وقف الاب العجوز أمام منصة المستشار ايهاب الداهب رئيس محكمة العمرانية ودموعه تسبق كلماته وجسده كله يرتعش والعرق الغزير يتصبب منه وقال في نبرة كلها ألم وأسي.. ابني بريء ياسيادة المستشار.. ابني لم يضربني لانه مريض نفسي ويحتاج الي الشفقة والعطف بسبب مرضه الذي جعلني احرر ضده محضرا بقسم شرطة العمرانية. هدأ رئيس المحكمة من روع الأب وطالبه بشرح قضيته بدون أي انفعال.. قال الاب: ابني مريض نفسي منذ سنوات طويلة وانفقت عليه لعلاجه كل ما ادخرته طوال حياتي حتي أثاث المنزل قمت ببيعه ولم يعد أمامي سبيلا سوي اللجوء الي المصحات النفسية لعلاجه وبالفعل ذهبت لمستشفي الامراض العقلية التي رفضت قبوله للعلاج بحجة انه لا يمكن دخوله الا بحكم صادر من محكمة.. هكذا قال لي أحد العاملين بالمستشفي.. ويصمت الأب قليلا.. ويقول.. خاصم النوم عيوني وظللت افكر في طريقة لادخاله المستشفي للعلاج فتفتق ذهني لحيلة قمت بعمل عدة خدوش وجروح في جميع انحاء جسدي حتي سالت دمائي وبعدها ذهبت لقسم شرطة العمرانية وحررت محضرا اتهم فيه ابني بانه قد ضربني بعنف. اهتم رجال الشرطة بالبلاغ والقوا القبض علي ابني وتم احالته الي النيابة ليأمر سمير سامي مدير نيابة العمرانية باحالته الي المستشار ايهاب الراهب رئيس المحكمة الذي قضي باخلاء سبيل الابن المريض وحفظ أوراق التحقيق ليخرج الاب من المحكمة بصحبة ابنه وهو يلعن المرض.