يقال إن "البطاقة الذكية" أو بطاقة صرف المواد التموينية المدعمة للأسرة المصرية من أهم انجازات "حكومتنا الذكية" باعتبار أن هذه البطاقة مستقبلاً ستتم برمجتها لتكون أهم بطاقة يحملها رب أي أسرة فيما يتعلق بكل ما يخص أسرته وحالته الشخصية من احتياجات واهتمامات وبيانات..!! ونشهد جميعاً أن أول قراءة ذكية لهذه البطاقة الذكية قد كشفت أن البطاقة في تجربتها الأولي "لكل أسرة كانت تحمل بطاقة تموينية ورقية بل ولكل أسرة لم تكن تحمل البطاقة الورقية" قد اقتصرت برمجتها علي صرف المواد التموينية المدعمة شهرياً بموجبها مع ملاحظة أن هذه المواد قد اقتصرت علي السكر والزيت والأرز "إن وجد" بعد أن كانت البطاقة الورقية في البداية تشمل هذه المواد الثلاثة بالإضافة إلي "عدس وفول ومكرونة وشاي" إلا أن هذه المواد الأربعة قد أختفت بقدرة قادر والحق يقال منذ ما قبل تصميم وصرف البطاقات الذكية بدلاً من البطاقة الورقية.. وقيل في تبرير ذلك بقراءة ذكية أن الاعتمادات المالية المخصصة لهذه المواد التي توقف صرفها قد تم توجيهها لبنود أخري لصالح الأسرة المصرية ايضا وإن كانت هذه الأسرة لا تعرف هذه البنود ولا تشعر بها حتي الآن وإنما تشعر بحرمانها من تلك المواد الأربعة وبالتالي فإن أعباء المعيشة قد زادت عليها بما يوازي فارق السعر الحر لهذه المواد زيادة عن السعر المدعم..!! وفي قراءة ذكية جديدة سمعنا وقرأنا ما صرحت به وسائل الإعلام من أن البطاقة الذكية ستتم برمجتها من جديد لحرمان كل أسرة يزيد دخلها الشهري عن ألف جنيه من المواد التموينية المدعومة التي يتم صرفها حالياً والتي اقتصرت علي الزيت والسكر والأرز إن وجد..!! ولأن المتحدث الآن "مواطن" سيتم حرمانه من صرف المواد التموينية المدعمة باعتبار أن قيمة معاشه الشهري "كمستشار تنظيم وإدارة بالمعاش الحكومي" قد تجاوز الألف جنيه بقليل وليس له دخل آخر ككاتب رأي صحفي أو حتي كمتحدث إذاعي أو تليفزيوني في أحيان قليلة أو حتي كصاحب رأي في كثير من المنتديات الثقافية فإنني أرجو أن أقدم قراءة للبطاقة الذكية قد تراها الحكومة الذكية غير ذكية أي أنها قد تكون من وجهة نظر الحكومة قراءة "مجنون" غير عاقل لما يراه هو نافعاً ومفيداً له ولأمثاله من الملايين معدومي ومحدودي الدخل بينما الحكومة لا تري إلا ما هو نافع ومفيد لاعانتها علي أداء رسالتها وتحمل مسئوليتها الضخمة إزاء الأمور الأكثر أهمية مما يراه المواطن قاصر النظر مثلي..!!