أكد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال عماد مغنية القيادي في الحزب يوم الإثنين أن من حق حزب الله أن يمتلك ويستخدم سلاح دفاع جوي في مواجهة إسرائيل ، مجددا الوعد بالرد على عملية الاغتيال. وقال نصر الله في "مهرجان الوفاء للقادة الشهداء" الذي تم إقامته مساءاً في الضاحية الجنوبية لبيروت : "إننا نملك كل الحق في أن نملك أي سلاح , ومن ضمنه سلاح الدفاع الجوي , وأيضا لدينا كل الحق أن نستخدم هذا السلاح إذا أردنا". وأضاف متحدثا عن إسرائيل : "كل فترة ، يصدر خبر أن المقاومة حصلت على سلاح دفاع جوي وصواريخ سلاح جو متطورة" ، مضيفا أن الإسرائيليين يعتبرون أن حصول المقاومة على هذا السلاح سيؤدي إلى تغيير موازين الحرب. وتابع أن إسرائيل تهدد علنا وتبعث برسائل عبر دبلوماسيين لتقول إذا امتلكتم هذا السلاح ستدفعون الثمن , وإذا اسقطتم طائرة إسرائيلية في سماء لبنان ستدفعون الثمن ، متسائلا كيف يحق لإسرائيل أن تحلق في سمائنا ولا يحق لحزب الله أن يمتلك سلاحا للدفاع الجوي. وأضاف : "لماذا الخشية من وصول سلاح دفاع جوي إلى المقاومة؟ لأن المقاومة تملك إرادة وتملك شجاعة أن تستخدم هذا السلاح". وقال نصرالله بعد عرض لحرب غزة الأخيرة وحرب يوليو 2006 في لبنان : "لم يبق لدى الإسرائيليين إلا تفوقا في سلاح الجو , وهم قلقون على هذا التفوق" ، مضيفا : "إذا تغيرت معادلة الجو تغيرت معادلة الصراع كله". وتابع : "نحن لم نخض صراعنا مع هذا العدو لا على قاعدة العنتريات , ولا على قاعدة المزايدات بل على قاعدة المفاجآت". وعبر مسئولون عسكريون إسرائيليون في الرابع من فبراير عن قلقهم إثر معلومات تلقتها إسرائيل عن تسليم سوريا صواريخ أرض – جو حديثة لحزب الله, واعتبروا أن نشر هذه الصواريخ يهدد طلعات الطائرات الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية. ومن جهته , قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل قلقة من احتمال نقل أسلحة عبر سوريا لحزب الله لأن هذا سيغير التوازن الاستراتيجي ويرغم إسرائيل على التحرك. وكان نصر الله يتحدث عبر شاشة عملاقة وضعت في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية حيث احتشد الألوف من أنصاره ، فيما تجمع خارج المجمع ألوف الأشخاص الذين لم تتسع لهم القاعة المقفلة. وخُصص المهرجان أيضا لإحياء ذكرى الأمين العام السابق لحزب الله عباس موسوي الذي قتل مع زوجته وطفله وأشخاص آخرين في غارة جوية إسرائيلية في جنوب لبنان في فبراير 1992 ، والقيادي في الحزب الشيخ راغب حرب الذي اغتيل في الجنوب في فبراير 1984. وكان مغنية قد اغتيل في 12 فبراير 2008 في دمشق في تفجير سيارة مفخخة. وعن الرد على مقتل مغنية ، قال الأمين العام لحزب الله : "الحاج عماد قتلوه قبل عام ليتخلصوا منه , لكنهم كانوا مسكونين رعبا من عماد مغنية هذا العام أكثر من 25 عاما مضت". وأضاف "سيبقى عماد مغنية يطاردهم في كل مكان في الليل والنهار". ورفض نصرالله إعطاء أي إيضاحات حول الرد وماهيته وتوقيته, وقال : "نحن على الوعد والعهد والقسم" ، مضيفا : "هذا الوعد سيتحقق إن شاء الله". وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أخيرا أن وحدات خاصة للتدخل والمراقبة في الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان وضُعت في حالة تأهب خلال الأسابيع الماضية خشية قيام حزب الله بتنفيذ هجوم ردا على مقتل عماد مغنية. في الوضع الداخلي ، دعا نصرالله اللبنانيين إلى أوسع مشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في السابع من يونيو، واصفا هذه الانتخابات ب"المهمة والمؤثرة جدا". وقال : "نحن في بلد محكومون بالمشاركة والتوافق , التقاتل في مجلس الوزراء أفضل من التقاتل في الشارع" ، مضيفا : "لذلك نُصر على أن هذا البلد محكوم بالتوافق والمشاركة سواء حصلت المعارضة على الأغلبية أو الموالاة على الأغلبية". وأضاف : "إذا نجحت المعارضة في الحكومة المقبلة اعرض أن تؤلف حكومة وفاق مع ثلث ضامن". وتابع : "إذا أصر الطرف الآخر على رفض المشاركة ، سنقوم بتولي المسئولية وإدارة البلد وتقديم نموذج جديد لحكم لبنان". وكان نصر الله يرد على تصريح النائب سعد الحريري - أبرز أقطاب الأكثرية - الذي أعلن أخيرا أنه لن يشارك في الحكومة في حالة فوز المعارضة في الانتخابات. وقال الحريري يوم الخميس : "إذا فازت 8 آذار "المعارضة" ، فمن المستحيل أن أشارك في حكومة مقبلة , ليحكموا بأنفسهم , أما أنا فلن أكرس الثلث المعطل". وشكلت الحكومة الحالية في يوليو بعد أزمة سياسية استمرت سنة ونصف السنة , وكادت تتطور إلى حرب أهلية , وتضم الحكومة فريقي الأكثرية النيابية والمعارضة التي حصلت على ما يسمى الثلث المعطل "أو الضامن"الذي يسمح لها بتعطيل القرارات الحكومية التي لا توافق عليها.