مخطيء من يظن ان دكة البدلاء لأي فريق أو منتخب مجرد كمالة عدد وان العناصر الأساسية فقط هي التي تحقق الانجازات وتصنع الانتصارات. لقد ساهمت دكة البدلاء مع المنتخب الوطني في تحقيق اللقب الافريقي الثالث وساهمت مع الأهلي في الحفاظ علي تفوقه حتي الآن بل اتفقت الأجهزة الفنية للمنتخبات أو الأندية علي ان دكة البدلاء هي العنوان الرئيسي لقوة أي فريق واحد الأسلحة المهمة في أيديهم لتغيير مسار الفريق وتعديل النتيجة إذا تطلب الأمر أو تفادي حدوث أي ارتباك نتيجة اصابة أي لاعب من العناصر الأساسية. أكد الكابتن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب الوطني ان قوة دكة البدلاء لأي فريق أو منتخب هي دليل علي قوة هذا المنتخب مشيرا إلي ان الجهاز الفني لابد أن يمتلك بعض الأوراق الرابحة علي الدكة قادرة علي تغيير سير المباراة وتعديل النتيجة إذا تطلب الأمر. اضاف ليس من المنطقي ان يدفع الجهاز الفني بكل عناصر قوته الضاربة في المباراة ولا يمتلك البدائل الجيدة علي الدكة. ضرب شوقي غريب مثلا بما كان عليه المنتخب الوطني في بطولة الأمم الافريقية التي اقيمت بأنجولا وفاز بلقبها للمرة الثالثة علي التوالي وقال ان دكة البدلاء كانت احد الأسباب القوية في الفوز باللقب حيث ساهم البدلاء في تغيير مجري بعض المباريات وتحقيق الفوز. قال لقد استطاع الجهاز الفني توظيف اللاعب محمد ناجي جدو كمهاجم جيد واستغلال امكانياته وفي كل مرة كان ينزل فيها بديلا خلال النصف الأخير من الشوط الثاني كان يحرز هدفا ويهدي الفوز للمنتخب. أضاف لقد رفضنا الدفع به من البداية خاصة أنها المرة الأولي التي يشارك فيها في بطولات دولية وبالتالي كان من الممكن ان يصاب برهبة هذه المباريات ورأينا كجهاز فني ان يجلس علي الدكة حتي تزول هذه الرهبة ويستطيع قراءة المباراة من خارج الخطوط ثم ينزل في الوقت المناسب وهو محتفظ بكامل لياقته وبالتالي يستطيع ان يكون اضافة للمنتخب وهو ما حدث بالفعل. حلول بديلة قال لابد ان يسعي اي جهاز فني لامتلاك الحلول البديلة وذلك من خلال اختيار وانتقاء كل لاعبيه علي نفس المستوي والأهم ضرورة توافر البدائل في كل المراكز حتي لا تحدث صدمة وارتباك في الفريق نتيجة اصابة أحد العناصر الأساسية مشيرا إلي ان جهاز المنتخب حريص علي هذه النقطة تماما منذ تولي مهمة قيادة المنتخب وقد أتت ثمارها بالحصول علي ثلاثة القاب افريقية متتالية. من جانبه أكد الكابتن حمادة صدقي مدرب المنتخب ان دكة البدلاء هي العنوان الرئيسي لأي فريق مشيرا إلي انه في الماضي كان الاهتمام بالعناصر الأساسية فقط أما مع التطور الحالي لكرة القدم فان كل لاعبي الفريق عليهم دور كبير وفي بعض الاحيان يكون دور اللاعب البديل أهم واخطر خاصة بعد ان يكون الجهاز الفني قد قرأ احداث وسيناريو المباراة وتتضح الصورة أمامهم وبالتالي إذا لم يكن البديل علي نفس المستوي أو لم يكن جاهزا فلن يستطيع ان يحقق رؤية الجهاز الفني في تنفيذ الخطة المطلوبة. قال ان الجهاز الفني للمنتخب حريص تماما علي ان تكون دكة البدلاء بنفس