كان يتصور أنه عندما يترك زوجته وابناءه امانة في رقبة شقيقه اثناء سفره خارج البلاد أن شقيقه سيحفظ الامانة وسيصون عرضه ولكنه كان واهما حيث كان شقيقه اول من استحل عرضه وأقام علاقة آثمة تخجل منها الشياطين مع زوجة شقيقه بل وانجبت منه طفل نسباه للزوج المخدوع الغائب خارج البلاد.. ولكن كشفت الابنة الكبرى سترهم واخبرت والدها بكل شىء ليسقط الرجل غارقا في ذهوله واحساسه بالغدر والخيانة من اقرب الناس إليه.. لم يكن يخطر على بال الزوج أنه سيعيش هذه اللحظة فى حياته فثقته الزائدة فى شقيقه جعلته يتركه داخل منزله واستأمنه على زوجته وأولاده الثلاثة لسفره لإحدى دول الخليج ليفاجأ بعد عودته بأن الطفل الذى تجاوز عمره عام ونصف ماهو إلا ابن شقيقه. وكشفت ابنته الكبرى تفاصيل الخيانة التي كانت تخشى البوح بها وخشيت التحدث لأبيها بسبب تهديد عمها وامها لها بتشويه وجهها بماء النار.. انهار الزوج فوق أقرب مقعد أمام كريم محيى وكيل أول نيابة أمبابة وسكرتيره محمد السيد.. بينما قطرات العرق تتصبب فوق جبينه ودموعه تنساب على خديه كقطرات الندى فوق زجاج فى ليلة شتاء باردة وبصوت خافت مكسور اعتذر لوكيل النائب العام عن جلوسه فجأة.. هدأ المحقق من روعه بينما وقفت الابنة الكبرى بأحد أركان الغرفة ترقب أبيها بنظرات العطف والشفقة.. بدأ الزوج حديثه قائلا: لقد قمت بتربية شقيقى بعد وفاة والدينا .. كان يقيم معى في منزلي منذ زواجي إلى أن أنجبت ابنائى الثلاثة واكبرهم تبلغ عامها الثامن عشر.. أنعم على الله بالسفر إلى إحدى دول الخليج لنحيا حياة ميسورة بعد عناء وشقاء.. وفى آخر معاشرة زوجية كنت قد طلبت من زوجتى عدم الانجاب مرة أخرى وربنا سوف يبارك لنا فى أولادنا.. سافرت بعدها واتصلت بى زوجتى بعد ذلك لتخبرنى بحملها لم اعترض على أمر الله وفرحت بآخر العنقود.. وعند عودتى لاحظت أثناء استقبال ابنتى لى بنظرات ريبة وخوف وأن هناك شيئا تريد أن تقوله ولكن يتملكها التردد وتتحدث مع والدتها بعصبية زائدة وترمق شقيقى بنظرات تحمل انتقام وعنف لشخص ضعيف لايملك سوى هذه النظرات.. وما إن أعلنت عن يوم سفرى كانت الطامة الكبرى حيث انهارت ابنتى وانفجرت فى بكاء هيستيرى تطالبنى بعدم الرحيل وتركهم مرة أخرى ووقعت مغشيا عليها من كثرة الصراخ.. حاولت تهدئتها ورفضت فكرة السفر حتى تستجيب لى وتحكى مابداخلها.. وكانت الفجيعة والمفاجأة التى وقعت على رأسى كالصاعقة تمنيت أن تكون ابنتى مريضة نفسية أفضل من الكلمات التى اخترقت أذنى كالرصاص.. وانهار فى البكاء وطلب من المحقق أن تكمل ابنته الحديث وتروى ماشاهدت وسمعت بين اثنين اجتمعا على الرذيلة والفسق.. حيث قالت الفتاة: أنا أول يوم كنت نائمة فى غرفة الجلوس على الكنبه والليل كان متأخرا شاهدت عمى يذهب إلى غرفة نوم أمى بعد ان تأكد من نومى.. وبعد فترة شاهدت أمى تخرج ذاهبة إلى الحمام وهى مجردة من ملابسها.. أبلغتها بما شاهدت وسمعت من كلمات الحب المحرم أثناء ممارسة الرذيلة.. وعدتنى بعد فعل ذلك أنها كانت غلطة ولن تتكرر مرة أخرى وطلبت منى عدم ابلاغ أبى.. تمنيت أن تكون صادقة لكن دون جدوى.. شاهدتها مرة أخرى فدخلت عليهما الغرفة وصرخت فى وجهيهما لكنهما تمكنا منى وهددانى بتشويه وجهى بماء النار.. تسلل الخوف إلى قلبى واصبحت فى حيرة من امرى؟ ماذا سأقول لأبى خاصة بعد أن انجبت أمى الطفل الصغير..وما إن أعلن أبى عن سفره مرة أخرى لم أتمالك أعصابى وحكيت له ما شاهدت واعترفت له بالحقيقة.. وانهمرت فى البكاء أيضا.. بينما وضع الأب يده فى جيبه وبأطراف مرتعشة كما لو كان يخرج شيئا ثقيلا تضعف قواه أن تحمله.. وكانت المفاجأة الثانية وهى تحليل ال دى إن إيه ليثبت عدم نسب الطفل اليه.. بعد أن تمكن بحيلة ما من العثور على الطفل بعدما تركت زوجته شقة الزوجية كأنما هى المجنى عليها من اتهامات باطلة وتوجهت إلى منزل والدتها.. على الفور أصدر المحقق قرار بضبط واحضار الزوجة وعشيقها.. والتى اتهمت ابنتها أثناء مثولها أمامه باتهامات تخدش الحياء محاولة تشويه صورتها أيضا امام أبيها.. بينما وقف العشيق يرمقها بنظرات العتاب القاتلة.. قرر وكيل النائب العام حبس العشيقين أربعة أيام على ذمة التحقيق وعرضهما والطفل على الطب الشرعى.. بينما خرج الأب وابنته بخطوات يشوبها الخزى والعار.