على كل مواطن ان يدلى بصوته فى انتخابات مجلس الشعب فيمن يمثله نائبا عنه فى دائرته، والفائز بالعضوية عليه أن يفى بوعوده التى وعد بها ، والذى اشترى الأضحية وسرقت فله ثواب ما قام به ..كانت هذه اسئلة القراء اليوم نقدمها مع إجابات العلماء عنها. يسأل القارئ محمد حسين على من أسيوط قائلا:بعض الناس يتقاعسون عن الادلاء بأصواتهم فيمن يمثلهم فى مجلس الشعب فما حكم الدين؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور سعد الدين الهلالى استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر يقول: التقاعس والتكاسل عن الواجبات الشخصية والعامة من الصفات الذميمة التى ينكرها الاسلام ويستقبحها على اصحابها. لأن الاسلام جاء ليدفع الانسان الى القيام بمهام الاستخلاف والاعمار فى الارض خفافا وثقالا. قال الله تعالى:» وتعاونوا على البر والتقوى». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». وقال أيضا:»عليكم بالجماعة فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا الشاردة». وكيف يتقاعس المواطن عن الادلاء بصوته؟ وصوته شهادة وأمانة قال الله تعالى:» وأقيموا الشهادة لله». وقال تعالى:» إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها». والمواطن المتقاعس عن الادلاء بصوته أوعدم المشاركة لا يلومن إلا نفسه فى حال اختيار غيره من لا يحقق له آماله وطموحه ، وليس له ايضا فى ان يستعين بأى عضومجلس شعب فى قضاء مصالحه مستقبلا لأنه لم يتسبب فى تشكيله فلا يجوز له أن ينتفع بخير أعضائه وإلا كان أنانيا يأخذ ولا يعطى ويجوز فى حال الضرورة التى تعجز المواطن عن المشاركة مثل انشغاله بمرضه أو بمرض احد ابنائه أو والديه أوانشغاله بعمل يرتزق منه كفافه فيعتبر بذلك صاحب عذر لعدم مشاركته لعموم قوله تعالى:» لا يكلف الله نفسا إلا وسعها». وقوله تعالى:» وما جعل عليكم فى الدين من حرج». والله أعلم. يسأل القارئ ابراهيم عبدالمعطى يوسف من الدقهلية قائلا:ما حكم الدين فى المرشح لمجلس الشعب الذى يعد دائرته بوعود ولا يفى بها ؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ سالم محمد سالم رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر يقول:الناخب الذى ينتخبه أهل دائرته ويعطونه ثقتهم بناء على وعده وعهده معهم حيث أنه يمثل صوتهم فى تلبية مطالبهم فكان من هذا المنطلق محل ثقة دائرته، ومن ثم يجب عليه شرعا بعد فوزه أن يفى بوعده لهم ويلبى مطالبهم بناء على أنه موكل منهم والوكاله تقتضى أن يفى الوكيل بما تعهد به لموكله منهم فإذا خالف هذه الوكالة فيعتبر خائنا للأمانة وغير محل للثقة ويدخل تحت وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمنافق الذى وصفه بقوله:»آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان». فالعهد الذى أخذه النائب على نفسه تجاه أهل دائرته يدخل فى عموم العهد الشرعى الذى يجب على المسلم الوفاء به قال الله تعالى:» وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا». أى يسأل صاحب العهد على ما عهد به نفسه بوجوب تنفيذ ما ألزم نفسه به ، لأن تنفيذ العهد واجب فالعهد جاء فى الآية القرآنية بصيغة الامر، والامر يقتضى الوجوب. والله أعلم. يسأل القارئ أ.ع.س من طنطا غربية قائلا: قمت بشراء الاضحية التى تتوافر فيها كل الشروط وقبل يوم العيد سرقت فهل يكون لى ثواب المضحى؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول:الاضحية هى ما يزكى تقربا الى الله تعالى فى أيام النحر وهى تختلف عن الهدى الذى يذبح فى الحرم فى أيام النحر أيضا بسبب التمتع أوالقران أوترك واجب من واجبات النسك فهما يتفقان فى أن كلا منهما ذبيحة من الانعام تذبح فى أيام النحر ويقصد بها التقرب الى الله تعالى ويختلفان بعد ذلك فى النية فمن نوى به الهدى كان هديا ومن نوى به التضحية كان أضحية ولا تشترط فى هذه النية ألفاظ إنما هى معنى يخطر ببال الناوى حين ينوى الهدى أوينوى الاضحية وهوبناء على هذه النية مأجور فى الحالين لأن من هم بحسنة فلم يفعلها كتبت له حسنة فإذا فعلها كتبت له حسنة مضاعفة ولقد ذهب جمهور الفقهاء إلا أن هذه الاضحية سنة مؤكدة مستدلين بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:» إذا دخل العشر وأراد احدكم أن يضحى فلا يمس من شعره شيئا «ووجه الاستدلال قول الرسول:» وأراد أحدكم» فجعل التضحية مفوضة الى إرادة الانسان». كما أن الغنى شرط من شروط التضحية فليست سنة ولا واجبة مطلوبة من الفقير الذى لا يملك ثمن الاضحية فإذا اشترى رجل شاة بنية الاضحية فاضطربت فى المكان الذى يذبحها فيه وانكسرت رجلها أوهلكت أوسرقت فقد أجزأته إذا كانت حيه وقد نال ثواب النية إن هلكت أوسرقت وتبقى المطالبة بأخرى فى ذمته. فإن كان فقيرا فقد برئت ذمته من التضحية بأخرى ونال ثواب الاولى ، وإن كان غنيا قادرا على شراء أخرى اشترى وضحى من باب القربى لا من باب الإلزام لأن السنن المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خوطب بها المسلمون المكلفون فليأتوا منها ما استطاعوا كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما أنه إذا فاتت أيام الذبح وهى يوم العيد واليومان الاولان من أيام التشريق فلا قضاء لهذه الاضحية وإنما يتصدق بها حية وأساس ذلك كله أن المسلم يقصد يسر الدين لا عسره وتنسيق الاسلام بين الواجبات الشرعية والمندوبات والسنن ويقيضنا فى ذلك قوله تعالى:» فاتقوا الله ما استطعتم «وقول رسول الله :» إن الدين متين فأوغل فيه برفق». والله أعلم