القوة والمستوي للأساسيين لذلك لا توجد مشاكل لدينا ونستطيع اللعب بأي لاعب أو اشراكه في أي وقت. أضاف ينطبق الأمر ايضا علي فريق يسعي لتحقيق البطولات وضرب صدقي مثلا بالنادي الأهلي الذي يحافظ علي قوته وتصدره بطولة الدوري العام وما ذلك إلا لوجود البدلاء المميزين القادرين علي حمل راية الفريق. أكد حسام البدري المدير الفني لفريق الأهلي ان دكة البدلاء تساوي في الأهمية تماما المجموعة الأساسية التي تبدأ اللقاء. قال البدري لا يجب ان يكون هناك فارق بين اللاعب الذي يبدأ المباراة وزميله علي دكة البدلاء بل يجب ان يكونا متقاربين جدا في المستوي الفني والبدني. أوضح البدري قائلا إنه كلما كان مستوي البدني جيدا كلما اطمأن الجهاز الفني خلال اللقاء. قال البدري ان الجميع ينظر إلي البديل علي أنه لاعب غير مهم اطلاقا فاحيانا يكون دوره أهم من الأساسي نفسه بدليل ما حدث مع المنتخب الوطني في أمم افريقيا 2010 فكم مرة قام حسن شحاتة المدير الفني بالدفع بلاعبه جدو وكان ذلك سببا في تغير النتيجة كثيرا جدا. قال البدري ان الفرق الكبيرة التي تنافس علي البطولات دائما ما تحرص علي ان يكون لديها أكبر عدد ممكن من اللاعبين المتميزين المتقاربين في المستوي أو بمعني أدق يكون الجميع أساسيين بغض النظر عمن يشارك من بداية اللقاء أو خلاله وأنه في الفرق الكبيرة لا يوجد ما يسمي بالأساس والبديل لأنه من المفترض ان يكون الجميع بنفس المستوي. أضاف البدري ان الأهلي لهذا السبب حريص دائما علي تدعيم صفوفه بكل اللاعبين المميزين حتي يواصل تفوقه وتقدمه علي الآخرين. من جانبه أكد هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي ان دكة البدلاء دائما ما تحظي برعاية وأهمية بالغة بالنسبة إلي أي جهاز منافس في العالم وذلك حتي يستطيع الجهاز ان يقلب موازين المباريات من خلال الدفع بأحد البدلاء علي دكة الاحتياطي مشيرا إلي انه لا صحة لما كان يقال في السابق حول ان البدلاء دائما ما يكونون أقل مستوي من الأساسيين حيث اثبتت كرة القدم الحديثة أنه قد يجلس علي الدكة من هو أقدر وأفضل من الذي في الملعب ولكن لظروف المنافسة أو لخطة اللعب يتم اخضاعه للجلوس علي الدكة حيث يتم الدفع به في الوقت المناسب ليكون اضافة لفريق قد تغير من سير أحداث أية مباراة ضاربا المثل باللاعب محمد ناجي جدو الذي اثبت لحسن شحاتة المدير الفني للفراعنة هذه النظرية بنجاح بالغ. وأضاف رمزي ان جميع المنتخبات الكبيرة في العالم تحرص دائما علي تواجد مجموعة من أفضل لاعبيها علي الدكة لاستغلالهم في الوقت الأمثل من عمر المباراة.. وقال رمزي ان هذا الاسلوب يظهر بصورة واضحة في الأندية الكبيرة مثل برشلونة وريال مدريد وليفربول والارسنال ومانشستر يونايتد حيث دائما ما تجد مجموعة من ألمع النجوم علي الدكة. وهو ما يضيف قوة استثنائية إلي أي فريق وتابع رمزي أنه يحرص حاليا علي تنفيذ هذا الاسلوب مع المنتخب الأوليمبي المقبل علي خوض التصفيات المؤهلة إلي أوليمبياد لندن 2012 وذلك حتي يتمكن من تحقيق النجاح والتأهل إلي الأوليمبياد.