عندما فكر اتحاد الكرة في إقامة دوري للبدلاء كان هدفه - كما فهمنا والله أعلم بالنوايا - أن يطرح وسيلة لاشتراك اللاعبين البدلاء الذين يجلسون دوما علي دكة البدلاء في المباريات الرسمية في مسابقة رسمية قد لا تكون لها نفس أهمية الدوري الممتاز لكنها حتما ستمنح هؤلاء اللاعبين حساسية المباريات وقد تكون سببا في تألق لاعب أو أكثر وضمهم للقائمة الأساسية في الدوري الممتاز وبالتالي زيادة رقعة المشاركين في المباريات وزيادة اعداد اللاعبين تحت نظر المدربين سواء في أنديتهم أو المنتخب القومي. هكذا فهمنا من طرح هذا الدوري ولذلك اقترح البعض تفعيل دوري تحت 21 سنة ليكون هو المعمل الحقيقي لنجوم المستقبل..فاللاعب يكون في أوج تألقه المبدئي في هذه السن وبالتالي تكون فرصة ضمه للفريق الأول تحت السن - أفضل.. بل وتمادي البعض في أن يطرح درج اسماء خمسة تحت السن في قائمة الفريق الأول ليكون من حقهم المشاركة وبالتالي يكون لدينا لاعبون جاهزون للمنتخب الأوليمبي علي قدر كبير من المشاركة الاساسية. دوري البدلاء علي هذا الطرح يكون من أجل عشرة لاعبين في كل فريق تقريبا لا يلعبون مع فرقهم الاساسية علي أساس ان الدراسات الواقعية للدوري كشفت عن ان معظم الأندية تشرك في المتوسط 15 لاعبا فقط في معظم المباريات ويبقي حوالي عشرة لاعبين في القائمة لا يشاركون الا في نسبة ضئيلة من المباريات ومعظمهم لبعض الوقت أو في نهاية الموسم عندما تكون صورة الدوري قد اكتملت سواء بتحديد فرق القمة أو الهابطين للدرجة الثانية. وحسب ما نشرته الصحف وعلمنا به جميعا فإن الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة اجتمع مع عدد من المديرين الفنيين في الدوري الممتاز أو من ينوب عنهم من المدربين وناقشوا هذه الفكرة وابعادها وان معظم الأندية أو لنقل كل الأندية باستثناء الأهلي رفضت دوري البدلاء "هذا ما تم نشره في بعض الصحف ولم يكذب اتحاد الكرة في حينه".. كل ما نشر ايضا ان كل الاندية باستثناء الأهلي أيضا طالبت بأن تستمر القائمة عند ال 25 لاعبا ولا تزيد إلي 30 لاعبا. الكابتن سمير زاهر فاجأ الجميع منذ أيام باعلان تصميم اتحاد الكرة علي اقامة دوري البدلاء وزيادة قائمة الفريق الأول في الدوري الممتاز إلي 30 لاعبا إلا أن الاتحاد - علي لسان رئيسه - رفض آراء المديرين الفنيين بالأندية وهذا حقه لأن آراءهم ليست ملزمة لاتحاد الكرة.. ولأن الاتحاد سيد قراره فيما يتعلق بتطوير اللعبة ونشرها.. ولكن!! ودعونا نضع ألف خط أحمر تحت كلمة لكن تلك.. لماذا كان الاجتماع مع المديرين الفنيين.. وما هو مبرره؟ وإذا كان دوري البدلاء مطروحا من أجل عشرة لاعبين فقط لا يتم اشراكهم في المباريات الرسمية فلماذا يزيد عددهم إلي 15 لاعبا وهل وجود 30 لاعبا في القائمة سيفيد الدوري أم سيكون ضارا؟ وإذا كان مفيدا فلماذا التراجع عنه وإذا كان ضارا فلماذا أصلا تراجع اتحاد الكرة نفسه عن قائمة ال 30 لاعبا منذ عامين واعلنها 25 لاعبا فقط؟ وبماذا نفسر هذا التذبذب والتراجع في القرارات بدون دراسة فنية أو تحليل فني لأسبابه ومبرراته وآثاره علي الفرق وعلي المنتخبات؟ هل صحيح ما يردده البعض ان هذا القرار لصالح الأهلي وحده.. أو لصالح البعض في الأهلي فقط؟ وهل صحيح ان سبب دوري البدلاء هو زيادة المزايدة العلنية بعد أن فشل الاتحاد في زيادة قيمتها عما كانت عليه قبل الغائها؟ وأخيرا.. لمصلحة من قتل المواهب الناشئة في الأندية الفقيرة حيث تغريها الاندية الكبيرة التي تملك القدرات المالية وتشتريها لتضعها علي دكة البدلاء أو في دوري البدلاء بدلا من أن تخلق منافسة شريفة قوية لصالح الكرة المصرية؟ القضية أكبر من مجرد قرار يصدر هنا أو هناك لأنها قضية تمس مستقبل الكرة ولابد من دراسة بواقعية واحتراف وشفافية.