الصراع علي كرسي مجلس الشعب صراع من نوع خاص جميع المرشحين يسعون للحصول عليه بشتي الطرق مما يحيط العملية الانتخابية بالاثارة والمنافسة بين المرشحين.. لكن الامر الذي أضاف صعوبة واثارة علي انتخابات مجلس الشعب 0102 ترشح العديد من الاقارب والاخوة وأبناء العمومة في دائرة واحدة بل وعلي نفس المقعد سواء فئات أو عمال!.. حيث تغلبت شهوة السلطة والرغبة في الحصول علي عضوية مجلس الشعب علي صلة الدم والقرابة لدرجة اننا شاهدنا أخوة وأبناء عائلة واحدة يخوضون الانتخابات وجها لوجه بدون أي اعتبارات لصلة الدم أو القرابة أو المصاهرة.. ورفع الجميع شعار »كرسي المجلس أولا وقبل أي شيء«.. والسؤال الذي يفرض نفسه هل صراع الأقارب صراعا علي السلطة أم لخلافات بينهم ومحاولة لتصفية الحسابات. نعرض بعض النماذج لمرشحين أقارب يتنافسون في دائرة انتخابية واحدة علي نفس الكرسي من العمال والفئات. في البداية نلاحظ ان ظاهرة صراع أبناء العائلات والاقارب علي الفوز بكرسي بالبرلمان تفرض نفسها بوضوح في العديد من المحافظات منها محافظة أسيوط حيث يتنافس أبناء العمومة محمد أبوعقرب عضو مجلس الشوري السابق ووكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة والمرشح علي مقعد الفئات أمام ابن عمه النائب أحمد سعد أبوعقرب المرشح فئات أيضا بدائرة مركز أبوتيج.. ويحظي الاثنين بشعبية كبيرة نظرا لكون الاول عضو مجلس شوري سابق والثاني عضو مجلس شعب عن الدائرة في الدورة السابقة.. مما يزيد من المنافسة بين المرشحين وعدم التوقع بفوز أحدهما علي الآخر. لم يختلف الامر كثيرا مع أبناء عم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في دائرة الفتح وساحل سليم حيث اشتد الصراع ووصل الذروة بين عبدالناصر طه حسين خليل وابن عمه حسين عطية خليل علي مقعد الفئات وتقدم كلاهما الي الحزب الوطني ليعتمد أوراقه كمرشح عن الحزب خاصة ان منافسهم الاخواني عبدالعزيز خلف كان يشغل هذا المقعد في الدورة السابقة.. كما أن كلاهما يستغل صورة الرئيس الراحل كوسيلة للدعاية لهما. لم يسلم العمدة أحمد شاكر والنائب عن دائرة صدفا في الدورة السابقة من صراع الاقارب حول مقعد مجلس الشعب حيث ترشح أمامه أمين فتحي طنطاوي ليدخل الاثنان في صراع حول نفس المقعد »الفلاحين«. »شعار كرسي مجلس الشعب أولا وقبل أي شيء« لم يذهب بعيدا عن بعض الدوائر في محافظة الجيزة فنجد في دائرة الهرم والعمرانية شهدت صراعا بين أبناء عائلة الجابري حيث قام عبدالناصر الجابري النائب في الدورة السابقة بتقديم أوراق ترشيحه لانتخابات 0102 علي مقعد العمال وكذلك تقدم ابن عمه أشرف الجابري علي نفس المقعد وكلاهما يأمل في النجاح بكرسي مجلس الشعب ليمثل دائرته في البرلمان.. علي الجانب الآخر في نفس الدائرة شهدت عائلة البطران تقديم كلا من الدكتور محمد مهدي البطران وعماد البطران ومي البطران بأوراق ترشيحهم والاخيرة علي مقعد الكوتة، عائلة ثالثة شهدت نفس الصراع وهي عائلة خطاب »حيث أعلن عادل خطاب ترشيحه كمستقل أمام ابن عمه المرشح عن الحزب الوطني مجدي أبوطالب مما اثار تساؤلات كثيرة بين الناس في الدائرة.
دائرة الدقي والجيزة أعلن علي عبدالوهاب رئيس المجلس المحلي لأرض اللواء تحديه ضد ابنه خاله سيد جوهر النائب عن الدائرة علي مقعد العمال وترشح كمستقل علي مقعد العمال. وفي الاسماعيلية شهدت ثلاث دوائر صراعا عائليا.. حيث شهدت الدائرة الاولي صراعا وتنافس بين أبناء عائلة جهينة حيث فوجيء سامي جمعة عضو مجلس محلي المحافظة وأمين لجنة المتابعة بتقدم أحمد خليفة عرابي تاجر أخشاب ابن عمه بتقديم أوراقه مستقلا علي نفس مقعد العمال بالدائرة.. ونشبت خلافات عائلية بسبب ترشيحه للانتخابات.. حالة مماثلة في الدائرة الثانية التي تشمل التل الكبير وفايد.. الصراع بين المهندس محمد نصر البعلي مدير عام الزراعة بالاسماعيلية وابن عمه وهدان البعلي رجل الاعمال وكلاهما ينتميان الي قرية البعالوة وتقدما كلاهما الي المجمع الانتخابي للفوز بمقعد الفئات. وفي كفر الشيخ وبالتحديد في دائرة فوه وبعد رفع الحصانة عن محمد عبدالعليم داود نتيجة اتهامه في قضية نواب العلاج تقدم ابن عمه محمد فتحي داود عضو المجلس المحلي بأوراقه الي المجمع الانتخابي ضد عبدالعليم. التنافس علي الفوز بكرسي بالبرلمان وعدم الاعتبار لصلة الدم والصراع بين أبناء العائلة الواحدة مشهدا تكرر في محافظة الغربية حيث شهدت دائرة سمنود صراعا بين أبناء العمومة أبناء النائب الاسبق شوقي النجار وأبناء شقيقه ممتاز النجار حيث أعلن محمد ممتاز النجار ترشيح نفسه علي مقعد الفئات مما جعل أبناء عمه يعلنون عدم الوقوف الي جواره.. وفي دائرة المحلة وصلت المنافسة ذروتها بين البسيوني جهجه وابن عمه حامد جهجه.. حيث ان عائلة جهجه رجال أعمال مقيمين بقرية دمرو ويتنافسون علي مقعد العمال. وفي الاسكندرية شهدت دائرة مينا البصل بعد اعلان محمد رشاد عثمان نجل رجل الاعمال الشهير رشاد عثمان ترشيحه لمجلس الشعب، وذلك في منافسة مع أبناء عمومته خالد البسيوني الورداني وهاني عدلي اسماعيل ومحمد عايد حامد ومحمود أبوعقيل، حيث بدأت حرب الانتخابات تشتعل بينهم، ومزق أنصار كل منهم لافتات بعضهم البعض.
وفي سوهاج بالدائرة الرابعة ومقرها مركز طهطا اشتد الصراع بين الدكتور محمد حلمي عبدالآخر عضو مجلس الشعب السابق نجل المستشار حلمي عبدالآخر وزير مجلسي الشعب والشوري الاسبق وبين ابن عمه مدحت أحمد عبدالآخر عضو مجلس الشعب السابق نجل المهندس أحمد مصطفي عبدالآخر محافظ الجيزة الاسبق ومدير مكتب الرئيس السادات سابقا علي مقعد الفئات كما ان كلاهما يتحدث بنبرة قوية ناظرا الي سجله التاريخي والسياسي وما يتمتعان به من سمعة طيبة.