كان مليونيراً يلعب بمئات وآلاف من الجنيهات.. سيارته فارهة تحمل أرقاماً مميزة في شوارع القاهرة.. تجارته لا تعرف الخسارة منذ ورثها عن أبيه.. أشهر تاجر للأدوات المنزلية.. ملابسه مستوردة.. علاقاته متشعبة.. سهراته لا تنتهي قبل شروق الشمس.. مائدته في الملاهي الليلية محجوزة طوال العام ويحظي باحترام كل معارفه ماعدا الفتاة التي أحبها بجنون لم يسل لعابها أمام دفتر شيكاته.. ولم تضعف أمام أسطول سياراته.. لم تطلق لخيالها العنان وهو يحدثها عن منزل الزوجية.. فيلا بحديقة مثمرة وحمام سباحة كبير وشهر عسل في سويسرا أو أسبانيا وفيينا.. قالت له في آخر لقاء جمعهما.. لا.. إن تحصل علي مؤهل جامعي.. هذا هو مهري أن كنت تحبني.. قال لها والملايين ؟ أجابته.. دون تردد.. نساء كثيرات يبحثن عنك وعنها فأنا لست من بينهن تركته ومضت وبعد ثلاث سنوات كان قد باع كل شيء حتي سيارته الفارهة ولم يعد يمتلك غير مصنع توقف عن الإنتاج وموتوسيكل ينتقل به اما السر فلم يبح به إلا داخل الوكر. وكره عبارة عن شقة بسيطة بحي الجيارة بمصر القديمة هناك تعرف علي مهندس شاب تركته حبيبته رغم تفوقه وثقافته الواسعة لتتزوج من أحد الأثرياء حكي كل منهما قصته للآخر تعانقت دموعهما وطلبا من صاحب الوكر تذكرتين جديدتين وشيشة لتعاطي الحشيش وبعد شهور من السهر كان صاحب الوكر قد أصبح ثالثهما في البكاء والشم وقال لهما صاحب الوكر انه كان قد تاب عن تجارة الهيروين والسموم بعد إن تزوج من امرأتين وأنجب منهما خمسة أبناء وثلاث بنات لكن حظه السيئ أوقعه في غرام راقصة مغمورة تعرف عليها في أحد الملاهي الليلية.. استسلم أمامها بعد ساعات.. نسي زوجتيه وأولاده ودق قلبه لها بعنف لكنها أصرت أن تكون علاقتها معه في الحلال.. تزوجها.. أنجب منها طفلين.. لم يشعر أنها مجرد زوجة مثل زوجتيه الأخريين الراقصة المغمورة أدركت نقطة ضعفه بدأت تساومه.. تهدده بالعودة إلي المراقص والملاهي الليلية إن لم يكن يزداد حبه لها تعلق بها مثلما يتعلق الطفل بعنق أمه أصبح لا يحتمل إن تبتعد عن عينيه لحظة واحدة.. لا يرتاح إلا عندما يفضي إليها بهمومه عاد إلي تجارة الهيروين من خلال شقته القديمة التي تحولت إلي وكر لمقابلة زبائنه.. لكنه لم يسمح بالتعاطي إلا للمليونير السابق والمهندس الشاب تعاطفا منه مع محنتهما ولأن بطلة المحنة في قصتها كبطلة مأساته.. امرأة !!! عقد اجتماع عاجل داخل مديرية أمن القاهرة وتم رصد تحركات ذلك الوكر ليتنكر أحد الضباط في زى ملابس أولاد الذوات ويخترق الوكر حتي تتوطد علاقته بالمليونير والمهندس وصاحب المكان باعتباره مدمناً انفق ثروته علي الهيروين. وفي الليلة الموعودة.. ظل المليونير السابق يحكي للضابط كيف أفلس بعد إن كره الآلاف والملايين وكل مظاهر الثراء التي لم تستطع شراء حبيبته بينما انخرط المهندس في البكاء وهو ينظر إلي صورة حبيبته التي خطفها منه أحد الأثرياء.. أما صاحب الوكر فكان في كامل يقظته وهو يردد بين حكاية وأخري.. دنيا يا خسارة الرجالة يا جدعان!! وفي أحدي يديه تذكرة هيروين والأخرى شيشة بها حشيش وفجأة يقتحم رجال مباحث المخدرات الوكر ويتمكنوا من القبض علي المتهمين الثلاثة بينما يعثر أحد المخبرين السريين علي 300 تذكرة هيروين كانت معدة للبيع أمرت النيابة بإخلاء سبيل المهندس والمليونير السابق بضمان مالي 50 ألف جنيه وحبس صاحب المكان بتهمة الاتجار في الهيروين والتعاطي ليخرج المتهمون من النيابة وفي عيونهم الدموع وفوق ملامحهم بقايا حب طار مع الدخان