* إذا كان العقل السليم في الجسم السليم. فالقرار السليم أيضا في المعلومة الصحيحة الدقيقة. وهو ما تنبهت له الحكومة حين اتخذت قرارا بإنشاء مركز معلومات مجلس الوزراء قبل خمسة وعشرين عاما. * وبالأمس حرص رئيس الوزراء د. أحمد نظيف علي حضور احتفالية كبري أقيمت للاحتفال باليوبيل الفضي للمركز.. ولم يكن ذلك إلا لأهمية دور المركز و لأن د. نظيف كان أحد أبرز الذين خرجوا من بين صفوفه إلي مقعد وزارة الاتصالات. ثم إلي رئاسة الوزارة.. وقد جاء للوزارة من المركز أيضا وزراء بارزون وهم د. طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ود. علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي والمهندس علاء فهمي وزير النقل وأخيرا د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم. * مركز المعلومات بمثابة ذاكرة علمية للأمة وللحكومة وعينها التي ترصد الظواهر والمشكلات المحيطة بموضوعية وحياد وتمحيص حيث دأب لاسيما في سنواته الست الأخيرة وتحت قيادة د. ماجد عثمان علي تقديم دراسات وتقارير وأبحاث واستطلاعات رأي جادة وجريئة لا يقلل منها أبدا ما يبديه البعض من تحفظات بسبب تبعيته للحكومة. بل حاول قدر المستطاع الالتزام بصرامة المنهجية العلمية حتي غدا مصباحا يضيء الطريق لصانع القرار وواضع السياسات في القضايا والقوانين والمشكلات المحيطة ويتيح المعلومات والحقائق للرأي العام وللمواطن ليظل موصولا بحكومته. اشتبك المركز ولايزال بقضايا شائكة وغاص في أعماق ظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة وعمد إلي قياس الرأي العام حولها فعمق ديمقراطية المشاركة والمعرفة وكرس مبدأ المساءلة الشعبية باعتباره ركيزة أساسية لأي إصلاح شامل للحاضر والمستقبل. لم يتوان المركز بدراساته واستطلاعاته عن قياس رأي الناس في أداء الحكومة وهو ما أغضب منه وزارات ومؤسسات بالدولة وجلب متاعب للقائمين عليه. لكنه لم يعبأ ومضي ينقل نبض الناس ومردود سياسات الحكومة عليهم وآراءهم في قضايا الفساد ومدي الشعور بالولاء للوطن.. والمشاركة السياسية وغيرها حتي أصبح المواطن ليس جزءا من المشكلة كما هو المعتاد بل جزءا من الحل.. ورغم كل ذلك كنت أرجو أن يتصدي المركز بجرأته المعهودة لمعرفة رأي المواطن مثلا في الانتخابات الأخيرة. ولماذا لا يقبل علي المشاركة السياسية أو عضوية الأحزاب.. وغيرها من الموضوعات المهمة..!! وأخيرا فإن مصر تستحق أكثر من مركز معلومات واستطلاعات رأي حكومي أو جامعي أو خاص فالقرار السليم لا يمكن الوصول إليه إلا بمعلومات علمية دقيقة وصحيحة.. تحية للمركز في يوبيله الفضي. التفاصيل في معاً للمستقبل يكتبها: علي هاشم