استهواني لجوء عدد من الكتاب إلي الحيوانات رموزا لأفكار سياسية. وكأنني اقرأ صفحات من "كليلة ودمنة". البداية اشارة للفيلم الشهير "الفك المفترس" وتصادف اصطياد القرش "اللئيم" في مياه شرم الشيخ وفشل جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" في الحصول علي مقعد واحد في الانتخابات الأخيرة.. والسر هو أمانة التنظيم في الحزب الوطني التي قامت بدراسة دقيقة للدوائر التي سقط فيها مرشحو الحزب من قبل فكانت الشبكة التي نجح بها الحزب في اصطياد أسماك القرش الإخوانية! ولكن قرش شرم الشيخ مازال كامنا في مياهنا!! في البحر أيضا تأكل الحيتان طيور البطريق لذلك نراها تتجمع علي الشاطيء تنتظر ضمانات كافية فتنزل الماء بحثا عن طعامها.. تصبر الطيور منذ الصباح ساعات حتي يستبد اليأس والجوع بأحدها فيتهور ويقفز إلي البحر. فإن ظهر لون دمها الأحمر عندما يأكلها الحوت. يبقي كل "بطريق" في مكانه. وما حدث في الانتخابات المصرية ان طيور البطريق التي شاركت كانت هي الأكثر طيشا لأنها صدقت الحزب الحاكم "الحوت". وكأن المشاركين. من نجح ومن سقط ومن انسحب. لم يشموا رائحة الدم قبل أن يشهدوا لونه ويقولون عن القنافذ انها احست بالبرد فتجمعت تلتصق ببعضها البعض حتي يأتيها الدفء ولكن اشواكها أزعجتها فابتعدت قليلا ليعود احساسها بالبرد.. لم تعد تعرف ماذا تفعل. فأخذت تجرب البعد والقرب حتي توصلت إلي شيء من الدفء دون أن تؤذيها الأشواك. إذن لا تقترب ولا تبتعد.. كل شيء له ثمن. دعا الثعلب الديك للخروج لصلاة الفجر ولم يكن يقصد في الحقيقة سوي التهامه. وهو ما فطن إليه الديك فجاءت اجابته الساحرة علي الدعوة الكريمة: ومتي كان للثعلب دينا؟ هكذا كانت القصة المعروفة "ارتدي الثعلب يوما ثياب الواعظين". تصلح القصة المعبرة لمواقف كثيرة وان قصد من أعاد روايتها ان يكشف المخطط الأمريكي للهيمنة والسيطرة بشعارات مزيفة خادعة ضرب مثالا لها بتقاريرها عن الحريات الدينية والانتخابات المصرية. صحيح: متي كان للثعالب الأمريكية دينا.. وغير الأمريكية أيضا. هذا وأرجو ألا أكون قد افسدت مقال الدكتور عبدالمنعم سعيد عن الانتخابات في بلاد أخري: الكويت والبحرين والمغرب والأردن ومصر وتراجع التيارات الإسلامية تحت قبة البرلمانات العربية وصيد سمكة القرش. أو أفسدت البناء الدرامي لمقال الروائي إبراهيم داوود عن البطريق والحوت والمياه الغازية التي زادت استثماراتها في مصر بسبب الإصلاحات الضريبية. أو أفسدت رؤية الأستاذ الجامعي الدكتور محمد سكران.. للبيانات الأمريكية. بجوار مقال "سكران" كاريكاتير لعبدالرحمن عن برلمان بلا معارضة والمجلس الموقر بعد أن شطبت كلمة الموقر وحلت مكانها "المعقم".. أهميته انه في "روزاليوسف" اليومية المتحمسة للجنة السياسات وكل لجان الحزب الوطني! [email protected]