والحقيقة التي يعرفها الجميع أن حزب الله تصور نفسه فوق كل الدول العربية. وخرجت أقلام كثيرة تنصب نصر الله سيداً للمقاومة!. وقال بشار الأسد عنه ان قامته تطاول قامة جميع القادة العرب. والنصر الذي حققه علي إسرائيل هو أعظم نصر للعرب في مواجهة العدو!! النصر الذي تحدث عنه الرئيس السوري خلف مئات القتلي من اللبنانيين وهدم الآلاف من المنازل وضيع الاقتصاد اللبناني وفرض اقتطاع 30 كيلو متراً من جنوب لبنان واعطاءها لقوات اليونيفيل "حفظ السلام" حتي لا ينطلق منها أي صاروح علي إسرائيل.. والأهم من ذلك كله أن الرئيس السوري نفسه غير وجهة نظره في حزب الله عندما صرح نصر الله في يوليو الماضي أن المحكمة الدولية برأت سوريا علي حساب حزب الله.. سوريا تشعر أيضاً أن حزب الله يقف حجر عثرة أمام تحسن علاقاتها مع أمريكا والمجتمع الدولي.. حزب الله كان يصنف علي أنه مقاومة قبل أن يقتل اللبنانيين عام 2008 في انقلاب 7 مايو الذي احتل فيه الميناء والمطار وحاصر الوزارات.. حزب الله كان وسيظل مقاومة تهدد شعبها!! الأفضل للبنانيين أن يسموه من الآن فصاعدا حزب السلاح بدلا من حزب الله. لقد نسي الحزب ما كان يتغني به من تحرير الأراضي اللبنانية وتحول الآن الي تهديد اللبنانيين أنفسهم.. حماقات حسن نصر الله أوصلته إلي ما هو فيه الآن. فهو لايستطيع الدفاع عن لبنان باطلاق صواريخ أو غير ذلك.. همه الأكبر حاليا الدفاع عن نفسه فقط. ونسي كلامه عن تحرير فلسطينالمحتلة وفيها عدو غادر ينتهز الفرصة للانقضاض علي لبنان ولن نجد من حزب السلاح ساعتها إلا كلاما أجوف. الصورة التي يحاول الحزب نقلها للمجتمع الدولي الآن أنه في ورطة. وعلي الدول الشقيقة والصديقة أن تساعده! تصوري أنه حتي سوريا أقرب حلفائه لن تمد إليه يد العون. فدمشق لها حسابات أخري غير حسابات حزب السلاح وهي ترسم سياستها الخارجية وفقا لمصالحها وليس وفقا لمصالح الحزب.. حزب السلاح أو حزب الله عندما ناشد الدول الصديقة والشقيقة. وضع نفسه في مصاف الدول .. نسي أن الميليشيات مهما كانت بطولاتها الحقيقية وليست الشفهية هي فرع من فروع الدولة. لكنها لن تحل محلها أبداً.. الحزب يحاول أن يضع نفسه في مصاف الدول. لكن ذلك لن يتحقق لأنه مجرد "ميليشيا".. الحزب يحاول إفهام البعض أنه يستحق أن تحاول الدول العربية والإسلامية شيئاً من أجله.. ولماذا يحاولون الآن وهم يرون انه أصبح أخطر علي لبنان من إسرائيل نفسها.. ناهيك عن أن كثيرين يقولون أنه لا توجد مبادرة سعودية سورية لانقاذ حزب الله من المحاكمة.. وقد نفي السعوديون ذلك كما نفاه الرئيس بشار الأسد في تصريحاته للصحفيين بباريس بعد لقائه مع الرئيس ساركوزي في الإليزيه. لقد فقد حزب الله التعاطف الشعبي في الوطن العربي معه. خصوصاً بعد أن حرك خلية لضرب الاقتصاد المصري واغتيال السياح وتدمير خط أنابيب سوميد وضرب ناقلات البترول في قناة السويس. حزب الله ليس سوريا.. سوريا مهما اختلفنا معها دولة لها قوانينها وليست عصابة! من ثم فإنه لو كان ثبت تورط أي مسئول سوري في اغتيال الحريري لتمت محاكمته في سوريا لأن لها قانونا.. أما لو ثبت تورط حزب الله فسيكون مطلوبا منه تسليم المتهم لمحاكمته دوليا.. وإذا اختطف لبنان حتي لا يسلم أي متهم. فإن سوريا والسعودية ومصر لن يرضوا بأن تضيع لبنان من أجل حماية "أي مجرم". بالعربي الفصيح.. حزب السلاح "حزب الله سابقا" لم يقدم السبت حتي يقابل الأحد كما نقول في أمثالنا!! لقد سخر من المصريين والسعوديين والخليجيين والسودانيين وقتل اللبنانيين أنفسهم. فأي أشقاء وأصدقاء يتحدث عنهم الحزب الآن؟!