هجر زوجته وأبناءه الذين هم فى أمس الحاجة اليه ، ليتبع شهواته ونزواته وزواجه من احدى الساقطات، لتكون في النهاية سبباً فى التفاف حبل المشنقة حول عنقه أو على الاقل مكوثه ما تبقى من عمره خلف الأسوار .. المزيد من التفاصيل ترويها السطور القادمة الزمان ..بدايات الصباح ، المكان ..على حافة ترعة المريوطية ، المشهد الذى روّع الأهالى بعد عثورهم على أشلاء جثة متناثرة على الأرض .. نصفها السفلى يؤكد لهم انها جثة امرأة ، بها آثار حروق وعديد من الطعنات الدالة على أن مرتكب الجريمة فعل فعلته بدافع الانتقام والغيظ الشديد .. اتجهت انظار رجال المباحث إلى المقربين من المجنى عليها وبحثوا بلاغات التغيب والكشف عن هوية الساقطات وممارسى البغاء المقيمين فى المنطقة حتى بدأت خيوط القضية تتضح بعد أن ابلغ احد المرشدين السريين ضباط المباحث عن اختفاء إحدى الساقطات بعد زواجها من احد زبائنها ونشوب الخلافات المستمرة بينهما مما رجح الأمر أن يكون الزوج هو من قام بارتكاب الجريمة. ومن خلال خطة هادفة تمكن رجال المباحث من ضبط المتهم الذى اعترف تفصيلياً بارتكابه للواقعة .. بدأ المتهم حديثه قائلاً " الشيطان .. سيطر على افعالى وجعلنى لعبة بين يديها حتى قررت أن انزع طوق الذل والمهانة عن رقبتى وتخلصت منها بتقطيع جثتها إلى اشلاء". لا بد أن هناك اسراراً غريبة فى حياة هذه المرأة لتنتهى بهذه النهاية المأساوية .. التحريات كشفت أن المتهم حداد كبير وله فى طريق الشبهات الكثير والمجنى عليها من الساقطات ومن محترفات الرذيلة .. بدأ متولى "المتهم" حياته عندما تزوج بالحلال من سيدة وانجب منها اربعة ابناء اكبرهم احمد بكلية الآداب جامعة القاهرة , لم يدرك متولى النعمة التى بين يديه وأخذ يشق طريقه فى ممارسة البغاء مع الساقطات وتناول كافة انواع المخدرات التى أذهبت عقله وجعلت منه محترفا فى ارتكاب كافة المنكرات. تكررت زيارات متولى لبيوت الدعارة حتى تعرف هناك على احدى الساقطات تدعى هالة "المجنى عليها" .. فى نظره كانت بارعة الجمال .. تستطيع أن تلبى كافة احتياجاته الشهوائية حتى تعلق قلبه بها واصبح لا يفارق يومه إلا وبات بين احضانها بالساعات. قرر متولى أن يأخذها من هذا الطريق ويتزوجها حتى تكون ملكه لوحده .. بالفعل عرض عليها الزواج ليلقى موافقتها على الفور وذهب ليعيش معها فى شقتها تاركاً اسرته وابناءه دون عائد يعينهم على ظروف الحياة الصعبة .. وفى احدى الأيام عرض متولى على هالة السفر إلى السودان بعيداً عن اعين الناس .. وافقت هالة على الفور وبدأت فى جمع ما لديها من مال لمساعدته فى إنهاء إجراءات السفر .. بالفعل انطلقا إلى السودان لتأخذهما الأيام يميناً ويساراً حتى فشلا فى توفير لقمة العيش هناك ، وعادا من السودان محطمة آمالهما،وتنقلهما فى العديد من المناطق حتى استقر بهما الحال في محل سكنه القديم بكرداسة. بدأت الخلافات تدب بينهما بعد إلحاح الزوجة على المزيد من النقود لسد احتياجاتها المستمرة .. يطول الخلاف بينهما ولكنه كان سريعاً ما يرضخ لطلباتها حتى وصل بها الأمر بأن قامت بتوقيعه على ايصال امانة مقابل مشغولاتها التى باعتها نظير سفرهما للخارج . لم تجد هالة سبيلا سوى أن تعود إلى الطريق المشبوه لتجنى المزيد من المال بعد أن فشلت فى الحصول على ما تريد من زوجها .. وبعد علم الزوج بما فعلته زوجته حاول اقناعها بألا تعود إلى هذا الطريق ولكنها باغتته بردها "مش هو دا المكان اللى عرفتنى فيه" استشاط متولى غضبا من حديثها وقرر الانتقام لشرفه فاستل سكيناً من المطبخ وأخذ يطعن فيها بانتقام حتى سقطت على الأرض جثة هامدة .. وبعد أن تأكد من وفاتها ترك المنزل وجلس على احد المقاهى يفكر فى كيفية التخلص من جريمته حتى وصلت إليه فكرة بتقطيع جثتها إلى اشلاء وإحراقها .. بالفعل قام بشراء منشار حديد والعديد من الأكياس السوداء وقام بفصل رأسها عن جسدها وتقطيع ذراعيها وارجلها و شق النصف الأعلى إلى نصفين .. ثم قام بالاتصال بشقيقه ليساعده فى التخلص من الأشلاء ليحضر على الفور ب "توك توك" الخاص به وذهبا فى ساعة متأخرة من الليل إلى اسفل الطريق الدائرى وترك بعد الأشلاء بعد ان قام بحرقها ثم توجه إلى ترعة المريوطية ليتخلص مما تبقى من جسدها . عاد متولى وفى يقينه أنه افلت من يد العدالة .. فبعد أن تلقى المقدم ضياء رفعت رئيس مباحث شرطة كرداسة بلاغاً من الأهالى يفيد بالعثور على اشلاء جثة عبارة عن جزء سفلى لسيدة .. تم وضع خطة محكمة تحت اشراف اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بمديرية امن الجيزة , تم ضبط المتهم وبارشاده تم العثور على باقى الجثة فى حالة احتراق تام . يجلس متولى بين جدران التخشيبة ، ينتظر مصيره الذى لن يغفر لنفسه ابداً على فعله بعد أن اساء لسمعته وشرفه الذى باعه بأقل الأثمان بعد ان هجر زوجته وابناءه وساوم حياته الحلال بالعيش الحرام ليزين له الشيطان محاسن الطريق المشبوه واقعاً فى اهواء ساقطة من محترفى البغاء لتكون نهايته خلف الأسوار.