مثل كثير من الصحفيين اختطف العمل الإعلامي الإذاعى والتليفزيونى الكاتب الصحفى المعروف محمد على خير. ورغم أن برنامجه »مصر فى ساعة« على إذاعة راديو مصر يتمتع بالجرأة، فإن محمد على خير ينفى تعرضه وبرنامجه وإذاعته لاى ضغوط من المسئولين السياسيين أو الاعلاميين، مما يؤكد وجود مساحة كبيرة من الحرية يتمتع بها الإعلام المصرى حاليا ويشهد بها المتابعون. نجاح «مصر فى ساعة» أغرى محمد على خير بخوض تجربة تقديم برنامج فضائى تليفزيونى فى رمضان القادم، وهى التجربة التى تضع عليه - كما يقول - عبئا نفسيا كبيراً، وحول نجاحه إذاعيا وتجربته القادمة تليفزيونيا كان هذا الحوار معه.. خلال فترة زمنية بسيطة حقق برنامجكم (مصر فى ساعة) الذى تقدمه على اذاعة راديو مصر نجاحا جماهيريا كبيرا.. فكيف تحقق ذلك لنجاح بسرعة؟ بصراحة هذا نجاح لم أتوقعه ولم أحلم به، فلله الحمد من قبل ومن بعد، لكن البداية جاءتنى فى أحدى اللقاءات التليفزيونية التى كنت ضيفا فيها ووجدتنى وضيوف البرنامج نهاجم المواطنين ونتهمهم بالجهل السياسى وأنهم لايعرفون طريق الاختيار الصحيح. وماذا حدث بعد ذلك؟ كان عندى سؤال واحد سألته لنفسي: وما دورى ولماذا لانقوم بتنوير المواطن البسيط والذى لايتمتع بثقافة سياسية، عندها فكرت فى تقديم برنامج للناس يشرح ما يحدث، برنامج ينحاز لمصر والناس، ليس مع فصيل سياسى ضد آخر، وربما لهذا السبب حقق البرنامج هذا النجاح الطيب الذى تتحدثين عنه. حرية مشهودة ما حجم ومساحة الحرية التى تتمتع بها رغم أنكم تقدمون برنامجكم على محطة إذاعية حكومية وتنتقدون الرئيس والحكومة؟ الأمانة تقتضى القول إن مساحة الحرية التى يتمتع بها راديو مصر يشهد بها الجميع، كما أنه لم يحدث أن تدخل أى مسئول بالمبنى أو الوزارة فى مضمون الحلقات أو اختيار الضيف أو أبداء الاعتراض على ضيف بعينه، كما نجد تعاونا ودعما من قيادات المبنى وتحديدا وزير الاعلام وكذلك رئيس قطاع الاخبار الاعلامى ابراهيم الصياد، أما التعاون اليومى الدائم فيتم مع الصديق ماهر عبدالعزيز رئيس المحطة. ما أهم الشخصيات الذين استضفتهم فى البرنامج؟ بصراحة أعتمد برنامجنا على سياسة أن النجم هو الموضوع وليس الشخص عكس ما هو متبع فى برامج التوك شو الليلية أما عن الضيوف فيسعدنى القول أن كبار السياسيين يبدون رغبتهم فى نقل وجهة نظرهم إلى الجماهير من خلال البرنامج. مثل من وأيضا من أهم ضيوفك؟ قمنا باستضافة الدكاترة عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو خالد وعبدالحليم قنديل وأحمد عكاشة وحلمى الجزار وعمرو دراج وخليل فاضل وأيمن نور وباسم عودة والسفير الاثيوبى وكثيرين غيرهم. لكل عمل اعلامى هدف نود أن تحدثنا عن أهداف برنامج مصر فى ساعة؟ التنوير هو الهدف الاساسى للبرنامج، والتنوير هو الوظيفة الاساسية لاى برنامج اذاعى أو تليفزيوني، ويجب أن تتم عملية التنوير بدون "فذلكة" وتنظير، ومن خلال لغة بسيطة وسهلة وموجزة حتى تجذب الجميع بدءاً من سائقى التاكسى حتى الطبيب والقاضى مرورا بالطالب، أما الهدف الثانى للبرنامج فهو بعث الأمل فى النفوس، حيث يكاد أن يقتلنا اليأس جميعا، فنحن لانرى الصورة بائسة أو تبعث على الأسى مثلما يتم الترويج لها. وكيف ذلك؟ رغم الحديث المتواصل عن انهيار الاقتصاد المصرى وانتشار كل أنواع الجرائم فى الشارع المصرى وتفاقم البطالة الا أن الاقتصاد المصرى لايزال قويا ويكفى أن نعرف أنه ثالث أكبر اقتصاد فى المنطقة العربية بعد السعودية والامارات وقبل الكويت والجزائر، كما أن معدلات الجريمة رغم انتشارها لاترقى إلى مستوى الجريمة المنظمة أو جرائم المافيا الدولية، ومازلنا نتحرك فى شوارعنا ليل نهار ولو صدقت النيات لدى القوى السياسية لحققنا الكثير لهذا البلد. فى بداية كل حلقة تحرص على ان تتحدث للمستمعين لعدة دقائق فى قضية معينة وهو ما تسميه مقدمة الحلقة أو "الانترو".. فلماذا؟ مقدمة الحلقة هى الفقرة الأكثر متابعة واهتماما عند المستمع ونعتمد خلالها على اختيار قضية مثار اهتمام الناس ونجمع حولها المعلومات والارقام وتصريحات المسئولين ثم نحللها ونعرض كل وجهات النظر، وبعدها مباشرة نفتح باب الاتصالات والرسائل لاحداث درجة من التفاعل الجماهيرى مع المقدمة التى قلناها فى بداية الحلقة. برنامج رمضاني هل ترى ان اقبال المستمع على برنامجك الاذاعى اكثر من إقبال المشاهد برنامجك التليفزيونى لو قدمته؟ حتى الان لم أقم بتقديم أى برنامج على قناة أى فضائية ومن المنتظر ان يكون لى برنامجى الرمضانى على احدى الفضائيات الكبرى ويتم تجهيز وإعداد البرنامج منذ أسبوعين من خلال فريق اعداد رفيع المستوي، ونتمنى ان نقدم عملا ينال إعجاب المشاهدين. هل تعتقد أن جماهيريتك الكبيرة فى الاذاعة ستكون عامل جذب لبرنامجكم التليفزيوني؟ المؤكد ان ما حققناه من جماهيرية بين المواطنين من خلال برنامج راديو مصر سوف تكون دافعا تشجيعيا لنا كى نبنى عليها اثناء تقديم برنامج رمضانى كأول ظهور تليفزيونى لشخصى على الشاشة مما يمثل عبئا نفسيا كبيرا. هل سيحدث تعارض ما بين تقديم لبرنامجك الفضائى وتقديم برنامجك الاذاعي؟ لا.. لايوجد تعارض فطبيعة ومضمون البرنامجين مختلفة تماما، على الاقل من زاوية الصوت والصورة، كما أن قوالب البرنامجين مختلفة تماما. أهم المواقف التى صادفتك فى البرنامج من ضيوفك؟ ربما تواصل بعض المستمعين بشكل حاد مع بعض الضيوف يدفع الضيف إلى خانة الدفاع بشكل لم يكن يتوقعه، ورغم ابداء عدد من الضيوف رغبتهم فى عدم اجراء تليفونات للمستمعين معهم منعا للحرج لكننا نرفض ذلك بسبب طبيعة البرنامج التى تعتمد على التفاعل بين الضيف والجمهور. ما هو تعليقك على بعض الصفحات التى تم إنشاؤها على موقع التواصل الاجتماعى تتهمك بمحاولة تهيج الشعب المصري؟ يحق لأى شخص أن يعترض وينتقد أى شيء فى الدنيا بما فيه ما أقدمه من عمل إعلامي، لكن السؤال: هل لو كان برنامجى (مصر فى ساعة) على راديو مصر فاشلا.. هل كنت ستجدين مثل هذه الصفحات التى تهاجمني؟ المؤكد أننى كنت سأحزن للغاية وأعتبر نفسى فاشلا "بالثلاثة" لو لم أجد مثل هذه الصفحات التى تهاجمني، فشكرا لهم أنهم أكدوا لى نجاح ما أقدمه. هل توقعت هذا النجاح الكبير وفى فترة زمنية قصيرة نسبيا؟ بصراحة مطلقة لم أتوقع هذا النجاح وحتى تلك اللحظة لايمكننى ادراكه أو تخيله ومازلت فى سنة أولى اذاعة، رغم امتنانى لكل من ساعدنى فى خروج هذا البرنامج إلى النور، ونتمنى ان يكون القادم أفضل وألا نخذل المستمع الذى منحنا ثقته. ما خطواتك القادمة؟ أنا مهتم حاليا بالاستعداد للبرنامج الذى سنعرضه فى شهر رمضان المبارك ان شاء الله وهو بداية ظهورى على شاشات الفضائيات. ولمن تهدى هذا النجاح؟ أمى أولا التى لاتنسانى بالدعاء ثم زوجتى د. منى النمورى التى تساعدنى كثيرا فى هموم هذا البرنامج بالرأى والمشورة.