ربما يعتقد البعض أن هناك صراعا دائما خفياً بين المرأة والرجل لبيان أيهما أكثر نجاحا أو أكثر تأثيرا أو حتى أيهما أفضل أو أهم أو أشطر! ، ولكن الواقع كما يؤمن المفكرون والعقلاء أن الصراع يجب أن يكون ضد الجهل والتأخر والضعف ، وأن تتكاتف المرأة والرجل معا لتحقيق النجاح والارتقاء بمجتمعاتهم. فبوجه عام فإن المرأة تمثل نصف المجتمع فى أى منطقة حول العالم ، وبالتالى يكون استثمار قدراتها وإمكانياتها هو الحل الأفضل والوحيد فى سبيل الارتقاء وتقدم أى مجتمع. ويستمر السباق دائما، حيث أعلنت الأبحاث الحديثة حدوث تحسن في الوضع الصحي والغذائي للسكان فى مصربشكل عام ، فقد بلغ العمر المتوقع للإناث حوالى (75 سنة) بينما لم يتجاوز ( 70سنة) للذكور. وقد وعت الدولة الإسلامية منذ نشأتها الأولى أهمية مشاركة المرأة فى كافة الأدوار داخل المجتمع ، فكان هناك الطبيبة والتاجرة والداعية والقاضية، وفى عهد الفاروق عمر بن الخطاب تم تعيين أول امرأة وزيرة فى التاريخ لتولى شئون التجارة والأسواق ( أى منصب وزير التجارة الداخلية) وكانت تدعى ليلي بنت عبد الله القرشية. فالإسلام حث على العلم والعمل لكل من الرجل والمرأة. وقد شهد عام 2010 إنجازات كثيرة للمرأة العربية والمصرية سواء على الصعيد السياسى أو العلمى أو فى الشئون المحلية والعالمية. لعل أهم ما يجب أن تتركز الأضواء عليه هو إقرار وتنفيذ قانون الكوتة فى مصر والذي يهدف الى تخصيص 64 مقعدا للنساء في مجلس الشعب ،ولتكثيف وجود المرأة فى البرلمان بشكل يساعد على تغيير الثقافة المتعلقة بالتمثيل السياسي للمرأة. وقد ساندت السيدة سوزان مبارك هذا القانون حتى يخرج إلى النور، حيث إنه يهدف إلى إتاحة المجال للمرأة للتعبير عن مشاكلها والمساعدة فى اقتراح الحلول الفعالة للمشاكل المجتمعية التى نعيشها والتى أول من يواجه عواقبها هى المرأة والطفل والأسرة. فقد شهدت الحياة السياسية للمرأة المصرية تطورا رائعا ومشاركة إيجابية فعلية. ففى برلمان 1957 الذي شهد أول مشاركة نسائية وحتى برلمان 2009 لم يتجاوز إجمالي النائبات بالبرلمان المصري 150 سيدة سواء الفائزات بالانتخاب أوالبرلمانيات بالتعيين. بينما فى برلمان 2010 فقط مع تطبيق القانون الجديد فقد لامست المشاركة للمرأة المصرية أعتاب السبعين برلمانية فى مجلس الشعب. كما تتميز الوزارة المصرية الحالية بوجود ثلاث وزيرات ناجحات نشيطات بشكل مدهش ورائع، بل لعلهن من القلائل التى تتفق الحكومة والشعب والمعارضة على أدائهن الجيد ، بينما كان الأمر فى السابق لايتعدى وزيرتان إحداهما غالبا تكون وزيرة الشئون الاجتماعية. وفى بحث رسمى للقوى العاملة فى مصر ، تبين أن نسبة الإناث تبلغ 49% من إجمالي السكان بينما للأسف بلغت نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة (22%) مقابل (78%) للذكور، وبلغت نسبة البطالة بين الإناث (19%) مقابل ( 6%) للذكور ، فى حين سجلت نسبة مشاركة النساء فى وظائف الإدارة العليا ارتفاعا طفيفا هذا العام لتصل إلى (25.5 %) بدلا من (24%) عام 2009. وعند الحديث حول إنجازات المرأة المصرية هذا العام.. لابد من التركيز على إنجازات السيدة سوزان مبارك التي حققت أيضا الكثير من الإنجازات والجهود خلال عام 2010 ، وبناء عليه قررت جامعة بيروجيا الإيطالية منحها درجة الدكتوراه الفخرية في نظم الاتصالات في العلاقات الدولية التي تعد أعلي درجة أكاديمية في النظام التعليمي الإيطالي وذلك لمساهمتها الفعالة في نشر قيم وثقافة السلام في الشرق الأوسط والعالم وتعزيز دور المرأة في المجتمع. كما أعلن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم» استحقاقها جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والتى تمنح للشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي العربي تقديرا لجهودها في