شاهد.. صلوات عيد القيامة ببورسعيد في افتتاح كنيسة السيدة العذراء    تاجر يستعرض مأكولات الفسيخ في شم النسيم.. وأحمد موسى يعلق: شامم الريحة من على بعد    حزب الله يعلن استهداف مستوطنة مرجليوت بالأسلحة الصاروخية    وكالات الاستخبارات الأوروبية: روسيا تخطط لأعمال تخريبية في أنحاء القارة    الفيضان الأكثر دمارا بالبرازيل .. شاهد    "هزم نفسه بنفسه".. فاروق جعفر يكشف سبب خسارة الزمالك أمام سموحة    تحرير 119 مخالفة مخابز وضبط كميات من الرنجة والفسيخ منتهية الصلاحية بالقليوبية    إصابة 3 أشخاص في تصادم 4 سيارات أعلى محور 30 يونيو    يسعى لجذب الانتباه.. محمد فاروق: كريم فهمي ممثل باهت واقف بمنتصف السلم    ما هي قصة شم النسيم؟.. 7 أسرار عن الاحتفال بهذا اليوم    أول تعليق من محمد عبده بعد إصابته بمرض السرطان    مركز السموم بالقصر العيني: الفسيخ أسماك مسممة ولا ننصح بتناوله.. فيديو    الكشف الطبي على 482 حالة في أول أيام القافلة المجانية بالوادي الجديد    أعراضه تصل للوفاة.. الصحة تحذر المواطنين من الأسماك المملحة خاصة الفسيخ| شاهد    وزير السياحة والآثار يُشارك في المؤتمر الحادي والعشرين للشرق الأوسط بلندن    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    فيديو.. محمد عبده يبكي خلال حديثه عن إصابته بالسرطان: هذا من محبة الله    «جالانت» يحث «نتنياهو» بقبول صفقة التبادل ويصفها ب«الجيدة» (تفاصيل)    نجل الطبلاوي: والدي كان مدرسة فريدة في تلاوة القرآن الكريم    نتنياهو:‫ الحرب في غزة ستنتهي بانتصار واضح.. ومصممون على إعادة المحتجزين    الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة "البيئة" في الشرقية ويلتقي عددًا من المواطنين بالمنطقة    «ظلم سموحة».. أحمد الشناوي يقيّم حكم مباراة الزمالك اليوم (خاص)    .تنسيق الأدوار القذرة .. قوات عباس تقتل المقاوم المطارد أحمد أبو الفول والصهاينة يقتحمون طولكرم وييغتالون 4 مقاومين    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    الإسكان: إصدار 4 آلاف قرار وزاري لتخصيص قطع أراضي في المدن الجديدة    لوائح صارمة.. عقوبة الغش لطلاب الجامعات    ظهر على سطح المياه.. انتشال جثمان غريق قرية جاردن بسيدي كرير بعد يومين من البحث    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا    لجميع المواد.. أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024    الهلال يطلب التتويج بالدوري السعودي في ملعب المملكة أرينا    طريقة عمل الميني بيتزا في المنزل بعجينة هشة وطرية    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    تامر حبيب يعلن عن تعاون جديد مع منة شلبي    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    يوسف زيدان يرد على اتهامه بالتقليل من قيمة عميد الأدب العربي    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    لاعب فاركو يجري جراحة الرباط الصليبي    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر الله: ان أردتموها حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة
نشر في الشعب يوم 14 - 02 - 2008

