غدا يتجدد الأمل فى حياة ديمقراطية سليمة.. هذا الهدف الغالى بل الحلم الذى ظل يراودنا منذ ثورة يوليو المجيدة. هذا الحلم نستطيع ان نضعه بأيدينا.. بمشاركتنا جميعا فى انتخابات مجلس الشعب التى ستجرى صباح الغد فى جميع الدوائر الانتخابية فى كافة انحاء مصر. الغد نختلف لأن انتخابات هذه المرة تضم مقاعد مخصصة للمرأة.. نحن نؤمن بحق المرأة فى أن تمارس دورها، وهناك جهود كبيرة تبذل فى هذا الصدد فى مقدمتها دور المجلس القومى للمرأة الذى يحاول ان ينهض بدور المرأة باعتبارها نصف المجتمع.. ولا يصح أن يسير المجتمع على قدم واحدة هى الرجل، فالوطن المتحضر القوى الفاعل لابد ان يسير على قدمين احداهما الرجل والأخرى هى المرأة. انتخابات الغد مختلفة لانها تأتى بعد تقدم ديمقراطى كبير تحقق فى ظل رعاية الرئيس مبارك له منذ اطلق الحريات لدى توليه السلطة وافرج عن المعتقلين واستقبلهم بقصر الرئاسة ليعلن بدء مرحلة جديدة يلتئم فيها شمل كل المصريين، واطلق حرية الصحافة وحرية التعبير وزادت فى عهده أعداد الأحزاب، ثم كانت مبادرته التاريخية باختيار رئيس الجمهورية من بين أكثر من مرشح لأول مرة فى تاريخ مصر منذ العصر الفرعونى القديم. انتخابات الغد مختلفة لانها تنطلق على مرأى ومسمع من العالم فى ظل الإعلام الحر والسماوات المفتوحة، فلابد أن نكون جميعا حكومة ومعارضة فى قارب واحد، من أجل ان يشهد العالم ممارستنا الديمقراطية فى صورة حضارية تليق بتاريخ مصر وعراقتها وأصالة شعبها الرافض لكل صور الهمجية والعنف التى يحاول أن يمارسها الدخلاء والمسترزقون من العملية الانتخابية.. فلابد ان نتعاون جميعا فى لفظهم من المشهد الانتخابى، لتبقى مصر فى أروع صورة اعتاد ان يراها العالم ويسعى لأن يراها على أرض الواقع لملايين السائحين الذين يندفعون على مصر بلد الأمن والأمان. أيها المصريون.. إن هذه ليست الانتخابات الأولى أو الأخيرة.. ولكنها لحظة فارقة فى حاضر ومستقبل مصرنا الغالية.. وحدتنا الوطنية وسلامنا الاجتماعى وتكافلنا وأدياننا وعقائدنا، كلها يجب ان تصب فى مصلحة الوطن، وهذا لن يتأتى إلا بتوفير مناخ الأمن والاستقرار الذى به تزدهر مصرنا وينعم شعبنا بمستوى معيشى أفضل لا يحققه إلا العمل والجد وزيادة معدلات التنمية والإنتاج. غدا.. موعدنا بمشاركة شعبية تحافظ على كل الانجازات التى تحققت على أرض مصر.. كلنا مصريون.. وكلنا نسعى لخدمة وطننا، ويجب ان نخرج من هذه الانتخابات وكلنا أخوة واحباء.. مصريون يذوبون عشقا للوطن الحر الآمن المستقر الذى لا يعطى ابناؤه الفرصة للدخلاء والمتآمرين لكى يبثوا احقادهم واطماعهم المريبة. غدا موعدنا.. مع مصر الحبيبة الغالية التى نذوب فيها عشقا.. ونتمنى ان نراها فى أجمل صورة.. ذلك لأننا نرى فيها انفسنا، واطفالنا.. حاضرنا ومستقبلنا الواعد بإذن الله.