تستضيف مصر ملايين العرب الذين فروا من جرائم الجماعات الإرهابية في بلدانهم وفي المقدمة منهم الليبيون والسوريون إلي جانب العراقيين والسودانيين وقبلهم الفلسطينيين. لم تتعامل مصر مع أي جنسية منهم علي أنهم لاجئون منذ نكبة فلسطين وحتي الآن وكما فعلت مع الفلسطينيين تعاملت مع الجميع علي مبدأ ثابت وقاعدة واحدة في استضافة كل المواطنين وهي المساواة بينهم وبين اخوتهم المصريين في كل الحقوق يتقاسمون "العيشة" بحلوها ومرها ولم تميز بينهم علي الاطلاق. لم تقم بتصنيفهم كلاجئين في أي مرحلة من المراحل ولم تنصب لهم الخيام والمعسكرات غير الآدمية خارج المدن كما فعل غيرها ولم تستدع الأممالمتحدة ومنظماتها الاغاثية لكي تقبض الثمن ولم تتاجر بهذه القضية وتطالب الدول الغنية بالمساهمة في اعالتهم واعاشتهم كما فعل اردوغان وغيره ولم نعاير دولهم ولم نعاير الضيوف في أي مناسبة ولم نطلب منهم المغادرة أو الرحيل تركناهم يعيشون بحريتهم ويأمنون علي أنفسهم كما يأمن المواطن علي نفسه يتمتعون بكل سبل الأمان والاستقرار والاستثمار والتجارة والخروج والدخول كما يشاءون. ونظرا لأن الاعداد غفيرة فإن مشكلاتهم تكون أكثر وعندما يطول الوقت تزيد مطالبهم ومتطلبات اقامتهم حتي تكون حياتهم أكثر يسرا وأكثر اطمئنانا. مصر احسنت معاملتهم وتفعل كل ما تستطيع من أجل راحتهم ومن أجل عدم احساسهم بالغربة ومن أجل التخفيف من معاناة تركهم لوطنهم لا تنتظر مساعدات دولية أو تبرعات من هنا أو هناك وشعبنا يحسن معاملتهم ولا يشعرهم بأي تفرقة أو تمييز أو من عليهم. وهذه عظمة مصر وعظمة شعبها وهذه واحدة من أدواتها واسلحتها وقوتها الناعمة وهؤلاء عندما نحسن استقبالهم ونحسن معاملتهم ونكرمهم افضل إكرام فإنهم عندما يعودون سيحملون لمصر المشاعر الطيبة وهذا الجميل ولن يتوانوا للحظة عن التسابق والتفاني في خدمتها وسيكون لهم دوراً بالتأكيد في تعزيز وتوثيق العلاقات مع مصر علي كل المستويات وفي كل المجالات. ولذلك يجب أن ننظر في كل ما قد يواجههم من متاعب أو مشكلات أو أزمات طارئة وأن تعمل الحكومة والأجهزة المعنية علي حلها والتخفيف منها بما لا يتعارض مع المصلحة العامة للدولة. تمنايتنا لهؤلاء أن يرفع الله البلاء وعنهم وعن بلادهم ويعودون سريعا إليها ليعيدوا تعميرها وتشييدها والمشاركة في تنميتها.