من أبرز العلامات المميزة في الحملات الانتخابية الحالية لمجلس 2010 تصدر العجول وسيادة لغة العجول للسيطرة والاستحواذ علي أصوات الناخبين.. واتضح أن معظم المرشحين مسلمين وحتي الأقباط متأثرين بالأفكار النسوية العتيقة خاصة القائلة بأن أقرب طريق للناخب معدته..!! لقد كان منظر مرشحي العجول مؤلما ومخزيا وهم يقفون وهم في قمة النشوة.. أمام العجول المذبوحة والحية وتحت سكينة الجزار الكبير والصغير القريب والبعيد.. طلبا للصوت الحياني وطمعا في رضا أكلة العجول والمتطلعين لرائحة العجول. اللافت للنظر.. غياب ظاهرة الاستفتاء وطلب الفتوي في تلك العجول.. التي يقدمها المرشحون قربانا للناخبين من أجل اصواتهم.. مع اننا شعب متهم بالانشغال بالفتوي فيما يجب ولا يجب وفي توافه الأمور وتصل في بعض الأحيان حد التنطع.. انهم بالفعل قدموا هذه الذبائح قربانا لغير الله.. وذبحوها من أجل من لهم أصوات انتخابية فقط.. واستطيع ان اجزم ان الله تعالي واسمه الكريم لم يكن حاضرا في اذهانهم أو عقولهم وهم يهمون بشراء العجول.. نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. وويل لهم مما كتبت وقطعت وذبحت ايديهم.. لقد ذبحوها وذكروا عليها اسم مجلس الشعب واسم الحضانة والنيابة.. واسم سيد قراره..!! ومما يؤكد ان تلك العجول لم تكن لوجه الله بلا أدني شك.. تلك الملاحظة القاتلة التي ادركها البعض ولاحظها هواة الفرجة وكذابو الزفة بوضوح.. لقد كانوا يذبحون الذبائح وهم يعدون قطرات الدم علي المسبحة فيما تلهج اصوات ألسنتهم بذكر وعد وكر اصحاب الاصوات في كل منزل وكل أسرة وعائلة.. حتي كانت القاعدة الحاكمة وهم يوزعون لحومها وشحومها.. كان كل كيس علي قدر عدد الاصوات في المنزل أو في الناحية.. استبعده الحزب من الترشيحات.. فنجت العجول وهذه واقعة حقيقية من طرائف أصحاب العجول.. فأحد الحالمين بالترشيح بمساندة الحزب أو قل عبده مشتاق.. في احدي المحافظات الكبري بالدلتا في الدقهلية تحديدا قام بحجز اثني عشر عجلا سمينا لذبحها في الدائرة مع اشراقة شمس عيد الاضحي المبارك.. وابتهاجا باختيار الحزب له.. وقد علم الناس جميعا في الدائرة بأمر العجول. ولكن حدثت المفاجأة ووقعت الواقعة وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. فقد تم استبعاده من جنة الترشيحات باسم الحزب.. فثارت ثائرته.. وقرر حرمان أبناء الدائرة من العجول اياها.. وتندر البعض قائلين بعد ان مر العيد السعيد ونجت العجول من الذبح.. انه قرر تسمينها من الآن للدورة البرلمانية القادمة ان شاء الله تعالي..!!! لابد أن نلفت الانظار هنا إلي أن سباق العجول أو بورصة عجول المرشحين سجلت ارقاما قياسية احتفظ بالصدارة فيها مرشح قبطي في القاهرة وصلت قرابينه إلي 50 عجلا..!! وصفها بأنها عربون محبة للناخبين.. ثم يليه اخرون بعشرين عجلا و 18 و عشرة وأقلها عجل واحد للمرشحين النص كم. وفجأة وجد الناخبون انفسهم غارقين في اللحمة السياسية.. أو غارقين في وحل السياسة المدهنة أو المشحمة أو السياسة بالعظم والشغت والكرشة والكوارع والكبد والكلاوي.. ويمكن القول إن المرشحين نجحوا بجدارة أو في أفضل الاحوال علي ان يجعلوها انتخابات العصر بالفتة والهبر.. والحقيقة ان اهتمام المرشحين والمؤسسات المعنية بقضية الانتخابات والمنافسة فيها بسلاح الاكل والشرب ورشوة الناخب والدخول اليه عن طريق معدته.. واستمرار الطرق علي البطون في المقام الاول.. مسألة تطرح الكثير من علامات الاستفهام.. وتحتاج ايضا إلي دراسات متأنية لصالح المجتمع والناس ايضا فرادي وجماعات.. خاصة ان التركيز علي هذا الامر في المواسم الانتخابية يحمل شبهات ولا نقول حقائق بأننا نعيش في مجتمع ابله أو مغفل يمكن أن تسرق صوته وضميره ورأيه وعقله بملاليم