القى الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله كلمة على شاشة المنار امام مشيعي الشهيد القائد عماد مغنية في مجمع سيد الشهداء (ع) حملت معاني ومضامين مهمة وحاسمة . اكد فيها ان الشهيد عماد كان من الجنود المجهولين المجاهدين الذين يدافعون عن قضايا الامة مشددا على ان حق عماد على الامة ان تنصفه. وقال ليس الان وقت انصافه لكن خلال الايام الاتية سوف نقوم بجزء من واجبنا. واضاف هم –أي الصهاينة - يرون في استشهاد الحاج عماد انجازا كبيرا ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الاتي والحاسم معتبرا انه يجب من الان ان نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة اسرائيل ومشيرا الى ان دم عماد مغنية سيخرجهم (الاسرائيليين) من الوجود.واكد سماحته ان هذا الكلام ليس للانفعال ولا من موقع العاطفة بل بلحظة تامل. ولفت السيد نصرالله الى ان مؤسس دولة اسرائيل بن غوريون يقول ان اسرائيل تسقط بعد خسارة اول حرب مشيرا الى ان اسرائيل اعترفت بخسارة حرب تموز وان تقرير فينوجراد لم يستطيع ان يخفي مرارة الحقيقة التي تقول مئات المرات بالفشل الكبير والعجز والضعف والوهن على مستوة القيادتين السياسية العسكرية. وقال أن اسرائيل خسرت اول حرب وبات محكوما عليها بالسقوط وستسقط ان شاء الله.
النص الكامل لكلمة السيد حسن نصر الله..
وقال ستكتمل نتائج هذا الدم من القادة لتجرف بصدقها ونقائها وطهرها هذا الكيان السرطاني الغاصب والمزروع في جسد الامة الاسلامية. واضاف ليطمئن كل المحبين والقلقين وليعرف العدو انه ارتكب حماقة كبيرة جدا . واقول للصديق والعدو لا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة واخوة عماد سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده، ودم الحاج رضوان يزيدنا قوة وتماسكا ووحدة وصلابة وحافزا لمواصلة الطريق بافق اوسع. واكد نصرالله للعدو قبل الصديق ان الحاج عماد انجز مع اخوانه كل عمله ولم يبق خلفه الا القليل الذي يجب القيام به. واضاف ما توعدت به في السابق انجزه الاخ عماد واخوانه واليوم المقاومة في اتم الجهوزية لمواجه أي عدوان.
وقال ان فينوجراد يقول ان عدة الاف صمدوا لعدة اسابيع امام اقوى جيش في الشرق الاوسط مؤكدا انه في أي حرب مقبلة ترك لكم عماد عشرات الالاف المجهزين المدربين الحاضرين للشهادة.
واشار الى ان اغتيال الشهيد مغنية كان خارج الارض اللبنانية توجه للصهاينة بالقول لقد اجتزتم الحدود مضيفا امام هذا القتل في الزمان والمكان والاسلوب ان كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العالم كله، فلتكن الحرب المفتوحة. واكد اننا نملك حقا مقدسا بالدفاع عن النفس وكل ما يحمي قادتنا واخوتنا سنقوم به ان شاء الله.

ردا على استفزار العملاء
وصف نصرالله ما جرى في احتفال 14 شباط بحفلة الشتائم مؤكدا انه يربأ ان يرد على ذلك في هذه المناسبة لكنه اكد ان لبنان لن يكون اسرائيليا في يوم من الايام ولن يكون موطئا للصهاينة ولن يكون اميركيا ولن يقسم ولن يفدرل ، وفى إشارة إلى ما جاء على لسان العميل جنبلاط قال: ومن يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت الى اسياده في واشنطن وتل ابيب وسيبقى لبنان بلدا للوحدة والشراكة وسيبقى رغم انوف الاقزام بلدا للمقاومة وبلدا للكرامة الوطنية، وبالرغم من اولئك الذين يستدعون الجيوش ويستدعون الفتنة فلبنان باق بلدا للوحدة والشهادة والسيادة والعزة .

النص الكامل لكلمة السيد حسن نصر الله :

