العيدية أهم عادة ومظهر من مظاهر العيد والاحتفال به للصغار والكبار وعلي الرغم من الظروف الاقتصادية إلا أن العيدية لا ترتبط بها ولا تخضع للظروف فالأهالي والأقارب تحرص علي منحها للأطفال وهم بدورهم لا يرضون عنها بديلا فالهدية لا تغني عن العيدية التي تدخل السعادة علي القلوب وتشعرنا بالعيد سواء منحناها أو أخذناها ولها استعدادات من قبل العيد بتجهيز العملات الورقية الجديدة التي تميز العيدية. هذا ما أكده الحاج محمد قائلاً أنا جد ولدي خمسة أحفاد وعلي الرغم من الظروف الاقتصادية إلا أن العيدية عادة لا أقطعها وأستعد لها بالأموال الورقية الجديدة فأنا أشعر بالفرحة عند منحها للأطفال أكثر منهم خاصة أجد الفرحة ترسم علي وجوههم وشعورهم أنها أموالهم الخاصة وآراهم وكلاً منهم يبدأ في التفكير والحديث عما سيشتريه بها وغالباً يشترون الألعاب أو وجبة أطفال ومعها لعبة فأشعر ببهجة العيد معهم. يتفق معه محمد عبده- محام- قائلاً أحرص قبل العيد علي التوجه للبنك واستبدال مبلغ من المال بالأوراق النقدية الجديدة استعداداً للعيد فأبنائي وأبناء شقيقاتي ينتظرون "الفلوس الجديدة" فالعيدية فرحة العيد وطريقة التعبير عن التهنئة بقدومه وأول مطلب للأطفال ولزوجتي بعد صلاة العيد مباشرة. "الهدية بدل العيدية" يقول حسام رضا- موظف- حاولت إقناع أولادي بشراء الألعاب بديلاً عن العيدية لكنهم رفضوا وتمسكوا بحقهم في العيدية التي تزيد كل عام لتعدد أوجه صرفها ورغبتهم في شراء كل شيء بها فأصبحت لا تقل عن 200 جنيه. وتضيف رنا محمد- مهندسة- "العيد من غير عيدية مش عيد" حتي الآن أصر علي أخذ العيدية من زوجي "بالإكراه" لأشعر بالعيد مثل الأولاد الصغار ولا أفضل الأفكار الجديدة وموضة الهدايا وبوكس العيد فالعيدية كما تعودنا عليها مبلغ مالي جديد أياً كان قيمته فالفرحة بالعيدية ليست بقيمتها ولكن لأنها بالفعل تشعرنا بالعيد وفرحته. تخالفها الرأي مرام محمد- موظفة- قائلة شكل العيدية تغير خاصة بين المخطوبين أو المتزوجين فتغير الشكل التقليدي للعيدية فخطيبي يشتري لي هدية في العيد ولا أخذ منه عيدية خاصة وأن الهدايا بدأت تأخذ شكلا جديدا مناسبا للعيد مثل البالونات والصواريخ والبمب. أحمد حسن- طالب- يقول "العيد عيدية ولبس جديد" يبدأ توزيع العيدية بعد الانتهاء من صلاة العيد مباشرة بالمسجد حيث يتم توزيع مبالغ صغيرة مع البالونات والحلويات علي المصلين من الأطفال ثم نتجمع أنا وأشقائي حول والدي للحصول علي العيدية التي لاتقل عن 100 جنيه وأحياناً نطالبه بالعيدية يومياً ثم نخرج لتناول الكشري وتأجير الإسكوتر وركوب المراجيح والتنزه بالحدائق. محمد فتحي- طالب- يعبر عن فرحته بالعيدية قائلاً "العيدية مش للتحويش" وأرفض إعطاءها لوالدتي بحجة تحويشها لي فأقوم بجمع العيديات من أقاربي خلال الزيارات المتبادلة بالعيد وأنفقها في الخروج والذهاب للسينما وتناول الوجبات خارج المنزل مع أصدقائي علي مدار أيام العيد. ويؤكد أحمد عبدالرحيم علي ضرورة التمسك بعاداتنا خاصة العيدية التي تشعر الصغار والكبار بالبهجة وقدوم العيد وعدم الاكتفاء بالتهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الصور بين الأهل والأصدقاء فالعيدية ولو رمزية تدخل السعادة علي القلوب في العيد.