واعتبر عبد ربه أن اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية بحدود 67 سيشجع دولاً كثيرة لم تعترف بعد بها والسير على خطاها. يذكر أن البرازيل أعلنت يوم الجمعة الماضي رسميا، اعترافها بدولة فلسطين على حدود 1967. وجاء الإعلان البرازيلي في رسالة وجهها الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا إلى الرئيس محمود عباس وتسلمها وزير الخارجية رياض المالكي. من جهة أخرى أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي أكد فيها أنه يفكر بحل السلطة في حال لم يتم التوصل لاتفاق تسوية مع إسرائيل يضمن اعتراف العالم بدولة فلسطينية ردود فعل متباينة. فقد اعتبر الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الحديث عن حل السلطة الفلسطينية هو خيار غير عملي في الوقت الراهن مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن حل السلطة. قال أبو يوسف إن حل السلطة يمكن أن يكون الملاذ الأخير الذي يمكن أن تلجأ إليه السلطة الفلسطينية في الرد على السلوك الإسرائيلي. وأضاف أن السلطة الفلسطينية تعتبر إحدى أذرع منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولة عن شؤون الفلسطينيين في الداخل. اعتبرأبو يوسف أن الخيار الأساسي الذي يتوجب تبنيه هو التوجه لمجلس الأمن من أجل تحقيق إنجازين مهمين هما: الحصول على اعتراف دولي بعدم قانونية وشرعية ما تقوم إسرائيل بتكريسه على الأرض من حقائق وإقناع مجلس الأمن بإلزام حكومة نتنياهو بوقف الأنشطة الاستيطانية بوصفها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية.وأشار أبو يوسف إلى أن الإنجاز الثاني الذي يتوجب السعي لتحقيقه هو الحصول على اعتراف دولي بالإعلان عن دولة فلسطينية على كل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967.ودعا أبو يوسف إلى عدم التسليم بمواصلة الإدارة الأمريكية تحيزها الأعمى لإسرائيل الذي وجد تعبيره في ورقة الضمانات التي قدمتها واشنطن أخيرا لإسرائيل خاصة في كل ما تتضمنه هذه الضمانات من دعم غير مسبوق لإسرائيل على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية.وأشار إلى أن ما يؤخر رد الفعل الفلسطيني الرسمي هو عدم تلقي القيادة الفلسطينية حتى الآن ردا أمريكيا رسميا على شرط السلطة للعودة للمفاوضات الثنائية، وهو تجميد الاستيطان بشكل كلي في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، مشيرا إلى أنه سيتم بحث كل الخيارات في حال تم تقديم الرد الأمريكي.وأوضح أبو يوسف أنه بات يدرك أن الأمريكيين لن يفلحوا في إجبار الإسرائيليين على وقف الاستيطان أو حتى تحديد مرجعيات للحل النهائي لا سيما مطالبة الجانب الفلسطيني ببحث ملف الحدود في المرحلة الأولى من المفاوضات.من جهته قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن حل السلطة غير مخطط له في الوقت الحالي وإن كان يبقى أحد الخيارات المطروحة.وأشار شعث إلى أن الرئيس عباس أراد القول إنه بذل كل جهد ممكن من أجل إنقاذ عملية السلام وأن هناك بدائل أخرى في حال لم تبد إسرائيل رغبة في تحقيق تسوية سياسية للصراع.واعتبر مصطفى البرغوثي وزير الإعلام الفلسطيني السابق والنائب في المجلس التشريعي أن تهديد عباس بحل السلطة ناجم عن ضيق يشعر به تجاه السلوك الإسرائيلي والأمريكي من عملية السلام المتعثرة.وأوضح البرغوثي أن التلويح بحل السلطة يعكس الشعور ب»الفشل» الذي يلاحق المفاوضات وشعور السلطة بخيبة أمل كبيرة من المماطلة الإسرائيلية والتغاضي الأمريكي عن التعديات والتجاوزات الإسرائيلية اليومية مطالبا القيادة الفلسطينية بوضع خطة استراتيجية واضحة لمستقبل القضية الفلسطينية والتوجه إلى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . ووصف البرغوثي المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية بأنها مرحلة صراع ومقاومة وليست مرحلة وضع حلول لعملية السلام، مشددا على ضرورة عدم مواصلة الفلسطينيين التشبث بآلية المفاوضات الحالية مع الإسرائيليين. في أثناء ذلك اعتبر القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار أنه لا توجد هدنة متبادلة بين حماس وإسرائيل وأن القائم الآن هو وقف متبادل لإطلاق النار. قال إن إسرائيل تحاول خرق هذا الموقف المتبادل وأن حماس لا تطالب بهدنة وليس لها أي شروط أو مطالب بأي هدنة مع الاحتلال. وحول رسالة حماس للولايات المتحدة والرئيس الأمريكي باراك أوباما قال الزهار إن حماس تريد من أمريكا ورئيسها أن ينظر العالم الغربي بعين العدل إلى معاناة الشعب الفلسطيني الشعب الوحيد الذي مازال تحت الاحتلال من بين شعوب الأرض ومازال يقتل وتسلب أراضيه وحقوقه.