صدق من قال "أيام الزمن الجميل راحت".. بالفعل لم يعد هناك ما يشد الناس في شهر رمضان إلي برامج ومسلسلات الإذاعة والتليفزيون كما كان الحال أيام زمان. هل هناك برنامج في أي قناة تليفزيونية يشد المشاهدين ويجعلهم ينتظرونه كل يوم أو كل أسبوع كما كان يحدث زمان؟! هل هناك مسلسل إذاعي أو تليفزيوني يجذب المواطنين إليه؟ أذكر قبل اختراع الدش والريسيفر أيام اريال التليفزيون كان الآلاف من أبناء السعودية ولبنان وسوريا.. يذهبون إلي المدن القريبة من شاطئ البحر الأحمر وشاطئ البحر المتوسط لمشاهدة برامج ومسلسلات التليفزيون المصري. كنت في جدة ذات مرة لأداء العمرة.. ووجدت الآلاف يجتمعون في أماكن سياحية وفنادق فخمة وكازينوهات علي شاطئ البحر الأحمر يشاهدون مسلسلات ليالي الحلمية ورأفت الهجان والساقية والرحيل وبرامج "اثنين علي الهوا" و"حوار صريح جداً" و"الكاميرا الخفية" وبرامج التسلية.. والبرامج الحوارية وتتم فيها استضافة نجوم المجتمع من الفنانين والرياضيين والسياسيين.. ويجري الحوارات أساتذة من المذيعين والمذيعات. اليوم ماذا نشاهد؟! برنامج "رامز في الشلال" وهو الأعلي مشاهدة علي كل القنوات في العالم العربي.. ومع هذا هو اسوأ موسم لبرامج رامز.. شغل كله تمثيل في تمثيل بالاتفاق مع الضيوف وحتي الضيوف فرز ثان ودرجة رابعة.. ليس بينهم نجم من نجوم زمان في الفن والرياضة. اسوأ ما في برنامج رامز في الشلال.. إذاعة ثلاث دقائق.. ثم نصف ساعة إعلانات.. ثم دقيقتين وساعة اعلانات وهي مملة ومقرفة وخاصة عندما يتم تكرارها مثل فانلة أخونا شلبوكة التي تذاع مائة مرة في اليوم وكأنها تذاع بالمجان. ثم تأتي مسلسلات رمضان وكلها باللهجة الصعيدية وكأننا كلنا في مصر صعايدة وبداية المأساة كانت مع مسلسل "سلسال الدم" أو "زلزال الغم والهم".. مسلسل كئيب ممل.. كله قتل ودموع وسجن ونصب وسرقة.. حاجة تقرف. ثم تأتي لنا الأجزاء الثاني والثالث والرابع والخامس وكأنه مسلسل ألف ليلة وليلة بعدها انتقلت عدوي اللهجة الصعيدية إلي باقي المسلسلات لدرجة انني أحياناً أنسي واتكلم باللهجة الصعيدية وهو في تقديري نوع من الإفلاس في الدراما. مثل الحال في رامز في الشلال والاعلانات الكثيرة المقرفة المستفزة.. يحدث نفس الشيء في المسلسلات خمس دقائق حوار وربع ساعة إعلانات الفانلة والكلسون والشراب والجبنة والعربية المكسرة.. واعلانات البنوك والخزائن.. الإعلان يتكرر مائة مرة في الليلة لدرجة تجعلك تكره التعامل مع البنوك. ثم إعلانات أعمال الخير وتتكلف عشرات الملايين ولا أظن ان مواطناً يريد عمل الخير ينتظر ان يشاهد إعلاناً يدعوه إلي التبرع وعلقت طفلة صغيرة بقولها "طيب ما يوفروا ملايين جنيهات الإعلانات ويتبرعوا بها لأعمال الخير والمستشفيات". أما التناقض الحقيقي ان فناناً "نص كم" يتقاضي عشرة ملايين جنيه في المسلسل والتليفزيون لا يدفع مليماً للضيوف ولا حتي أجور المذيعين والمذيعات.