استحقت قطر أن تنال شرف تنظيم مونديال 2022 وتفوق الملف القطري علي ملف دول كبيرة مثل أمريكا واليابان.. واستحقت قطر صغيرة الحجم الجغرافي وعدد السكان.. أن تقف وسط الكبار في العالم كرويا.. بل وتتقدمهم وتنال الشرف العالمي في تنظيم المونديال. فوز قطر بالمونديال مكسب كبير لكنه بلا شك نال ردود فعل عديدة هنا وهناك.. وكانت الصحف العالمية وبالذات في أوروبا وأمريكا مليئة بتساؤلات الحسرة والغضب لأن دولة عربية مسلمة صغيرة نالت هذا الشرف حتي ان صحفا أمريكية قالت إن الامريكيين استعانوا بموقع جوجل علي الإنترنت ليعرفوا أين هي قطر وماهي هذه الدولة التي جذبت اهتمام العالم واعتقد أن هذا هو المكسب الأول للاستضافة وستتوالي المكاسب المادية والمعنوية والانسانية تباعا علي قطر عندما تحقق المعجزة وتنظم المونديال بعد 11 سنة بنجاح وتفوق وتألق ان شاء الله لتبهر العالم وتؤكد أن العرب والمسلمين قادرون علي تحقيق النجاح المهم أن تكون لديهم الإرادة القوية والإدارة الجيدة وإذا كان الدرس الأول لنجاح الملف القطري وتفوقه وفوزه هو أن العرب والمسلمين قادرون علي النجاح إذا نجحوا في توفير فرص هذا النجاح والاخذ بأسبابه فإن الدرس الثاني هو أن التخطيط السليم لأي هدف لابد أن يبدأ مبكرا جدا وأن نحدد أولاً هذا الهدف ثم نخطط له وننفذه وهذا ما فعلته قطر منذ سنوات طويلة.. فكانت لها مكانة مميزة أولا علي المستوي القاري حتي نجح محمد بن همام العبد لله في الفوز برئاسة الاتحاد الأسيوي لأكثر من دورة وحقق نجاحات رائعة علي المستوي القاري والدولي وكانت له بصمات حقيقية تؤكد هذا النجاح. ولأنني أعرف محمد بن همام جيدا علي المستوي الشخصي فإنني استطيع أن أوكد أنه أحد عناصر هذا النجاح في اليوم الاول لتوليه رئاسة اتحاد الكرة في قطر بعد أن كان رئيسا لاتحاد الطائرة وكرة الطاولة ورئيسا لنادي الريان.. فهذا الرجل ايضا يملك مقومات النجاح وعناصر التفوق الانساني والعملي والرياضي. ومع تألق الملف القطري وفوز قطر باستضافة مونديال 2022 ثارت عدة تساؤلات أراها "غير مشروعة" واعتقد أن بعضها مقصود لزعزعة الفرحة القطرية والعربية والاسلامية بالنجاح. أول هذه التساؤلات كان عن اسرائيل ومشاركتها في المونديال اذا فازت وتأهلت والغريب ان الذين يتساءلون عن هذه التساولات لم يقولوا لنا متي وأين تأهلت اسرائيل اصلا للمونديال؟ وماهو تاريخها الكروي إذا كان لها ثمة تاريخ أصلا؟ ولم يقولوا لنا هل يستطيع احد التنبؤ بما سيحدث لإسرائيل أو للمنطقة أو لقضية الشرق الأوسط خلال العقد الحالي والذي يبدأ مع 2011 وحتي 2020؟ وماهي معطيات الواقع عندما نبدأ التصفيات لهذا المونديال؟ السؤال الثاني كان عن الشورت الساخن والبكيني والخمور وهل ستسمح بها قطر في المونديال وهي دولة اسلامية؟ والسؤال المطروح وجهته صحف ألمانية عديدة لقارئها وهي اسئلة غير مشروعة أصلا لأنه لا علاقة للخمور والشورت الساخن والبكيني بكرة القدم والمونديال.. اللهم إلا إذا كانت حرية المشجعين في استخدام المشروع وغير المشروع من شروط المونديال وهذا مالم يقله أحد من قبل؟ وعندما قامت دول أوروبية بمنع مشجعين انجليز "مخمورين" من دخول الملاعب بعد مأساة استاد هيسل ببلجيكا لم يقل أحد إن هذا المنع مخالف لقوانين الفيفا أو حتي للحرية الشخصية؟! السؤال الثالث غير المشروع هو: ومن أين تأتي هذه الدولة الصغيرة بالجماهير التي نريدها ونشاهدها في المونديال؟ وهو سؤال غير مشروع بالفعل لأننا لم نشاهد بطولة واحدة في السنوات الاخيرة تعتمد علي جماهير الدول المضيفة.. وكل دول العالم سترسل مشجعيها لقطر في المونديال فما هي المشكلة؟ سؤال آخر تردد وهو كيف لدولة لم تتأهل للمونديال وصغيرة بهذا الحجم والسكان ان تفوز بهذا الشرف؟ والغريب أن هذا السؤال قرأناه في صحف امريكية وتناسوا أن أمريكا نظمت مونديال 1994 ولم تكن تعرف اصلا كرة القدم بالمعني الاحترافي وكانت هذه اللعبة تحتل المرتبة الخامسة أو السادسة في اهتمامات جماهير الرياضة في أمريكا.. وبعد المونديال حدثت الطفرة في هذه اللعبة.. فلماذا وبنفس المنطق لا تكون كأس العالم 2022 هي نقطة الانطلاق للطفرة الكروية المأمولة في المنطقة كلها وليس قطر وحدها. التساؤلات المشروعة وغير المشروعة عديدة ولكن يبقي الأهم ان دولة عربية مسلمة اسمها قطر نجحت في تحقيق الحلم..!! Emal: [email protected]