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم الأنبياء أبي القاسم محمد، وعلى اله الطبيين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في البداية أود أن اعتذر من جميع الإخوة والأخوات المحتشدين في الخارج تحت المطر، وأسال الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم، صبرهم وثباتهم وهم أهل الصبر والثبات.
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلا". والشهيد القائد الحاج عماد مغنية، الحاج رضوان، عاهد الله بصدق وانتظر اللقاء بشوق، وقضى نحبه شهيداً، في أيام شهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، سيد الشهداء. الحاج عماد حمل دمه على كفه، وكفنه على كتفه، منذ كان شاباً في مقتبل العمر، ومضت به السنون كان يصنع النصر، ويطلب الشهادة وأخيراً وصل، فهنيئاً له هذا الوسام الإلهي الرفيع.
الحاج عماد مغنية من بيت كان كله جهاداً وما زال، ولكنه اليوم بات كله شهادة. أتوجه في البداية إلى الحبيبين العزيزين، والوالدين الشريفين ابو عماد وأم عماد بالتبريك والتعزية وأقول لهم مبارك هذا الاصطفاء الإلهي لعائلتكم، وبارك الله في صبركم وثباتكم واحتسابكم، وليعرف العالم كله ان هذا البيت الجهادي قدم كل أبنائه شهداء، هناك عائلة تقدم شهدين وثلاثة يكون عندها ستة شباب، كل ما لدى الحاج أبو عماد "جهاد وفؤاد وعماد" وتقدموا الى الشهادة، الواحد تلو الآخر فكانت هذه العائلة جديرة بالاصطفاء وبالجهاد وبالشهادة وبالقيادة.
أتوجه إلى زوجته المجاهدة والمضحية والصابرة المحتسبة، إلى بناته وأبنائه المجاهدين إلى كل أقاربه، والى كل إخوانه ورفاقه المجاهدين المقاومين في لبنان وفلسطين وفي كل ارض فيها لله جهاد ورجال، بالتبريك لنيل أخينا الحبيب وساماً إلهياً عظيماً، وللتعزية لفقد الأب والعزيز والأخ والمجاهد والقائد.
الحاج عماد مغنية من القادة الذين كان جهادهم وسهرهم وتعبهم وحياتهم كلها صدقة سر مع الله تعالى، هؤلاء جنود الله المجهولون في الأرض، المعروفون في السماء، لا يدافعون عن أنفسهم، يدافعون عن الأمة والوطن قضايا والحق ولا ينتظرون مديحاً لأنهم مجهولون ولا يردون تهمة ظالم او كاذب او مدعٍ، لانهم مستورون ، ولا يدافعون عن أنفسهم لأنهم لا يرون لأنفسهم وجوداً خارج معركة الجهاد والعطاء والتضحية. أما بعد شهادة هؤلاء فحقهم علينا جميعاً أن ننصفهم، ان نكشف للعالم وجوههم المنيرة وحقائقهم الصافية، وعطاءاتهم العظيمة.
اليوم، حق الحاج عماد مغنية الشهيد على هذه الأمة أن تعرفه من اجلها لا من اجله، وحقه على الأمة ان تنصفه من اجلها لا من اجله، وحقه على الأمة أن تستلهم روحه ودرسه وجهاده من اجلها لا من اجله. فرضوان اليوم، في رضوان الله وكل ما قد يقال عنه في دار الدنيا من ثناء أو مديح هو جزء من الدنيا الفانية التي لا تساوي شيئاً في حسابات أهل الآخرة الواصلين.
أيها الإخوة والأخوات، لم تفاجئنا هذه الشهادة المنتظرة منذ 25 عاماً، فنحن جميعاً ننتمي إلى مدرسة أنبياؤها شهداء، وأئمتها شهداء، وقادها شهداء. ولذلك نحن اليوم مع شهادة الحاج عماد في سياقنا الطبيعي وفي وضعنا الطبيعي، كما كنا مع شهادة قائدنا وسيدنا وأميننا العام السيد عباس الموسوي وكما كنا مع شهادة شيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب، لأننا في معركة حقيقية، معركة دامية ندافع فيها عن وطننا وشعبنا وامتنا ومقدساتنا وكراماتنا في موجهة كل الأطماع والتهديدات والتحديات والعدوان الذي تمثله إسرائيل وأمريكا وكل الذين يقفون خلفهما.
أيها الإخوة والأخوات:
اليوم والوقت ضيق والمطر يهطل، والأحبة في الانتظار، ليس الوقت لإنصاف الحاج عماد الآن، الأيام الآتية سوف نقوم بجزء من واجبنا، ولكن بين يدي الشهيد القائد، وأمام جثمانه الطاهر وعلى مسامعكم ومسامع العالم الذي يترقب موقف حزب الله في هذه الساعة، أود أن أؤكد على نقاط عديدة.
أولاً: هم يرون في استشهاد الحاج عماد، يعني الصهاينة انجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي والحاسم والنهائي ان شاء الله.
فلنتذكر قليلاً، هكذا كان الحال مع الشيخ راغب قتلوه فتصاعدت المقاومة وخرجت إسرائيل من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، من اغلب الجنوب باستثناء الشريط المحتل. بفعل دمه الزكي ومقاومته الأبية، وليس بالقرارات الدولية، ولا بالتدخل الدولي الذي لم نر منه يوماً إلا داعماً للصهاينة. وهكذا كان الحال مع القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا ان المقاومة ستنهار بقتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة خرجت مهزومة ذليلة مدحورة عام 2000 بفعل دمه، وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي وراية عباس الموسوي، وليس بفعل القرارات الدولية، ولا المجتمع الدولي.
واليوم قتلوا الأخ القائد الحاج عماد مغنية، وهم يظنون أن بقتله ستنهار المقاومة. قتلوه في سياق حرب تموز التي ما زالت مستمرة، فحتى اللحظة لم يعلن أي وقف لإطلاق النار، وما زالت مستمرة سياسياً وإعلامياً ومادياً وامنياً، ومدعومة من نفس الدول التي دعمت حرب تموز، قتل في سياق هذه الحرب. ولكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً، كما اخطأوا في قتل الشيخ راغب وكما اخطأوا في قتل السيد عباس، منذ حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بعماد مغنية، الى دم الحاج عماد مغنية في شباط العام 2008 فليكتب العالم كله وعلى مسؤوليتي، يجب ان نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل.
إذا كان دم الشيخ راغب حرب أخرجهم من اغلب الأرض اللبنانية، وإذا كان دم السيد عباس، أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فان دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله. هذا الكلام ليس للانفعال، ولا من موقع العاطفة بل بلحظة تبصر - اسمعوني جيداً - في لحظة تأمل، كلكم تعرفون ان "بن غوريون" هو مؤسس دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. وبالتالي، هو من اخبر الناس بنقاط قوة هذا الكيان وضعفه، والمعادلات التي تحفظه أو تودي به. اسمعوا ل "بن غوريون" ماذا يقول ولو كان الكثير من قادة العرب يقرؤون لانتهى هذا الصراع منذ زمن طويل.

