أداء فريضة الحج هل تكفر جميع الذنوب والاثام. وذبح الاضحية لمن لم يستطع في أول يوم. وعلامات قبول. كانت هذه اسئلة القراء اليوم نقدمها مع إجابات العلماء عنها. حقوق العباد.. لا تكفرها فريضة الحج يسأل القارئ نعيم الناغية من المطرية. دقهلية قائلا: هل الحج المبرور يكفر جميع الذنوب والاثام كالقتل والسرقة وغير ذلك؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتورعزت عطية الاستاذ بكلية اصول الدين بجامعة الازهر يقول: ظاهر الحديث الذي انبني عليه السؤال هو قوله صلي الله عليه وسلم: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". إن الحج يكفر جميع الذنوب صغيرها وكبيرها بالنسبة لحقوق الله تعالي. أما حقوق العباد كصاحب الدين أومن قتل ظلما وبدون حق فإنها لا تغفر ذنوبهما إلا إذا عوض القاتل مثلا أولياء الدم بما يرضيهم فيعفون عنه وقد ورد أن ذلك يكون في الآخرة لتطهير المسلمين من الذنوب قبل دخول الجنة. فالقاتل يكفرالحج عنه الذنوب التي تتعلق بحق الله وعليه أن يتخلص من ذنوبه المتعلقة بحقوق العباد فإن كان عليه دية حكم بها عليه هو وعائلته فلا بد من تسديدها. وإن حكم عليه بالقصاص فلا يكفر ذنبه إلا إذا وقع القصاص عليه. وإن عفا عنه أصحاب الدية فذلك يكفر عنه ولابد في كل الاحوال من صدق التوبة ليعفو الله إذا شاء وعلي كل فلا خلاف علي ان الحج يجعل من أداه بصدق كأنما ولدته أمه فيعمل كما يعمل من بدأ به التكليف ولا أثر للذنوب علي اعماله أو اخلاصه أوكمال ثوابه بخلاف من لم يحج. والله أعلم ذبح الأضحية في أيام التشريق.. جائز يسأل القارئ عبد القادرمحمد حسن من دمنهور. بحيرة قائلا: نظرا لظروف طارئة لم أستطع ذبح الاضحية في اليوم الاول وتوفرت لي الاستطاعة في اليوم الثالث من أيام التشريق فما حكم الدين؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد عبد العزيز واصل وكيل الازهر يقول: الاضحية هي كل ما يذبح من الابل والبقر والغنم تقربا لله عزوجل وهي سنة عند الائمة الثلاثة مالك والشافعي وابن حنبل. أما الامام أبو حنيفة فقد اعتبرها واجبة علي المسلم الذي يمتلك نصاب الزكاة والحكمة من مشروعيتها تذكير المسلم بالذبح العظيم الذي افتدي به ربنا جل وعلا أباه إسماعيل عليه السلام. وفيها أيضا إظهار لشكر الله تعالي علي جزيل نعمة وسابغ فضله علي الغني القادر كما يراد منها أيضا التوسعة علي الفقراء والمساكين في هذا اليوم العظيم وقد ورد عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من ضحي طيبة بها نفسه. محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار". ووقت ذبح الاضحية من بعد صلاة العيد الي ما قبل غروب الشمس آخر ايام التشريق ومعلوم أن أيام التشريق الثلاثة ايام التالية ليوم العيد فتكون مدة ذبح الاضحية أربعة أيام فمن ذبح فيها أجزأته عن الاضحية وكان له ثواب الاضحية. أما من ذبح قبل صلاة العيد أوبعد غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق فهو لحم قدمه الي أهله ليس من النسك في شيء وله ثواب الصدقة لكن لا تجزئ عن الاضحية والدليل علي ذلك هو فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم وقوله في يوم عيد الاضحي إن أول ما نبدأ به أن نصلي ثم ننحر الي ان قال فمن ذبح قبل ذلك فهو لحم قدمه لأهله. وأما دليل امتداد وقت الاضحية الي الوقت المذكور الذي اشرنا اليه فهو قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كل ايام التشريق ذبح". فهذا يدل علي امتداد وقت الاضحية لكن الافضل والمستحب هو الذبح يوم النحر لفعل رسول الله وبناء علي ذلك يجوز الذبح في أي وقت من أوقات التشريق الثلاثة مادامت في المدة المشروعة المحددة. والله أعلم استقامة السلوك.. من ظواهر قبول الحج تسأل القارئة فاطمة إبراهيم السيد من بورسعيد قائلة: ما حكم الدين فيمن أدي فريضة الحج ثم لا يبدو عليه أثر لهذه الفريضة؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبدالرحمن العدوي استاذ الفقه بجامعة الازهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية يقول: هذا السؤال الذي ورد يوحي بأنه قد يوجد من الذين ادوا الفريضة من لا ينتفع بها من حسن المعاملة وسمو في الخلق وقوة ايمان وصلة بالله تعالي. وفي رأيي ان هذا التصور وإن كان بعيدا إلا انه قد يحدث بسبب عدم قبول الله تعالي لفريضة هذا الشخص. إما لأنه قد حج بمال حرام فرد عليه الله حجته ولم يقبلها منه والحاج المقبول منه حجة هو ممن باهي الله بهم ملائكته يوم وقوفهم علي جبل عرفات حيث قال الله تعالي في الحديث القدسي: "إن عبادي جاءوني شعثا غبرا يرجون رحمتي ويخافون عذابي أشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت لهم". فالحاج الذي يقبل الله حجته ويغفر له يظهر هذا التحول الكريم في سلوكه ومعاملاته وعلاقاته بالناس بعد عودته من اداء فريضة الحج وهذا امر مشاهد ومحسوس علي المستوي العام ومن اسبابه عدم القبول. كذلك استهانة الشخص بأداء المناسك فلا يعطيها حقها فيقصر في الاركان والواجبات وإذا نصحه ناصح بأن عليه أن يؤدي الركن في وقته وطريقة ادائه الصحيحة قال له: يكفيني ان اسافر من بلدي الي هذا المكان وانا بذلك اكون حاجا. وإذا رجعت الي بلدي تمتعت بهذا اللقب فمثل هذا الشخص لم يؤد فريضة الحج كاملة ولم يحافظ علي مناسكها وبالتالي فإنه لم يحج ولم تتأثر نفسه بفريضة لم يؤديها وهذا الصنف من الناس وإن قل وجودة الي درجة الندرة إلا انه موجود بين العائدين الي الحج. فمن رأينا عدم الاستفادة من حجة وعدم تعديل سلوكه وعلاقاته وعدم الاستفادة من الناحية الايمانية لهذه الفريضة فليعلم إنه وإن سافر وعاد إلا انه لم يؤد فريضة الحج اداء مقبولا وان نفقته لم تكن حلالا فلم يقبل الله حجته. أما الذين قبل الله تعالي حجهم فإن هذا القبول يظهر فورا في وجوههم واستقامة سلوكهم وحرصهم علي عبادة ربهم رغبة فيما عند الله من الثواب وذلك يدفعه الي المسارعة في الخيرات ابتغاء وجه الله عز وجل وذلك شأن المقبولين عند الله تعالي. والله أعلم