دخلنا في الأسبوع الأخير لانتخابات مجلس الشعب. وتعتبر الساعات القادمة حاسمة لكل مرشح ولكل حزب حيث يتم تكثيف الجولات والندوات وتظهر "التربيطات" بين المرشحين التي لن تظهر اثارها إلا بعد فرز أصوات الناخبين. رغم التبريرات التي ساقها الحزب الوطني إلا أنه أحرج أهالي الدوائر التي رشح فيها أكثر من شخص علي المقعد الواحد. حتي لو أكد الجميع علي الالتزام الحزبي. حيث ان ما في القلب يظل في القلب وقد أعلن بعض المرشحين انهم علي استعداد للتحالف مع "الشيطان" للفوز بكرسي تحت القبة كما سيجد الناخبون أنفسهم في حيرة شديدة عند الاختيار ما بين ابناء الحزب الواحد فإذا كانت القيادات لم تحسم الأمر وتضع ثقتها في مرشح واحد فهل مطلوب من الناس البسطاء أن يضعوا ثقتهم في هذا أو ذاك؟ قد تجعل هذه الحيرة الناخب يعطي صوته لشخص آخر بخلاف أبناء الحزب الوطني المتنافسين مع بعضهم وكأنهم "الأخوة الأعداء" وسيستفيد بالتأكيد أعضاء الأحزاب الأخري أو المستقلون. الطريف أن ترشيح أكثر من شخص علي المقعد الواحد في العديد من الدوائر جعلهم لا يتنافسون علي الناخبين فقط ولكن علي الرموز الانتخابية أيضا. حيث ان رمز "الهلال" مرتبط عند المواطنين بمرشح الوطني لمقعد الفئات. ورمز "الجمل" يأخذه المرشح للعمال أو الفلاحين فهل من أخذ "الهلال أو الجمل" هو المرشح الرسمي أو الذي يحظي بتأييد الحزب. ومن أخذ الطائرة أو "الكنكة" أو المسدس يكون المرشح "الاحتياطي"؟ وبمناسبة الرموز فقد نشرت بعض الصحف أن العديد من المرشحين طعنوا علي الرموز التي منحت لهم ومنهم مرشح بقنا عندما عرضوا عليه رمز الثلاجة احتج قائلا "أنا مش بارد يابيه". كانت فترة إجازة عيد الأضحي فرصة كبيرة للدعاية وقام المرشحون بجولات مكوكية في دوائرهم لتقديم التهاني للأسر والعائلات والمرور علي أماكن التجمعات مثل الأندية ومراكز الشباب خاصة ان المصالح الحكومية والمصانع كانت أغلبها مغلقة فجاءت هذه العطلة من حظ المواطنين الذين لا يرون المرشحين إلا في مثل هذه الأيام كل 5 سنوات. وبعيدا عن الترشيحات والرموز والدعاية و"التربيطات" والطعون فإن كل مرشح سيكثف جهوده خلال هذا الأسبوع الأخير. وستشتعل المعركة في معظم الدوائر وبالأخص التي فيها 4 و5 مرشحين للوطني حيث ينافس الحزب نفسه. وكل ما نرجوه في هذه الأيام الحاسمة ان يرقي الجميع لمستوي المسئولية وأن يبتعدوا عن "البلطجة" وأساليب الضرب تحت الحزام واستغلال الأموال لشراء الأصوات وهي ممارسات نريدها أن تختفي من حياتنا الانتخابية لأن مصر بالفعل تستحق برلمانا محترما يعبر عن إرادة الشعب الحقيقية ولذلك فنحن نراهن علي الناس الذين سيأتون بالأعضاء فصوت الناخب هو الذي يحمل "البيه" ليجلس علي الكرسي وإذا لم نحسن الاختيار فلا نلومن إلا أنفسنا. من حقك أن تستجوب النائب الذي يتقدم لنيل صوتك تماما كما ستختاره لكي يستجوب الحكومة. ويجب عليك أن تسأله وتعرف أفكاره ومخططاته لأنه هو الذي سيسأل الوزراء عن برامجهم. اختر صاحب السمعة الطيبة الذي لن يبيعك أو يبيع الوطن. فمن سنختارهم سيضعون التشريعات ويوافقون علي الميزانيات وسيحددون مستقبل البلد. وكفانا نوابا كانوا يصفقون فقط أو من اصحاب "الكيف" أو يحصلون علي "القروض" لانفسهم أو يسلقون القوانين التي تحكمنا. لا تستهن بصوتك فأنت قوة وإلا ما كان المرشحون قد خطبوا ودك. نرجوك إدرس المرشحين جيدا طوال هذا الأسبوع وحكم ضميرك وأنت تضع صوتك في الصناديق الزجاجية الشفافة.