شهدت منطقة الهرم بالجيزة جريمة غريبة فالمتهم ابراهيم الشهير بفرافيرو كان قبل الحادث بايام قليلة يصارع الموت فى المستشفى وانقذه الاطباء فى اخر لحظة ليخرج من المستشفى ويقرر الاحتفال بنجاته من الموت ليعزم اصدقائه وخلال ذلك يطلق طلقات خرطوش فى الهواء احداها اصابت طفلا لم يتعدى عمره ال12 عاما كان ينظر من النافذه فى رقبته وصدره ورأسه ليفارق الحياة ويتحول الاحتفال الى مأتم . يوسف طفل صغير فى نهاية المرحلة الابتدائية متفوق فى دراسته يحفظ ثلثى القرآن الكريم وكان ينتوى خلال اجازة نهاية العام الدراسى ان يكمل حفظ بقية الكريم الكريم ولكن القدر لم يسعفله لتصيبه الرصاصة الغادرة . نزل يوسف الى الشارع ليشترى بعض احتياجات المنزل سمع صوت طلقات نارية تطلق فى الشارع خاف واسرع الى المنزل وقال لوالدته "ياماما عايز انادى لاخويا علشان فيه ضرب نار تحت البيت والى بيضربه ناس صيع" لكن والدته رفضت وقالت له "متنزلش يايوسف خليك فى البيت " اطاع الطفل الصغير امه ولم ينزل ولكن خوفه على اخيه جعله يفتح الشباك المواجه للشارع الذى يطلق منه الرصاص حتى ينادى عليه ولان الشباك اطول منه فاحضر كرسيا وقف عليه وبدأ ينادى على اخيه الكبير احمد ولكن اثناء ذلك خرجت احدى طلقات الخرطوش من المتهم ابراهيم الشهير بفرافيرو لتصيب الطفل يوسف الذى سقط من على الكرسى وهو يصرخ بكل قوته" الحقينى ياماما" لتجرى الام مذعورة فلقد توقعت ان يوسف اختل توازنه من على الكرسى لكنها عندما اقتربت منه شاهدت اثار الطلقة الخرطوش على وجه ورقة ابنها لتصاب بحالة من الذعر والخوف الشديد على ابنها لتصرخ حتى ينجدها احد وبالفعل اسرع الجيران فى حمل يوسف الى احدى السيارات الموجودة فى المنطقة كما ذهب اخرون ليخبروا والده الذى كان متواجد فى مكان عمله ليحضر سريعا وياخذ يوسف فى حضنه وهو ذاهب به الى المستشفى فى محاولة لانقاذه وهم فى الطريق قال يوسف لوالده والالم يعصف به " هو انا هموت يابابا" لتتساقط دموع الاب الغزيرة خوفا على ابنه وهو يقول له " متخفش يايوسف انا جنبك وده حاجة بسيطة وهتقوم لينا بالسلامة " قبل وصول العربة الى المستشفى قال يوسف لوالده يابابا انا مش قادر اخد نفسى الحقنى يابابا هو انا هموت"ليطمانه الاب انه معه ولن يحدث له اى شئ ، وصلوا الى المستشفى حاول الاطباء ان ينقذوا حياة يوسف بكل السبل والامكانيات المتاحة لكن روحه ذهبت لبارئها ليرحل يوسف ذو ال12 عاما ضحية لاستهتار بعض البلطجية الذين استهتروا بالقانون . على الفور قام المستشفى بأخطار العميد اسماعيل فريد مأمور قسم الهرم بالواقعة فتم عمل المحضر اللازم وابلاغ اللواء حسين القاضى حكمدار الجيزة والقائم باعمال مدير امن الجيزة بالواقعة ليأمر بتشكيل فريق بحث لضبط الجناة اشرف عليه اللواء كمال الدالى مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة ، لتأتى معلومة من احد المصادر السرية بمكان المتهم فرافيروا لتتحرك قوة بقيادة المقدم محمد عبد الواحد رئيس مباحث الهرم والرائد عمرو عبد اللطيف معاون المباحث والملازم اول احمد نصير الى مكان اختباء المتهم ليتم القبض عليه وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة فتم استكمال المحضر وعرض على النيابة التى امرت بحبسه اربعة ايام على ذمة التحقيق . ذهبنا الى منزل الضحية يوسف بشارع زغلول بالهرم حيث كان الحزن والالم على فراق الضحية يكسو على وجهوه كل اهالى المنطقة الذين كانوا يشهدوا للصبى الصغير بحسن الخلق والادب فعلى الرغم من قرب الشهر الكريم الا ان الاهالى رفضوا تعليق الزينات او الاحتفال فبموت يوسف فقد شعروا انهم فقدوا ابنهم ، التقينا بعلى شام والد المجنى عليه فى منزله اثناء تلقيه العزاء استقبلنا على الرغم من حزنه الشديد على فراق ابنه وقال الاب نحن ننتظر العدالة وان يأخذ القانون مجراه الطبيعى العادل ونحصل على حقنا نريد ان نعلى من دولة القانون لاقانون الغابة فالقوى لن يأكل الضعيف فالقانون سيعطينا حقنا وسيكون هناك حكم رادع يرضى اب جريح وام مكلومة بفقدان ابنها واضاف الاب ان المشكلة تبدأ عندما لايأخذ الجانى عقابه الرادع ومن هنا تبدأ المشكلات وتتطور حتى تصل الى جرائم مؤكدا على ان جزاء الجانى لابد ان يكون كما جاء فى تعاليم الاسلام فى هذا الامر لوجدنا انه فى هذه الحالات تصل العقوبة الى القتل او الصلب او تقطيع الايدى والارجل من خلاف او حتى النفى من الارض التى وقعت فيها الجريمة وهذه الاحكام فى يد الحاكم يحكم بها كما يشاء ، واضاف الاب انه يرجوا من القضاء العادل الذى يكن له كل التقدير والاحترام ان يعطى حكما يلائم الحدث وروعته وصعوبته على نفس طفل ذهبت وهوبين احضان امه فضلا عن ان هذا الطفل يحمل فى صدره كتاب الله فيوسف كان يحفظ اكثر من ثلثى القرآن الكريم وكان قد بدأ فى حفظ بقيه الكتاب الكريم قبل ان تغتاله اليد الاثمه ليصمت الاب لبضع دقائق والحزن والاسى يغيم على ملامحه وهو يتذكر ابنه ويقول يوسف كان امل ابوه وامه فى الحياة حسبى الله ونعم الوكيل فى هؤلاء البلطجية الذين اشاعوا الرعب والفوضى والهمجية فى المجتمع اتمنى ان كل من يحمل هذه الاسلحة المميته سواء استعملها او لا لابد ان يقبض عليهم جميعا ويحكم عليهم بالمؤبد حتى يرتدع البلطجية ونعيش فى مجتمع امن. محمد طلعت