وسط الأجواء المشحونة بضباب الحرب بمنطقة الخليج باتت القاهرة كعادتها المحطة المهمة للزعماء العرب واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخراً عدداً من القادة في تأكيد علي الدور الاقليمي والمحوري التاريخي في مساندة الأمن القومي العربي والوقوف مع الأشقاء ضد محاولات زعزعة استقرارها. ما نعيشه الآن يعيد للذاكرة حروب الخليج الممتدة إلي 40 عاما مع اندلاع الأولي بين العراقوإيران ضد الخميني العائد من "نيوشاتل" وتسبب انفجار آبار النفط في تلويث مياه الخليج ب"الغول الأسود" إثر ضرب نيروز 7 و8 الإيرانيين وأغسطس 1990 والسؤال هل تستمر إيران في موقفها حتي تصل إلي سنة الانتخابات الأمريكية بأمل تغيير المواقف أو خروج ترامب من المسرح.. نانسي بيلوسي رئيسة النواب فجرت قنبلة بتحذيرها للرئيس ترامب من اشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط. المخاطرة غير مأمونة العواقب ويختلف الأمر عن فترة ناقلات النفط والمارينز في بيروت.. الخبراء يراهنون علي أن أمريكا بتحريك الحاملة لينكولن إلي هرمز.. لن تصل إلي صدام مسلح. وانه تحريك للوضع لاجبار طهران علي التنازل والرضوخ للمطالب الأمريكية التي عقدت الملف النووي الإيراني. التراشق الإعلامي بين ترامب والإيرانيين يذكرنا بالحوارات بين أمريكاوالعراق أيام صدام حسين عام 1991 عندما التقي وزيرا خارجية أمريكا بيكر والعراق طارق عزيز بسويسرا وقامت الحرب التي يعيش توابعها الخليج إلي اليوم. التحذيرات الأمريكيةلإيران وتحريك الحاملات يضعنا أمام تصعيد المواقف بصفقات أسلحة هي الأكبر في التاريخ.. دخول أمريكا حرباً حقيقية غير وارد- بعد العراق- ولم تغب موسكو- بكين عن المسرح مع عواصم أوروبية فاعلة لها مصالح في المنطقة. وزيارة وزير خارجية أمريكا بومبيو الأولي لموسكو ولقاؤه بوتين في منتجع سوتشي في هذا الاتجاه.. أمريكا ترامب تبحث عن هدفها بمنطقة بها 22 في المائة من نفط العالم. ويعتقد الخبراء ان أمريكا لن تطلق صاروخاً واحداً. الرسالة الجادة لم تصل بعد إلي إيران أمام رهانات بأن تتعامل بنضج سياسي والتحرك الأمريكي ليس بعيدا عن إسرائيل وتركيا وقطر التي ترتبط بعلاقات حميمية مع إيران وبها أهم قواعد أمريكا. والسؤال: لماذا لم تستخدم أمريكا قدرتها العسكرية في فترات كانت إيران تستهدف مصالح حلفائها مما يعكس الازدواجية الأمريكية عبر علاقات "سرية" تربط بين قيادات فاعلة في الجانبين.. هذا الضباب يحتاج لصوت العقل بدلا من الصواريخ.. "وللحديث بقية".