كانت الإذاعة التقليدية إلي وقت قريب هي المنبرالوحيد للمعلومة والترفيه عبر ماتقدمه خلال البرامج المنوعة ونوعية القضايا التي تطرحها إلي جانب أنها دورها المهم في تقديم الأغنية والدراما والحوار وتبني هموم وقضايا الإنسان. لكن كثير من الفضائيات وبرامج' التوك شو' ابتلعت الخيال وحل محله ركام من البرامج والمنوعات التي تداعب الغرائز وتخلو من متعة حقيقية كان يلعبها الراديو حتي هبط طائر الإبداع الإعلامي بإذاعات الMF مؤخرا, والتي أصبحت صديقا حميما للكثيرين في السيارة والعمل والمنزل علي جناح التنوع والجودة والإيقاع السريع, وهو ما أدي إلي صناعة نجوم للراديو ينافسون نجوم التليفزيون علي مستوي الجودة والحرفية, ومن هؤلاء جيهان عبد الله صاحبة برنامج' أجمد سبعه الساعة سبعة' علي راديو نجومMF والتي كان معها هذا الحوار.. كيف كانت بدايتك مع اذاعة نجوم ؟ أولا تخرجت من في كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية, في الدعاية والإعلان لعدة سنوات وكنت علي تواصل من خلال عملي الإعلاني بكافة وسائل الإعلام من صحافة وتليفزيون وطبعا الإذاعة, وبالمصادفة البحتة عندما تأسست إذاعة نجومFM عرض علي العمل فيها, والحمد لله ربنا وفقني في العمل في أول إذاعة خاصة في مصر, وهي محطة شبابية تقدم العديد من البرامج الخفيفة والأغاني وتضم نخبة من المذيعين والإعلاميين,والحمد لله حققت شعبية وجماهيرية كبيرة. هل تراجع دور الاذاعة في ظل سطوة الفضائيات المنتشرة هذه الايام؟ يظل للإذاعة تأثيرها وانتشارها الكبير, وخصوصا هذه الأيام بعد أن أصبح الواحد منا جالسا في سيارته ساعات طويلة سواء في طريقه لعمله أو في طريق سفر وعودته, ومن هنا يبقي للإذاعة رونقها وجمالها لدي الجمهوره. لماذا لم تنجح جيهان عبد الله في التليفزيون علي عكس الراديو؟ ربما لم أكن محظوظة في تجربتي مع برامج التليفزيون لأن البداية كانت في برنامج اسمه( زي الهوا) ولم يأخذ حقه من الاهتمام, وقد تكون الظروف وقتها غير مناسبة لظهوري علي الشاشة. هل مازالت لديك الرغبة في العمل في التليفزيوني والظهور علي الشاشة, أم ستكتفين بنجاحك الإذاعي؟ بالتأكيد مازال لدي طموح تليفزيوني, لكن لم يعرض علي بعد فكرة يمكن أن اتحمس لها, فالمهم هو الرسالة التي سوف يقدمها البرنامج, لأن السوق أصبح متخما بالبرامج, وأفضل في حال ظهوري علي الشاشة أن يكون بشكل مختلف وجديد, ويكون له رسالة اجتماعية, ويعالج المشاكل الموجود في المجتمع حاليا. يري البعض أن برنامجك( أجمد سبعة الساعة سبعة) شهد ترجعا إلي حد ما مؤخرا فما ردك ؟ في الحقيقة لاأستطيع أن أحكم علي ذلك, ولكن ربما الظروف السياسية التي مرت بها مصر وأحداث الثورة علي الأوضاع الفاسدة التي استشرت في مصر لثلاثة عقود متتالية لها أثر غير مباشر علي كل برامج المنوعات, ولكن أحب أن أوضح لك أن نسبة المستمعين لم تتراجع ومازلت اتلقي ردود فعل ايجابية, خاصة أننا نركز علي الجانب الانساني عند النجم الضيف, مثل المواقف التي أثرت في حياته الأسرية, ولا تنسي أن الناس لديها فضول في معرفة كل جديد لدي الضيف وهو يخلق نوعا من تعاطف بين النجم والجمهور. بصراحة: برامجك صنع حالة الجدل لكن ماهي أكثر الحلقات التي تعتزين بها ؟ بالتأكيد التركيز والشغل علي الحلقات رفع من أسهم البرنامج بشكل عام, لكن من الحلقات الرائعة طبعا: حلقة الفنان محمد صبحي, والفنان محمد فؤاد, وأغلب ضيوفي كان يميزهم الجانب الانساني البسيط, ولوكان ضيفي متحذلقا بالتأكيد ينعكس ذلك علي مسار الحوار وبالتالي لايصبح له تأثير علي المستمع الذي ينفر منه علي الفور. أخيرا: كيف تري جيهان عبد الله مناخ الإعلام بعد الثورة ؟ رغم اتساع مساحة الحرية الموجود الآن إلا أن المناخ أصبح أسوأ لأن كل من هب ودب يقول مايراه وبالطريقة التي تعجبه دون مراعاة للخصوصية أو النظر إلي المهنية ولايعرف في النهاية شيء اسمه' الموضوعية'. فهناك ادعاء وافتراء للأسف في برامج لاتراعي فيها الدقة والحرفية والمعلومة الصحيحة, بل إن المصالح الشخصية تعلو فوق كل شيء. صحيح أن المتلقي او المشاهد هو الحكم في النهاية, ولايصح الا الصحيح, لكن لا مفر من وجود هيئة تنظم العمل الاعلامي في مصر, و يطبق القانون علي الجميع, تماما كما يحدث في كل دول العالم المتحضر.