إثراء النشاط الثقافي ودعم المكتبات. وقد تسلمت مؤخرا السيدة سوزان مبارك الدكتوراه الفخرية في علم الاجتماع من جامعة القاهرة في احتفال أقيم بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة تقديرا لعطائها في مجال التنمية الاجتماعية عبر العقود الثلاث الماضية وذلك علي ضوء موافقة جماعية من مجلس الجامعة. وعلى الصعيد العربى .. فقد أعلنت مجلة «فوربس» الأمركية قائمتها لعام2010 ، وصنفت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية في المرتبة 70 عالميا كأقوى امرأة عربية فى فئة الأعمال من خلال سعيها لتنمية التجارة الخارجية عبر تبني سياسة تجارية تعتمد على الانفتاح والتنافسية ، وجاء التصنيف ضمن القائمة الرئيسية لأقوى الشخصيات العالمية التي ضمت المراكز المائة الأولى حول العالم. واحتلت أربع نساء عربيات مراكز ضمن القائمة العالمية وهن الشيخة موزة بنت مسند حرم أمير دولة قطر وجاءت في المركز 74 ، ثم ملكة الاردن رانيا العبدالله في المرتبة 76 ، ثم سيدة أعمال كويتية في المرتبة 94. و وزعت «فوربس» القائمة على أربع فئات هي «السياسة» و»الأعمال» و»الإعلام» و»نمط الحياة أي مجالات الترفيه والرياضة والأزياء». ويأتى عمان بعد كل من دولة قطر والكويت والبحرين وموريتانيا ، فقد أصدر السلطان قابوس فى عمان قرارا بتعيين الدكتورة «راوية بنت سعود البوسعيدي» وزيرة للتعليم العالي، وهي أول امرأة توكل إليها حقيبة وزارية وثاني امرأة في الحكومة العمانية بمنصب وزير، ويأتي هذا في إطار ما تقوم به سلطنة عُمان من تدعيم وتوسيع لدور ومساهمة المرأة العُمانية. كما قام الرئيس الكازخستاني بتعيين ساليدات غائربيكوفا وزيرة للصحة. وفى القائمة العالمية لمجلة «فوربس» لسيدات العام .. جاءت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما في المرتبة الأولى، تلتها الرئيسة التنفيذية آيرين روزنفيلد في شركة» كرافت» فى المرتبة الثانية، ثم المقدمة التلفزيونية أوبرا وينفري بالمرتبة الثالثة ، فيما حلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالمرتبة الرابعة، وليدي غاغا في المرتبة السابعة، وبونسيه نولز في المرتبة التاسعة، وإيلين ديجينيريز في المرتبة العاشرة.بينما كان الانتصار الأكبر للمراة عالميا عندما جاءت ديليمار روسيف رئيسة للبرازيل ، وهى أول امرأة تتقلد هذا المنصب فى البلاد وقد أظهرت من الحماس والثقة بالنفس ما يؤكد جدارتها للحصول على هذا المنصب حيث إنها تبلغ من العمر 62 عاماً، وقد حصلت على 56% من أصوات الناخبين من الشعب البرازيلى لتصبح بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب فى البرازيل. كما عين الرئيس الفرنسي الفرنسي نيكولا ساركوزي ميشيل اليو ماري وزيرة للشئون الخارجية والأوروبية لتكون بذلك أول امرأة تعين على رأس الدبلوماسية الفرنسية. وتعتبر ميشيل ليو ماري (64سنة) وزيرة من العيار الثقيل في الحكومة الفرنسية ، حيث تولت فى الحكومة السابقة حقائب وزارية هامة، حيث كانت أول امرأة تولت حقيبة وزارة الدفاع ثم وزارة الداخلية فمنصب وزيرة العدل لتنتقل حديثا إلى رئاسة الخارجية الفرنسية. وفى إبريل 2010 تولت ايغول أوزكان البالغة 38 عاما منصبها كوزيرة للشئون الأجتماعية فى الحكومة الألمانية المتشددة بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل. وتعتبر إيغول أول وزيرة ألمانية مسلمة من أصل تركى تتولى منصباً وزارياً فى ألمانيا. وفى شهر مايو السابق فاجأ رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون حكومته بتعيين امرأتين فى وزارته الجديدة أولهما سعيدة وارسي البارونة المسلمة من أصل باكستانى والتى لم تتعد الأربعين عاما ، والثانية تيريزا ماى وزيرة لوزارة الداخلية، وبهذا تكون تيريزا ماى ثانى امرأة تتولى هذه الحقيبة السيادية فى بريطانيا.