لديك رسالة لضباط الشرطة قبل ان تتخذ اى قرارات بشأن النادى؟!. فى البداية اريد ان اتوجة لكل ضباط الشرطة بما حملونى به من مسئوليه اتمنى من الله ان يساعدنى على تحقيق احلامهم وما يريدوه.. فانا بالنسبة لهم الاب والاخ والزميل.. واشعر بما يعانوه.. واعانى ايضا مما يعانوا منه.. واطمأنهم بأننا قوة كبيرة تستطيع ان تذلل اى مصاعب.. ولدينا كل الاستعداد لطرق ابواب اجهزة الدولة كلها من اجل نيل حقوقنا.. . رسالتك لامناء وافراد الشرطة؟!.. امناء وافراد الشرطة هم القوة الضاربة لوزارة الداخلية.. ضحوا كثيرا من اجل الوطن.. فرصاصة المجرم لا تفرق بين ضابط او امين او مجند.. واطالبهم بأن يتعاملون مع الشعب بروح الشهامة والمرؤة والاخلاص لاعادة الامن الى الشارع المصرى.. وعلينا ان ننكر ذاتنا فى تلك المرحلة الصعبة.. كما ادعوهم مع اشقائهم ضباط الشرطة فى الا يتوانوا عن ضبط الخارجين عن القانون والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه فى ترويع الامنين او التعدى على الممتلكات العامة او الخاصة. . وماذا تقول للشعب المصرى؟!.. يرد اللواء صلاح زيادة قائلا: الشعب المصرى الان فى اختبار حقيقى.. وهو على قدر المسئولية.. وكلما تماسك ووعى للمؤامرات التى تحاك للدولة من الداخل والخارج..سوف نستطيع سوياً من نعبر الى بر الامان.. واطالب كل من لدية مطلب او حق.. ان يتظاهر سلمياً.. فلا داعى ان نقوم بقطع خطوط السكة الحديد.. او ايقاف الطرق السريعة.. او التعدى على المنشأت العامة والخاصة.. فهذا يعيد البلاد الى الوراء.. ولا يحقق سوى الخسارة على الجميع.. كما اعد الشعب المصرى بأن الهدوء لو عاد الى الشارع فسوف ترتفع مصر اقتصادياً.. خاصة وان السائحين سوف يتوافدون بأعداد كبيرة اذا شعروا بالامن.. كما ان عجلة الانتاج والاستثمار سوف يعود.. . هل ترى ان جهاز الشرطة يتعرض للهجوم المستمر من الاعلام كما يؤكد البعض؟!.. يسكت اللواء صلاح زيادة قليلاً ثم يقول: انا اطالب وسائل الاعلام الوطنية ان تهاجم بشراسة كل من يخطىء او يتسبب فى اذى الشعب المصرى او تدمير البلاد.. فدور وسائل الاعلام الوطنية هو مراقبة المسئولين وكشف الفساد.. وعندما يخطىء شخص فلابد من حاسبه.. لكن للأسف هناك وسائل اعلام تحاول تشوية صورة رجال الشرطة بعمد.. ويتعاملون مع جهاز الشرطة وكأن رجاله جائوا من بلاد الاعداء لاحتلال البلاد.. ونسوا ان ضباط الشرطة هم اشقائهم وابنائهم.. وانهم لا يتوانون فى التضحية بدمائهم من اجل الحفاظ على حياة المصريين وارض الوطن.. واطالب وسائل الاعلام الوطنية بأن يضع بضعة دقائق او يفرد مساحات لتوعية المواطنين للحفاظ على حياتهم.. ففى المانيا مثلا وسائل الاعلام تظهر خطورة ان نترك اولادنا يسيرون وحدهم فى الشوارع.. مما يتسبب فى اهدار حياتهم خاصة وان الطفل ليس لدية المقدرة على تقدير المسافات بدقة.. وهو ما يعرضه الى الموت فى حوادث سيارات على سبيل المثال.. ايضا كيفية التصرف فى حالة التعرض لحادث سرقة.. او اعتداء.. وفى ايطاليا هناك تركيز على كيفية الوقوف فى الاماكن المحددة للسيارات وتأثير الوقوف الخطأ على تعطيل كل من يسيرون فى منطقة كاملة.. وأختتم اللواء صلاح زيادة كلامه قائلا: اعد الشعب المصرى بأكلمه بأن يعود الامن بشكل اقوى مما كان.. لكن اعطونا الفرصة بسلمية المظاهرات.. *** الى هنا وانتهى كلام اللواء صلاح زيادة.. ومن هنا ايضا بدأ فى فتح العشرات من الملفات المتعلقة برجال الشرطة.. والتى تؤثر تأثيراً مباشرا على الشعب المصرى.. ويبقى التأكيد على ان رجال الشرطة اختاروا اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لمدن القناة وسيناء بسبب مواقفه المشرفه.. وتاريخه الحافل بالاعمال الشرطية وكفائته فى العديد من الاجهزة الهامة كالانتربول الدولى.. ويتوقعون ايضا ان تكون له بصمات قوية وواضحة كأول رئيس منتخب لنادى الشرطة.