شهدت الأيام الاخيرة من شهر رمضان وليلة عيد الفطر المبارك رواجاً وتزاحما علي صالونات "الحلاقة" مما دعا البعض لإقامة شوادر لاستقبال الزبائن وقد تباينت الأسعار في بعض الأماكن الراقية وصلت إلي 300 جنيه.. واقبل الشباب والصبية علي القصات الحديثة والغريبة بدعوي الموضة. هاني سعيد -حلاق- آخر أسبوع في رمضان وليلة عيد الفطر المبارك يحتشد الجميع في صالونات الحلاقة لقص الشعر وتزيين الوجه وخلافه وخصوصاً الأطفال والشباب الذين يطلبون القصات الحديثة حتي لو كانت غريبة وصادمة. أضاف ان بعض الصالونات تضطر إلي عمل شوادر و"صوانات" أمام المحل لاستقبال الزبائن الذي تتزايد اعدادهم يوم وقفة العيد وينتظرون لأوقات طويلة دورهم في الحلاقة حتي قبل صلاة العيد. عمر محمد -حلاق- الاقبال شديد من الشباب خلال هذه الأيام علي القصات الحديثة والغريبة وخاصة لدي فئة الشباب من 14 حتي 20 عاماً الذين يصرون علي هذه القصات حتي ولو كانت غير ملائمة لوجوههم. يضيف خلال هذه الفترة بالتحديد "تتفاوت اسعار الحلاقة" مناطق تصل فيها قصة الشعر أو "الحلاقة" ب 300 جنيه ولكن المناطق الشعبية تتراوح الأسعار بها ما بين 30 و70 جنيهاً طبقا لظروف الزبون وما يقدم له بجانب الحلاقة مثل حمام الكريم أو ماسك الوجه والفوطة السخنة الشهيرة وخلافه. مصطفي تمام -15 سنة- احب ان اقص شعري مثل أشهر اللاعبين حيث اتفقت مع اصدقائي علي هذه "الحلاقة" لنكون بذلك مميزين أو علي "الموضة" وبالفعل ذهبت إلي الحلاق القريب مني وطلبت منه هذه الحلاقة رغم اعتراض والدي عليها إلا انني تحملت اللوم والتوبيخ حتي أحقق ما اريده. عماد سليمان -محاسب- اصطحبت ابني 3 سنوات إلي صالون الحلاقة وطلبت منه ان يقص له شعره علي الموضة مثل القصات الشبابية المنتشرة وبعد ان انتهي من الحلاقة طلب مني 50 جنيهاً مقابل حلاقة ابني وعندما اعترضت قال لي ده حلاقة علي "الموضة وآخر روشنة" ويجب علي ابني ان يواكب كل جديد وحديث ويعيش مثل ابناء جيله وهذه تسعيرة معروفة علي مستوي كافة الحلاقين. وتقول سلوي حسين -ربة منزل- حاولت ان اثني ابني 17عاماً عن حلاقة شعره علي الموضة كما يقول لكني فشلت رغم التهديد والوعيد إذا ما اقدم علي هذا الفعل إلا انه لم يعبأ بكلامي وأصر علي ان يقص شعره مثل رونالدو لاعب منتخب البرتغال الشهير مما اضطرني إلي الدخول معه في مشادة حامية اسفرت عن عقابه بحرمانه من مصروفه لمدة اسبوع كامل. كريم عبد الحميد -20 سنة- يقول أرفض هذه القصات لأنها تفسر أحيانا علي انها سطحية أو تفاهة وتنفر منها بعض الفتيات لكنني استجبت في احدي المرات لاصدقائي وجربت شكلي فكان فشلاً ذريعا وجاهدت في التخلص منها والعودة الي شكلي الطبيعي لانني أصبحت مثاراً للسخرية. د.نوارة مسعد إخصائي علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن الموضة أصبحت تحتل مساحة كبيرة في حياة الشباب والفتيات علي السواء ووصل هذا الاهتمام في بعض الأحيان إلي حد الهوس الذي يجعل البعض يتزين بحلي غريبة وقصات شعر غير لائقة بحجة مجاراة الموضة. وتضيف أن الفتيات دوماً هن الأكثر ولعاً بالموضة. إلا أن كثيراً من الشباب صار مظهرهم غير لائق ولا يتناسب مع مجتمعاتنا بحجة مجاراة الموضة أيضاً. وتقول د. نوارة إن هذا الهوس يعكس حالة من "التغييب" لدي الكثيرين من الشباب والفتيات فبعض هذه التقاليع تعكس أفكاراً لاتتناسب مع مجتمعنا الاسلامي ولاينتبه إليها أغلب الفتيات والشباب. وتشير د. نوارة. إلي أن الوطن العربي يعد أحد الأسواق الكبيرة والمهمة المستقبلة لكل ألوان الموضة. حيث إن هناك دولاً تنفق المليارات علي ألوان الموضة ومساحيق التجميل. كما أن استخدام بعض الفنانين والفنانات في الدعاية لماركات معينة يساهم في تمريرها لجمهور المستهلكين وخاصة المراهقين والشباب منهم. ويضيف د.علي لاشين استاذ علم النفس التربوي ان تشبه الصبية والشباب بمثل هذه التقاليع الغربية علينا ما هو إلا تقليد أعمي يعكس مدي سطحية شبابنا ويجب علي الاباء ان يحاولوا تقويم مثل هذه السلوكيات منذ بداية ظهورها حتي لا تصبح من سمات شخصية الابناء وينمو بداخله احساس التبعية والانقياد ولا يستطيع اخذ قراره بنفسه ويحتاج دائما الي من يحركه ويتحكم فيه.