يقول بن غوريون: ان اسرائيل تسقط، وليس تخرج من الجنوب او الجولان او سينا ء او الضفة او ما شاكل، كلا، اسرائيل هذا الكيان المصطنع تسقط بعد خسارة اول حرب. وقد خاضت اسرائيل حربها في تموز 2006، الصهاينة، سماها بعضهم بالحرب السادسة، كما تعارف عليها العالم ولكن كبار القادة الاستراتيجيين في اسرائيل سموها الحرب الأولى، وقد اجمعت اسرائيل بيمينها ويسارها وبمتطرفيها ومتطرفي متطرفيها – لان ليس فيها معتدلين - أجمعت اسرائيل على أنها خسرت الحرب. وتقرير فينوغراد الذي جاء مخففاً وملائماً ليحفظ ما تبقى من إسرائيل، إلا انه ما استطاع ان يخفي مرارة الحقيقة التي تقول مئات المرات، الفشل الخطير، والاخفاق الكبير، والعجز، والضعف، والوهن على مستوى القيادتين السياسية والعسكرية ومؤسسة الجيش الإسرائيلي، الم يقل فينوغراد هذا ؟ ليس عماد مغنية من قال هذا الأمر، بل قاض نصبه اولمرت، ليتحدث عن جزء من الحقيقة ولينبه إسرائيل إلى مصيرها،
والسؤال، لماذا فشلوا وأخفقوا وخسروا حرب تموز، مع أنهم كما يقول هو يملكون أقوى جيش في الشرق الأوسط ويملكون من المعدات والتكنولوجيا ما لا يملكه احد، بكل بساطة، لانهم واجهوا في لبنان على مدى 33 يوماً مقاومة جادة وصادقة وشجاعة، لأنهم في لبنان في حرب تموز، كان يقاتلهم عماد مغنية، وإخوة عماد مغنية وتلامذة عماد مغنية.

