التاريخ الدرامي ل "تامر مرسي" بعد الإعلانات بدأ بمكالمة تليفونية إلي عبدالرحمن حافظ في مدينة الانتاج الإعلامي.. وذهب إليه وشطارته حولته إلي المنتج الأول بعد سنوات.. ولكن ماذا عن حصيلة هذا العام وما الجديد فيها ولمن نعطي الامتياز ومن نقول له: تعيش وتاخد غيرها؟! بلا تأليف بلا بطاطس ! انتاج "مرسي" بلغ 13 عملاً هي: حكايتي الواد سيد الشحات 3 حواديت لدنيا سمير غانم لآخر نفس البرنسيسة بيسة طلقة حظ أبو جبل ابن اصول زلزال كلبش 3. لو نظرنا إلي التأليف سنجد أن أفضلهم وأكثرهم خبرة هو عبدالرحيم كمال.. وتوقعنا أن يتغير معجزة العصر والأوان الأسطورة مع مؤلف له وزنه وقيمته ولكن ما حدث أثبت لنا أنهما لا يمكن أن يجتمعا في نقطة واحدة.. وواضح أن شركة الانتاج انحازت إلي جانب المعجزة وهو ما أدي إلي انسحاب عبدالرحيم ومعني ذلك أن الشركة تتعامل مع المؤلف علي انه مجرد كمالة وأساس اللعبة الممثل.. بلا تأليف بلا بطاطس مع أن النص هو أساس العملية الدرامية لذلك رأينا المسلسلات كأنها شقة واحدة مفتوحة علي بعضها.. تشابهت الموضوعات وسيطرة السرقة والبلطجة والعداوة بين أبناء الأسرة الواحدة علي أغلب الأعمال.. من حيث الضحك إذا اعتبرنا "هوجان" من الأعمال الكوميدية سيكون هو الأفضل لأن مؤلفه محمد صلاح العزب احتفظ لبطله بشيء من البراءة في عالم يعج باللصوص والمؤامرات والدم.. وبشيء من الجهد والتعمق كان يمكن لهذا العمل أن يكون فانوس رمضان والأفضل ومع ذلك منح الفرصة.. للانطلاق لممثل اسمه محمد عادل إمام.. أراد أن يخرج من جلباب أبيه وأثبت انه يستطيع أن يفعلها ولكن حبة حبة لأن عادل يسكننا جميعاً وليس فقط ابنه الذي هو قطعة منه.. وقاسمه بطولة العمل كريم محمود عبدالعزيز وهو يواجه نفس مشكلة الميراث لأب مبدع ومحبوب.. لكن كريم نجح في لحظات عديدة أن يفلت من شبح الأب أو يعيد لنا انتاجه بنسخة شبابية موديل جديد. وفي المسلسل أيضاً مفاجأة سبق أن كشفتها من أول حلقة وهي السمراء المصرية الأردية اسماء أبو اليزيد وأثبتت انها تمتلك طاقة هائلة لو وجدت النص الذي يقدمها في ألف صورة وصورة.. ويلعب القدير صلاح عبدالله واحداً من أبرز أدواره.. وهو بهلول المكير المفتري الضعيف الداهية.. ونأتي إلي أميرة المشهد الواحد "سوسن بدر" وأحسن صناع المسلسل انهم لم يكتبوا اسمها في مقدمة المسلسل وفضلوا كتابته في نهاية المشهد الذي كان أيضاً نهاية حلقة في سابقة درامية لمشهد يجب أن نتعلم منه ممثلات الحواجب المرسومة بالفحم مثل كفار قريش.. والاستاذة سوسن بهذا المشهد تقول إن البطولة ليست في الحضور علي الشاشة من الجلدة للجلدة.. لكنها في التوهج بالروح والقلب والعقل والمشاعر ولو في دقائق معدودة وفي زلزال رغم ما جري تطل "حلا شيحة" بوجه صابح ولسان صعيدي حلو وأداء رزين مع القديرة حنان سليمان والمخضرم سعيد الصالح والغنائي.. الفخم سامي عبدالحليم والمتلون أحمد صيام ولا يمكن انكار الحضور الملفت للفنان ماجد المصري مع مني عبدالغني.. لكن للأسف كله في خدمة المعلم زلزال! بيسة تركبنا العصبي * منه لله الذي اقنع مي عز الدين أن الكوميديا تعني أن تقلب سحنتها طول الوقت وأن تكون في كل مشهد عصبية إلي حد أن تنفر منها.. في عمل يبدو انه ارادت منه أن تقول أنها كوميديانة تنافس بوحة وكركر واطاطا.. لكنها لم توفق من خلال هذا السيناريو