من منا لم يترنم في شبابه. وشيخوخته. بأنغام الست. تنسب كل أغاني "أم كلثوم" لها. مع أنها لم تكتب واحدة منها. وان تدخلت في الاختيار والتعديل. يقبلها عادة الشعراء. ونادراً منهم من يغضب ويرفض وينسحب مثلما فعل "مأمون الشناوي" فذهبت قصيدته الجميلة "الربيع" إلي فريد الأطرش. الأشهر "الأطلال". وهي ليست لأحمد رامي وإنما للطبيب الشاعر "إبراهيم ناجي" الذي ظل طول حياته يتمني أن تغني "أم كثلوم" إحدي قصائده. فلم يتحقق حلمه إلا بعد وفاته بسنوات.. وظل كثيرون حتي اليوم يقولون إنها من تأليف "رامي" فهو الذي قام بتأليف مائة وسبع وثلاثين أغنية. هي تقريباً نصف مجموع ما غنته أم كلثوم طوال حياتها. وقد صدر كتاب علي شكل رواية عن الشاعر والمطربة باللغة الفرنسة أسماه المؤلف وهو فرنسي من أصل لبناني اسمه "سليم نصيب" واختار له اسم "أم" الذي تعرف به أم كلثوم في فرنسا. وقد ترجم إلي الإنجليزية والفرنسية بعنوان "أحببتك من أجل صوتك". فلما ترجمه الشاعر اللبناني الراحل "بسام حجار" إلي اللغة العربية اختار له فقرة من قصيدة "الأطلال" هي "كان صرحاً من خيال".. لم يلاحظ أن الاسم مأخوذ من القصيدة الوحيدة التي غنتها أم كلثوم لناجي. وليس رامي! كما ان القصيدة التي نعرفها تضمنت أبياتاً من قصيدة أخري لإبراهيم ناجي. ومنها الأبيات التي اشتهرت علي كل لسان مثل "هل رأي الحب سكاري مثلنا". ثم جاء الدور علي الفنان "رياض السنباطي" الذي قام بتلحين "الأطلال". واعترضت "أم كلثوم" لأنها رأت أن "القفلة" عالية قوي "لأ لأ يا رياض". مما أغضبه وغادر قائلاً: أنا عارف باعمل إيه.. وكانت قطيعة بين الاثنين استمرت أربع سنوات حتي وافقت أم كلثوم علي عدم تعديل القفلة.. وعند غنائها أول مرة في أكتوبر 1966 استعار الجمهور تلك القفلة التي أثارت الخلاف وكان هذا هو القول الفصل الذي جعلها تنطلق إلي بيت السنباطي علي غير عادتها بعد كل حفلة إذ كانت تتجه فورا إلي بيتها وقالت له معتذرة: انت كنت فاهمني أكثر من نفسي؟ اشترك أكثر من كاتب في كشف أسرار "الأطلال" بدأت بإعجاب الروائي "خيري شلبي" برواية كان "صرحاً من خيال". والكاتب "توماس جيرجيسيان" في أول مقالاته بالدستور الالكترونية والناقد الراحل "رجاء النقاش" الذي كشف الكثير من الأسرار. والشاعر "مصطفي الضمراني" في كتابه "حكايات وراء الأغاني" والكاتب الصحفي "صلاح منتصر" في عموده اليومي يروي فيه حكاية الأطلال. وكثيراً ما يكتب التاريخ علي طريقة الأطلال. ezaby azaby @ yahoo. com