كان هؤلاء لهم بالمرصاد، قاتلوهم ببسالة وشجاعة وذكاء ولذلك اسرائيل خسرت أول حرب، وباتت محكوماً عليها بحسب القوانين والسنن التاريخية، وبحسب وعد مؤسسها ومنشئها بالسقوط، وستسقط ان شاء الله.
إذاً مع دم الشهيد الحاج عماد مغنية، هذا الدم المبارك والزكي، سوف تكتمل نتائج هذا الدم، من الشيخ راغب إلى السيد عباس إلى فتحي الشقاقي إلى احمد ياسين، إلى كل الشهداء المقاومين من القادة والمجاهدين، لتجرف ان شاء الله بصدقها ونقائها وطهرها، هذا الكيان السرطاني الغاصب، المزروع في قلب جسد امتنا العربية والإسلامية.
ثانياً: ليطمئن كل المحبين والقلقين وليعرف من جهة أخرى، ليعرف العدو انه ارتكب حماقة كبيرة جداً ، فأنا بين يدي الحاج عماد وأمام إخوانه الذين يعرفون كل الحقائق، أقول للصديق والعدو، لا وهن ولا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة وصفها، إخوة عماد مغنية سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده، ودمه، كما في الماضي دم السيد عباس، لا يعرف الإسرائيلي دم السيد عباس ماذا فعل بحزب الله، ما هي الوحدة العاطفية والروحية التي أوجدها في داخل حزب الله، ما هي الحوافز الكبرى التي أطلقها من جديد داخل المقاومة، هؤلاء لا يعرفون لأنهم ينتمون إلى ثقافة مختلفة تماماً، أما دم الحاج رضوان فيزيدنا قوة وتماسكاً ووحدة وصلابة، وحافزاً لمواصلة الطريق بأفق أوسع واكبر إن شاء الله.
في هذه النقطة أود ان اقول للعدو قبل الصديق، أن الحاج عماد أنجز مع إخوانه كل عمله وهو اليوم إذ يرحل شهيداً لم يبق خلفه إلا القليل الذي يجب القيام به. منذ انتهاء حرب تموز في 14 اب بدأنا نُعد ليوم أخر، ليوم نعرف ان إسرائيل ذات الطبيعة العدوانية ستعتدي على لبنان وتشن حروباً أخرى عليه وعلى المنطقة، وهذا ما أوصى به فينوغراد نفسه، ولكن نحن من 14 آب، في اليوم الثاني، كان المهجرون يعودون وكان جزء كبير من تنظيمنا يرعى عملية الإسكان والتعويض ورفع الأنقاض.. لكن الذين كانوا يقاتلون بدأوا منذ اليوم الأول، يستعدون لحرب قد تكون قادمة.
وما توعدت به في السابق هذا ليس عن المستقبل، هذا أنجز، أنجزه الحاج عماد وإخوانه. اليوم حزب الله والمقاومة الإسلامية في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل، وانا اقول، اي عدوان على لبنان، اي حرب على لبنان، في الماضي تحدثت عن الصواريخ ولكنني اليوم سأتحدث عن الشباب لان بين يدينا قائد هؤلاء الشباب وواحد من كبار قادتهم.
فينوغراد يقول ان عدة الاف – ولنصغي جيداً هنا- عدة الاف من المقاتلين صمدوا لعدة أسابيع أمام جيش إسرائيل الذي يعد أقوى جيش في الشرق الأوسط ، ويعترف بالهزيمة، اليوم بعد ان قتلوا الحاج عماد، فليسمعوني جيداً، في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد، ولا عدة آلاف من المقاتلين. لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة.


ثالثاً: للعدو، لأننا لا نغدر، وللصديق، طلباً للعذر، أقول ما يلي، لقد قتل الصهاينة الحاج عماد مغنية في دمشق، وكل معطياتنا الميدانية والتحقيقية حتى الآن، تؤكد هذا الأمر وتعاطى الاسرائيليون مع المسألة بتلميح أقوى من التصريح، في تحملهم لمسؤولية الاغتيال.
أقول لهم لقد قتلتم الحاج عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة، نحن وإياكم كانت معركتنا وما زالت على أرضنا اللبنانية، وكنتم تقتلوننا على أرضنا اللبنانية ونقاتلكم في مواجهة كيانكم الغاصب. لقد اجتزتم الحدود، لن أتكلم الآن كثيراً، ولكنني سأستعير عبارة واحدة من حرب تموز عندما خاطبتكم في المرة الأولى، وقلت لكم ايها الصهاينة ان أردتموها حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة ووعدت المؤمنين بالنصر لأنني أثق بالله وبالمؤمنين وبشعبنا ومجاهدينا.
اليوم كلمة واحدة فقط، أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب، أيها الصهاينة إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة، فليسمع العالم كله، فلتكن هذه الحرب المفتوحة.
نحن نملك كما كل البشر حقاً مقدساً في الدفاع عن النفس، وكل ما يؤدي هذا الحق في الدفاع عن بلدنا وإخواننا وقادتنا وشعبنا سنقوم به إن شاء الله.