الكوكتيل الذي أخذ من كل فيلم حتة فأصبح مثل سجادة دمياطي عبارة عن مجموعة قصاقيص وهي تحاول أن تقنعنا بأنها سجادة "شيرازي" وأبداً يا ست "مي" والله ما حصل.. والمسألة ليست فتونة ورصيداً جماهيرياً عندك لأن الكبير هو الذي يرمي خلف ظهره كل نجاح حصده لكي يبحث عما هو أكثر ويطور من نفسه خاصة إذا كان يمتلك مؤهلات النجاح بدون "قنزحة"! يعني ايه تجديد ** ليس التجديد أن يستبدل الممثل ظهوره بالجلباب.. إلي لبس البدلة أو المايوه وأن يغير لون شعره.. لكن التجديد أن يبحث عنه بداخله من خلال "نص" يفتح له الأبواب ولا يكرر له ما سبق تقديمه.. وقد حاولت ياسمين عبدالعزيز أن تتخلي عن الكوميديا وتطرح نفسها كممثلة تستطيع أن تلعب كل الأدوار وهو جهد مشكور لها.. لكن مسألة أن تتحول من الضحك والتهريج.. إلي "سوبر وومن" واكشن وتدخل في منافسة مع أحمد السقا.. هذه مسألة لا تأخذها للأمام بل تظل في مكانها وإن كانت قد كشفت لنا عن وجه آخر ممكن أن تكون نقطة انطلاق لو وجدت ما يحقق لهذا. ويا أهل التأليف يا ورش يا دكاكين يا أصحاب عربيات الدراما السريحة.. القاعدة أن تقرأ آلاف الكتب لكي تكتب كتاباً.. وبعضكم للأسف كتب قبل أن يفك الخط الدرامي ويعرف أن الأكشن لا يتحقق فقط بخطف الأطفال وعصابة تعتمد علي رفع الحاجب الأيمن وأن تكون مضروبة في وجهها بأكثر من "بشلة" أو مطواه.. والغموض ليس معناه إن نظل نلف وندور في متاهة لا يعرف مؤلفها كيف يخرج منها والأخ سليم الأنصاري بعد عمر طويل أن شاء الله في "كلبش 65" سوف يصبح وزير داخلية العالم.. وقد قضي علي الحرامية والمافيا والإرهاب.. وأخذ كرسياً وجلس بجوار الست نادية الجندي التي دخلت تل أبيب وخرجت في تابوت.. امال ايه؟! أما عن "طلقة حظ" فاتضح أنها طلقة فشنك.. أفضل منه بكثير "الواد سيد الشحات" الذي تواجدت به مناطق جيدة للضحك كما أن أحمد فهمي قدم نفسه بأكثر من وجه مع محمد عبدالرحمن.. بعكس مصطفي شعبان الذي خرج من نجاح أيوب لكي يأتي بنفس الطاقم وبنفس القصة تقريباً مع تغييرات بسيطة في الأسماء في "أبو جبل" وحكاية استثمار عمل ناجح.. مشروعة ولكنها تحقق أهدافها إذا كان العمل يحتمل هذه الاجزاء.. لكن يا كسالي الدراما.. هل يعقل أن مبني عمارة من 15 دوراً علي مساحة وتصميم لا يحتمل أكثر من 3 أدوار بالعافية؟ ومن حسنات مولد سيدي "تامر" هذه الدهشة "دنيا سمير غانم" التي قدمت الضحك في حكايات متفرقة وأداء جيد وجاد.. لا يقدر عليه إلا من كانت موهوبة حتي النخاع مثلها.. النظافة لا تكفي ** يشكر حمادة هلال لأنه يحافظ في أعماله علي ألا يزعجنا بالموبقات الدرامية المعتادة لكن هذا لا يكفي.. ثم هل يعقل يا ابن الأصول أن تتتصارع الست والدتك مع الست مراتك علي حب شخص واحد.. كانت الزوجة تريده وخطفته الأم "الموزه" فإذا بالحلوة تتزوج منك لكي تنتقم من أمك.. شفت الأصول؟! هوامش ** لا يمكن المرور بدون تحية الكابتن أحمد صلاح حسني الذي احتفظ بالقرعة واللحية لكنه ادهشنا في شخصية "علي" مع اللطيفة "ياسمين صبري" لكني احذرها من الاعتماد فقط علي جمالها فقط وأن تتدرب علي تلوين صوتها ودرجات انفعالها. ** الكبير كبير.. وأحمد بدير يلعبها بمزاج المزاج.. وتعلموا منه يا شلة أشرف عبدالباقي كيف تتحول من مهرج إلي ممثل بجد.. وأظن أن "كريم" مع السقا قد فعلها بعكس "علي ربيع" الذي "صيف" بدري بدري.