تافهة أو بدراهم معدودة أو بوجبة غداء أو عشاء.. فقد اثبتت التجارب أن هذا الشعب في غاية الذكاء ويتمتع بقدرات هائلة لا يعلمها المستغفلون.. وان لديه من الكرامة والحمية وعزة النفس ما يكفي لزلزلة وضعضعة الجبال ولكن في اللحظة المناسبة. وإذا كان البعض يرضي ويستسلم ويقبل بالامر الواقع ويتعامل معه فهذه مسألة لا تدعو للاطمئنان ومؤشر علي خطر ما يجب ان ينتبه له الجميع.. خاصة مدمني استغفال البشر وعباد الله في كل مكان.. ويجب ان يعلم هؤلاء ان الاكمة وراءها ماوراءها.. ويجب ان يعلم مدمنو استغفال خلق الله ان سياسة التصويت بالبطون فاشلة ولولا الاستعانة بصديق من اي نوع لما نجا امثالهم من معركة الصناديق الحقيقية.. ولسقطوا سقوطا ذريعا ولما فكر احد منهم في ان يجرؤ أو يتجرأ علي مقام الانتخابات بأي حال من الاحوال مهما كان الاغراء المادي والمعنوي.. ويفكر حتي في الاقتراب منها.. ويتركها لفرسانها الحقيقيين من أصحاب العقول أولا.. وليس أصحاب العجول إياها..!!! بالله عليكم لو انفق اصحاب العجول تلك الاموال واستثمروها في مشروعات مفيدة صغيرة لخدمة أهالي دوائرهم.. ألم يكن ذلك اجدي وانفع للجميع.. وانسب واكثر كرامة من سياسة اطعام الافواه لساعة أو ساعتين ثم ينفض المولد بلا فائدة.. حيث تكون أموال هؤلاء قد سبقت الانتخابات إلي الصرف الصحي وهي لا تعلم هل يتم صرفها في البر أم في البحر.. بعض المرشحين ينفق الملايين والملايين فيما لا يفيد مواكب وولائم وعجول ورشاوي عينية وغير عينية وأموال للبلطجة والهتيفة وما شابه ذلك وحملات اعلانية هنا وهناك.. بأموال طائلة.. ولك ان تتخيل الامر وبعض الدوائر فيها المرشحون بالعشرات من كل جنس ولون.. من المقيمين في الدوائر أو العائدين من هجرة اضطرارية في الخارج من المدينة مثلا أو من محافظة اخري وتذكر فجأة ان له مسقط رأس أو وجد تلكيكة تسمح له بالمنافسة علي هذا المقعد أو ذاك.. المهم لو ان هؤلاء تنافسوا فعلا ومن البداية علي خدمة ابناء الدائرة وعمل مشروعات حقيقية تفيده أو تساعد الشباب العاطل وغير العاطل علي السواء.. تري هل كان الوضع سيكون كما نراه ونشاهده الآن؟؟ تري هل كان من الممكن ان نجد مكانا لاصحاب العجول هؤلاء تحت اي صورة من الصور؟؟ لو ساد هذا الفكر لتقدم بشكل طبيعي أصحاب العقول ولتراجع واختفي من علي الساحة اصحاب العجول.. لوجدنا برامج حقيقية للمرشحين والمتنافسين.. تهتم بالمجتمع والناس والاصلاح الحقيقي في شتي المجالات.. دون حاجة إلي محاولات خداع الناس والالتفاف علي عقولهم ومحاصرة بطونهم بكل السبل حتي يصابوا بالتخمة وتشل قدرتهم علي التفكير.. الآن وللأسف الشديد معظم ان لم يكن كل المتنافسين بلا برامج حقيقية تحمل اي رؤية اجتماعية أو سياسية.. كلهم يقولون: انتخبوني من أجل خدمتكم.. وإذا سألت ما هي نوعية خدمتكم؟.. لا تعرف..!! كثير من الناس خاصة في القري والمناطق الريفية حصروا الخدمات التي يطلبونها من النائب في تسهيل مهمة في قسم الشرطة أو التوصية لدي البيه المأمور أو الذهاب مع متهم إلي النيابة.. أو التوصية عند طبيب في المستشفي ان وجد أو وجدت أو ما شابه ذلك.. ويغفل الجميع عن الدور الحقيقي والمسئولية الرقابية وغيرها داخل الدائرة ومدي توافر وكفاءة الخدمات في المجالات المختلفة.. وغير ذلك من مهام نيابية قد لا يعلمها النائب أو المرشح نفسه فما بالك بالناخب المسكين. ولعل هذا هو ما يفسر لنا تلك الظاهرة المتمثلة في تطاول الكثيرين علي مقام الانتخابات.. فرأينا سائق التوك توك والميكروباص والفران وغيرهما مع احترامنا الكامل للوظائف وتقديرنا الكبير للدور الحيوي لها في المجتمع باعتبارها مهنا شريفة.. سلام علي الانتخابات في الأولين والاخرين والحمد لله رب العالمين. [email protected]