أكد أرشد هرمزلو، كبير مستشاري الرئيس التركي، أن "اسطنبول" لا تنافس "القاهرة" ولا تسعى لدور البطولة. وقال هرمزلو ، في حديث لصحيفة "المصري اليوم" المستقلة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء ، "تركيا ومصر دولتان مهمتان فى الشرق الأوسط وتعاون وتكامل البلدان يخدم المنطقة كلها". وأضاف "نحن بلدان متجاوران ومتشاطئان على البحر الأبيض المتوسط ولذلك لدينا تطلعات مشتركة، فى مقدمتها نزع فتيل الأزمات قبل انفلاتها وهو ما يؤكد الطرفان فى البلدين عليه وبالتالى نرفض دوما الحديث عن تنافس يميز العلاقة بين مصر وتركيا". وتابع "لا نبحث عن الأدوار ولكن الأدوار هى من تبحث عنا، وتركيا لا تسعى للعب دور البطولة ولكن هناك حقائق للجغرافيا والتاريخ لا يجب اهمالها ولا التغاضى عنها". وأردف "نحن جزء من هذه المنطقة ونرى أن دولها تمثل عمقنا التاريخى والاستراتيجي وهو ما يجعل هناك مسئوليات تحتمها حالة التجاور من دون تدخل فى سياسات أى دولة أو فرض رؤية عليها بما فى ذلك القضية الفلسطينية التى تمثل عقدة العقد فى المنطقة العربية وتضعها تركيا فى قائمة مسئولياتها". وقال "الدور الذى تتحدثون عنه جزء من ثوابت تركيا التى تشعر بضرورة تواصلها مع دول المنطقة وتتشاطر معها الأحداث المفرحة والحزينة فى ذات الوقت". وأضاف "أمر آخر يجب إضافته، هو أن تركيا ليس لديها أجندات خفية على أحد نحن واضحون لا نخفى سياسة وننفذ أخرى وقد كان لنا أدوار فى الفترة الأخيرة أحرزت تقدما كما حدث فى المباحثات بين سوريا وإسرئيل حول الانسحاب من الجولان وحققنا تقدما لولا الحرب على غزة التى أوقفت تلك المحادثات". ومضى بالقول "على أخوتنا فى المنطقة أن يستوعبوا طبيعة وحقيقة الدور التركى.. نحن لا نذهب لجارنا لنزرع له حديقته بل نزرع حديقتنا بالشكل الذى يرضينا كأتراك وإذا استحسن الآخرون ما نفعل، فلهم حرية تجربته والاقتداء به وعلينا تقديم المساعدة". وفي معرض رده على سؤال ما اذا كان يرى تناقضا بين ما يتحدث عنه من اهتمام بالمنطقة العربية ومشاكلها وعلاقات تركيا مع إسرائيل فى شتى المجالات حتى العسكرى منها ، قال كبير مستشاري الرئيس التركي إن "السياسة التركية فى هذا الاتجاه واضحة ومحددة ولا تناقض فيها لأن علاقتنا مع دولة أو منطقة ما لا تؤثر على علاقتنا بدولة أو منطقة أخرى لأننا نتبع سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار وكل دول العالم،إلا أن البعض فى المنطقة يعيش الماضى بينما تركيا تعيش المستقبل". ؟ وفيما يتعلق باصرار تركيا على تقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً لما بدر منها تجاه أسطول الحرية ودفع تعويضات لضحايا الحادث ، قال المسئول التركي إن "الموقف التركى واضح واللبنة الأساسية فى هذا الموضوع هى مطالبنا التى لم تتبدل إطلاقا. وإذا كانت إسرائيل عاجزة عن الامتثال للقرارات والشرعية الدولية فهذا شأنها ويمكن أن تسمى أى عملية بأى مسميات تريدها ولكن لدينا تسمية واحدة لما حدث فما حدث أن هناك اعتداءً واضحاً ارتكب فى المياه الدولية ضد الأسطول وسفينة مرمرة وقتل فيها 9 مواطنين أتراك". وأضاف "نحن لا نترك حقوق مواطنينا كأى دولة تدرك أن أمان مواطنيها جزء من سيادتها ولذا ستتأزم العلاقات مع إسرائيل إذا لم تتخذ مبادرة لحل تلك الإشكالية والكرة حاليا فى الملعب الإسرائيلى".