هناك تضارب بين مؤيد ومعارض لاستحداث اتحاد الكرة لبطولة جديدة يبدأ تنفيذها من الموسم المقبل تحت مسمي حائر أيضا بين الدوري الثاني أو دوري البدلاء والاحتياطيين أو دوري الأمل كما أطلق عليه المدير الفني للاتحاد الكابتن فتحي نصير. وتأتي هذه الحالة من واقع عدم وجود تصور مكتمل للفكرة, وكذلك عدم دراستها جيدا من خلال مناقشات مع مدربي الأندية ومسئوليها بحثا عن صيغة مناسبة تخرج بها الفكرة لحيز التنفيذ والفائدة العامة. ولأن اتحاد الكرة يتعجل دائما اتخاذ القرارات والابتكارات التي توافق هواه وأهدافه ومكاسبه فقط, كان لابد أن تواجه هذه الفكرة الرفض والنقد من الكثيرين بالرغم من أنها قد تكون فكرة وجيهة وتحمل جوانب ايجابية, ولكن تم الالقاء بها دون دراسة حقيقية جعلتها مماطلة بأسئلة كثيرة تقول: ما الهدف من هذه البطولة؟! وحتي نكون منصفين ونعرض حديثا منطقيا, كان لابد من الحصول علي التصور الذي قدمه اتحاد الكرة حول هذه البطولة والنظر فيه وعرض أهم مقترحاته للتعرف علي واقع هذه الفكرة وهل تقام بالفعل من أجل أن تكون دوري الأمل كما يقولون وتهدف للمصلحة العامة.. أم أن الهدف فقط البحث عن مدخلات جديدة من المال باضافة مسابقات جديدة إلي كراسة شروط مزايدة حقوق رعاية الاتحاد التي لا يعرف أحد متي سيتم طرحها؟! وقبل الادلاء بأي أراء, نستعرض ما يقوله اتحاد الكرة رسميا من واقع أوراقه في تصوره لهذه البطولة من خلال أوراق رسمية لم يتأخر مسئولوها في تقديمها, فالبطولة التي لم يستقر الاتحاد علي مسماها النهائي تقام مبارياتها في اليوم التالي لمباريات الدور الممتاز علي استادات ملاعب الفرق المستضيفة وترك المجال مفتوحا دون حسم في هذه النقطة الأولي مضيفا فقرة أو في فترات التوقف أي أنه يمكن منح مساحة بألا يكون اليوم التالي اذا كان هناك توقف طويل كما نعتاد بأن تتوقف مباريات الدوري ما يقارب الشهر مثلا, وتعليقا علي هذه النقطة قبل تركها فان مدربي الأندية الذين أدلوا برأيهم في هذه المسألة بالقول بأن هذه المباريات قيد تفيد في الاستغناء عن المباريات الودية فهذا كلام غير منطقي, لأنه لن تكون مباراة واحدة كافية لتجهيز فريق مثل هذه التوقف كما أنها اذا كانت مقامة للاحتياطيين الذين لم يلعبوا.. فكيف يجلس الاساسيون شهرا أو ثلاثة أسابيع أو اسبوعين دون اللعب وديا؟! واذا كان الاهلي والزمالك والاسماعيلي سيلعب خارج ملعبه بالاسكندرية أو الجونة فهل سيبقي الفريق لمدة يومين هناك من أجل البدلاء وربما يكون لديه مباراة مهمة في نفس الأسبوع؟ النقطة الثانية التي يتضمنها تصور اتحاد الكرة للبطولة تتمثل في أن تتم زيادة عدد اللاعبين المسجلين بقائمة الفريق الأول لكل فريق من52 لاعبا إلي03 لاعبا في ظل أنه سيسمح باستبدال5 لاعبين طوال شوطي هذا الدوري الجديد, ويبدو أن اتحاد الكرة لايشعر بالأزمات المالية الطاحنة للأندية المصرية خاصة الكبري منها, فالأهلي يفكر في الغاء معظم اللعبات الأخري بسببها والزمالك يفتح باب التبرعات باسم ناديك يناديك والاسماعيلي تطارده الضرائب, ومن باب أولي إذا تواجد المال فليجدد تعاقدات لاعبيه الحاليين أولا بدلا من السماع عن أزمات فتح الله وشيكابالا وحسني عبدربه!! اضافة إلي تحمل الاندية فيه تعاقدات خمسة لاعبين جدد! ولم تتوقف ابتكارات اتحاد الكرة في تصوره غير المكتمل لهذه البطولة عند هذه النقاط فقط, بل تتضمن شروط المسابقة بأنه يحق للنادي المستضيف تحديد الملعب الخاص به لهذه المباريات قبل بدء البطولة ولايشترط أن يكون هناك ستاد بمدرجات للجماهير, وذلك لتقليل التكاليف وبالتأكيد, فالغالبية من الأندية سيلجأ لذلك لأنه وفقا للشروط أيضا أن النادي صاحب الأرض لن يحصل علي شيء والضيف فقط الذي سيلعب خارج أرضه هو من سيحصل علي03 ألف جنيه في المباراة, وبالتالي قد تقام المباريات في ملاعب تدريب صماء دون جمهور, فلماذا إذن ننشغل ببطولة جديدة وتكاليف تحكيم وانتقالات وغيرها مادامت المباريات الودية أفضل وخاصة في فترات التوقفات الطويلة, كما أن اتحاد الكرة غير قادر علي تعديل أوضاع الحكام ومنحهم بدلاتهم نظير التحكيم في الدوري الممتاز, فكيف سيأتيهم بأعباء جديدة؟ من الواضح أن هذه البطولة هدفها التسويق فقط ومنح خبراء هذا الفكر داخل الاتحاد من تنفيذ أهدافهم خاصة أن الشرط الأساسي لاقامة البطولة يقول إن جميع الحقوق التسويقية والتليفزيونية هي ملك خالص لاتحاد الكرة, ويحق له التصرف فيها! ويري البعض أن هذه الفكرة قد تزيد من التعصب والمشاكل.. والمباريات الودية أفضل منها في ظل أنه لو حدثت مشكلة أو أزمة في احدي مباريات الدوري الممتاز بين فريقين, فكيف سيلعب بدلائهما في اليوم التالي وسط حالة الاحتقان الموجودة, كما أن الشرط المتعلق بضرورة انتهاء أي مباراة بالفوز وأنه في حالة انتهاء أي مباراة بالتعادل يتم اللجوء إلي ضربات الترجيح وقد يساهم ذلك أيضا في وجود بعض الأزمات! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف وافق مسئولو الأندية علي اقامة تلك البطولة في ظل هذاالتصور غير المكتمل؟!.. ولماذا لم يتم الحصول علي نسخة من هذا التصور والتناقش فيه أولا مع مدرب أنديتهم حتي يتم بلورة الفكرة بشكل أفضل حتي لانعيش في مثل هذه الحالة الجدلية؟!.. أم أنها أصبحت عادة لدي اتحاد الكرة في تنفيذ أهداف مسئوليه فقط دون المناقشة الحقيقية والبحث عن الصالح العام.. وليس الخاص فقط!!