رابعاً: في الرابع عشر من شباط، اليوم ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كنا نود ان تجمع الشهادة بين الساحات ولكن يشاء البعض ان يحول المناسبة دائماً الى حفلة شتائم وسباب واتهامات لا طائل منها. ولا يكفي ان يتناوب الخطباء على الشتم لتنتهي حفلة الشتم بيد ممدودة. اليد الممدودة عندما نرى أنها صادقة لن تجد منا إلا يداً ممدودة، ولكني اربأ بالمناسبة بمناسبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبمناسبة هذا التشييع المبارك والجليل لقائد من قادتنا في المقاومة، ان ارد على حفلة الشتائم هذه ولكن للاختصار أيضاً اكتفي بكلمة واحدة. ليسمعوا جميعاً، لبنان الذي قدمنا على أرضه أغلى قادتنا، وأزكى علمائنا، وأحب إخواننا وأبنائنا ونسائنا وأطفالنا شهداء، لبنان هذا لن يكون إسرائيلياً في يوم من الايام، ولن يكون موطئاً للصهاينة ، لبنان هذا لن يكون أميركياً في يوم من الأيام. لبنان هذا لن يقسم، ولن يفدرل، ومن يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت، وليذهب إلى أسياده في واشنطن وفي تل ابيب. لبنان هذا سيبقى بلداً للوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي، ورغم أنوف الأقزام بلداً للمقاومة وبلداً للانتصار، وبلداً للكرامة الوطنية.

أقول بكلمة مختصرة، برغم إرادة كل أولئك الذين يستدعون الجيوش للحرب على لبنان وسوريا، لأنهم اصغر من أن يشنوا حرباً، يستدعون الجيوش لتحارب عنهم بالنيابة، وبالرغم من أولئك الذين يستدعون الفتنة في الليل وفي النهار، لبنان هذا باقٍٍ باقٍ باقٍٍ بلداً للوحدة، وبلدا للكرامة، وبلداً للشهامة، وبلداً للسيادة وبلداً للعزة. ولذلك كان دائماً وأبداً يستحق الشهداء من قامات عباس الموسوي وراغب حرب وعماد مغنية ورفيق الحريري.
أيها الأخوة والأخوات، هلموا لنصلي على جسد حبيبينا وعزيزنا ونودعه في اللحظات الأخيرة، ونجدد له عهدنا.
هلموا لنرفع على الأكتاف قائداً نفتخر بقيادته، وشهيداً نعتز بشهادته، ونُسمع صوتنا رغم الشتاء والبرد، نسمع صوتنا لكل الأعداء والقتلة أننا سنواصل المقاومة حتى النصر الكامل ان شاء الله مهما عظمت التضحيات.
وعظم الله اجركم وبارك الله فيكم ورفع الله شهيدنا الى جوار أنبيائه ورسله، واسكنه الفسيح من جنته إلى الرضوان يا رضوان أنت العماد وستبقى العماد وخلّفت وراءك الآلاف من أمثالك من روحك وعقلك وذكائك ونباهتك وصدقك وشجاعتك. مع عماد مع الشهداء الذين مضوا مع الذين لم يبدلوا تبديلا، ولن يبدلوا تبديلا، لن يكون لنا إلا أعراس النصر إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تشييع مهيب للشهيد القائد

وقد شارك مئات الآلاف من جماهير المقاومة الاسلامية من مختلف المناطق اللبنانية، من البقاع والجنوب والشمال وباقي المناطق في مراسم تشييع مهيب للشهيد القائد عماد مغنية في ضاحية بيروت الجنوبية .
فبعد كلمة لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في مجمع سيد الشهداء في الرويس تلا خلالها رسالة تعزية وتبريك من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعقبتها كلمة متلفزة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ثم الصلاة على جثمان الشهيد القائد التي امها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سار المشيعون على وقع الموسيقى الكشفية حاملين الرايات وصور الشهداء والقادة على طول جادة الشهيد هادي نصر الله وراء نعش الشهيد الذي حمله ثلة من المجاهدين الى روضة الشهيدين في منطقة الشياح حيث ووري الثرى.
وكان احتشد منذ ما قبل الظهر عشرات الالاف في مجمع سيد الشهداء وفي محيطه والشوارع المؤدية اليه في جو ماطر وسط استمرار تقبل العزاء في المجمع من قبل عائلة الشهيد وقيادة حزب الله بالشهيد القائد.

تأهب إسرائيلي

وعقب اتهام حزب الله لها بقتل مغنية وضعت إسرائيل سفاراتها ومصالحها في الخارج في حالة تأهب قصوى وعززت قواتها على الحدود اللبنانية.
وأصدرت إسرائيل تعليمات مشددة بتوخي الحذر لرعاياها الموجودين في الخارج، وذلك خشية أن يكونوا هدفا لعمليات انتقامية محتملة.
كما حذر البيان من مخاطر خطف إسرائيليين في الخارج وخصوصا رجال الأعمال الذين لديهم علاقات مع نظرائهم العرب والمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.