لا يخفي علي أحد أهمية النقل والطرق لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة لمصر وإعداد بنية أساسية قوية تخدم الاقتصاد الوطني والتنمية العمرانية علي كل مساحة مصر التي تبلغ مليون كم2 لا نشغل منها إلا 5 6% أي 50ألف 60 ألف كم2 وهي تساوي مساحة سيناء. المصريون 85 مليون نسمة عام 2010 يعيشون علي مساحة تساوي مساحة سيناء وسيناء نفسها ليس فيها إلا أقل من واحد مليون معظمهم علي السواحل الشمالية والجنوبية لهذه القطعة الغالية من مصر. ونظراً لمحدودية موارد مصر والزيادة السكانية السنوية الهائلة كان من الواجب وضع اسبقيات لأوجه انفاق موارد الدولة بما يحقق التوازن بين مطالب البشر ومطالب التنمية الشاملة والأمن. هناك أولوية للدفاع والأمن الداخلي والتعليم والصحة والزراعة والاستثمار الصناعي والإسكان والطرق والنقل وكلها تضعها الدولة بكل الشفافية والنزاهة وميدان النقل واسع ومتعدد وهو يشمل الطرق البرية السريعة وداخل المدن والقري والسكة الحديد والنقل البحري والنهري ومترو الانفاق والنقل الجوي. والسؤال الذي يتردد دائماً ما هي أسبقية النقل هي الانتشار علي كل مساحة مصر أم تخفيف معاناة مواطني وزائري القاهرة الكبري تلك الكبري تستأثر بنصيب متضخم من اعتمادات النقل ومن اعتمادات كل الوزارات الأخري. عشرات المليارات تنفق في كل خطة خمسية علي الدائري والمنازل والمطالع والكباري والمحاور 26 يوليه صفط اللبن المريوطية روض الفرج الصحراوي والمداخل الغربيةوالشرقية للقاهرة الكبري وليس من المفهوم حتي الآن لماذا تظل القاهرة مركز الدائرة تمر بها كل طرق مصر وسكة حديد مصر والنقل النهري لمصر وطيران مصر هذا التركيز الشديد علي العاصمة يعرضها لمخاطر وضع البيض في سلة واحدة ومخاطر التعرض لتهديد عدواني أو كوارث طبيعية. وفي صحف يوم 21/11/2010 طلعت علينا وزارة النقل بتصريح بالشروع في إنشاء الخط الرابع لمترو انفاق القاهرة الكبري المرحلة الأولي من جوار الورشة غرب الدائري إلي محطة الملك الصالح للخط الأول بطول 2.17كم بتكلفة 15 مليار جنيه في أي المتر الطولي سيتكلف مليون جنيه تكفي لبناء 20 وحدة سكنية في الصحراء الواسعة بعيداً عن القاهرة. والمرحلة الأولي من الخط الثالث تتكلف 3 مليارات جنيه بطول 3كم أي مليون جنيه للمتر الطولي وبذلك ستتكلف المرحلة الأولي من الخط الرابع أكثر من 15 مليار جنيه بكثير وقد تصل إلي 30 مليار جنيه بأسعار السنوات القادمة. لماذا تعبر خطوط مترو الانفاق نهر النيل في ثلاثة مواقع للخط الثاني ثم الثالث ثم الرابع ولماذا لا يذهب سكان غرب النيل لتعمير الصحراء الغربية وسكان شرق النيل لتعمير الصحراء الشرقيةوسيناء حتي الحدود الدولية ولماذا الاصرار علي خطوط مترو انفاق القاهرة الكبري بالحفر في تربة رسوبية هي من طمي النيل ومياه جوفية عالية وشبكات مياه صرف صحي وكهرباء تملأ باطن الأرض وبيوت قديمة علي جانبي مسار هذه الخطوط. أليس من الأولي استغلال اعتمادات الخط الرابع المقترح إذا توفرت في رفع كفاءة وتحديث السكة الحديد والتي قالت وزارة النقل أنها نقلت 6 ملايين راكب للصعيد في عيد الأضحي 1431ه ورفع كفاءة وتحديث الخطين الأول والثاني واستكمال الخط الثالث لمترو الانفاق. السكة الحديد تحتاج إلي عمالة مدربة وورش حديثة ونظافة ومحطات حضارية ومزلقانات وإشارات من العريش والسلوم حتي أسوان وتحتاج إلي ازدواج بعض خطوطها مثل خط القاهرةالسويس وكهربة البعض الآخر وإنشاء كوبري سكة حديد علي فرع رشيد لربط مدينة السادات بالدلتا بالسكة الحديد. أليس من الأولي تحديث شبكة الطرق السريعة في مصر تلك الطرق كثيرة الحوادث والخسائر التي لا مبرر لها تلك الطرق التي يمكن اقامة مجتمعات جديدة عليها تنزح من القاهرة الكبري المكدسة والمغلقة إلي رحابة أرض الله الواسعة وأليس من الأولي توسيع الطريق الدائري 100كم والانتهاء من الطريق الدائري الاقليمي 400كم بالكباري والوصلات. أليس من الأولي إنشاء نفق تحت قناة السويس في الإسماعيلية وجنوب بورسعيد وتطوير شبكة طرق سيناء والأولي كذلك ازدواج طرق البحر الأحمر والزراعي القاهرةأسوان كثيرة الحوادث والغرق في ترعة الإبراهيمية. واذا ضاق سكان القاهرة بالزحام والتلوث فعليهم أن يخرجوا إلي المدن الجديدة البعيدة عن تلك الكتلة المريضة التي تقول هل من مزيد إلي سواحل البحار وسيناء والصعيد والسكة الحديد والنقل النهري والجوي. يكفينا الآن تحديث وصيانة واستكمال خطوط المترو الحالية الثلاثة وهي كافية جداً إذا توقف الانفجار السكاني في مصر والذي يصب كل مشاكله علي العاصمة التي لم تعد جميلة ولا نظيفة.