اعتراض ايران المباشر والصريح والسريع علي تصريح الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول نيته تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة ارهابية.. كان تصريحا صادما للبعض و لم يمثل صدمه للبعض . من اعتبروه صداما واختلفوا معه وعليه من يعتبرون ايران دولة محورية فيما يعرف بمحور المقاومة والممانعة الذي يضمها الي جانب سوريا وحزب الله واحيانا يتم ضم العراق اليه ويتساءلون كيف تتضامن ايران مع جماعة الإخوان الإرهابية التي تحاربها في سوريا واليمن والعراق وتؤيدها وتساندها في ليبيا ومصر وتونس ويثيرون علامات الاستغراب والدهشة من الموقف الايراني ورده السريع واعلانه من قطر التي تحتضن عاصمتها الدوحة قيادات الجماعة الإرهابية في افخم الفنادق والقصور وتنفق علي معيشتهم ملايين الدولارات من اموال الشعب القطري المغلوب علي امره وتنفق علي قنواتهم ومواقعهم و صفحاتهم بالفيس بوك مئات الملايين من الدولارات لشتيمة وتشويه الدول العربية التي تقف في وجه مشروعهم الارهابي هؤلاء يبنون مواقفهم علي ما تتداوله بعض الفضائيات التابعة لايران او التي تمولها وتبث باللغة العربية ومن عواصم عربية بعضهم لم يتحمل الصدمة وعبر عن غضبه من هذا الموقف الايراني فكال لها الشتائم وصب عليها اللعنات وهؤلاء للاسف معذرون فكثير منهم لا يعرف العلاقات التاريخية التي تربط الجماعة الإرهابية بآيات الله في طهران من عشرات السنين وحتي من قبل قيام الثورة الاسلامية عام 1979 وتسلم الخوميني الحكم والتساؤل كيف لم ينتبهوا ان ايران دولة دينية يحكمها مرشد له مليشيا مسلحة "الحرس الثوري" مثل جماعة الإخوان جماعة دينية لها مرشد لديه تنظيم خاص مسلح يتحول الي مليشيا وقت اللزوم كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن وتونس والجزائر والسودان. والذين لم يروا في الموقف الايراني من الجماعة الارهابيه اي جديد او اختلاف لم يمثل لهم اي اندهاش او استغراب او استنكار لأنهم وجدوا فيه امرا طبيعيا نتيجة العلاقة المشتركة الطويلة بينهم حتي قبل اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 واعتبروا تصريحات جواد ظريف وزير خارجية ايران تعبير حقيقي وصريح عن العلاقة المتينة التي تربط بينهما وان كل ما يقال عن انها تحارب جماعة الإخوان في سوريا واليمن والعراق هو محض ادعاء لم يثبت بالادلة ولم يحدث اية مواجهات مطلقا وهذه ترويجات عبر تصريحات لابواق عربية اما مخدوعة في مواقف ايران من بعض القضايا العربية واما هي اصوات تسوق للسياسات الايرانية بأجر وبمقابل مادي وفي كلا الحالين فان ايران هي المستفيد من تلك الاصوات وتستخدمها في استقطاب مؤيدين او متضامنين او متعاطفين معها وهي المستفيد اولا واخيرا لأنه يحقق اهدافها في التغلغل بين ابناء الشعب العربي وبناء قاعدة شعبية عريضة تستطيع ان تستخدمها او تحركها عند اللزوم بشعارات حماسية وعاطفية حول قضايا عربية لها دور كبير فيها او في قضايا خاصة بها في صراعها مع الغرب او حول مصالحها واطماعها ونفوذها بالمنطقة العربية. لم يكن تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انتقاد سعي الولاياتالمتحدة لتصنيف جماعة الإخوان الإرهابية تنظيما إرهابيا غريبا او ملفتا للانتباه فالدوحة هي حاضنة قيادات الجماعة الإرهابية والداعم الرئيسي للتنظيمات الإرهابية بالاموال الطائلة وتمويل صفقات السلاح وتخصيص قناة الجزيرة للتحدث باسم الجماعة الإرهابية والترويج لافعالها الاجرامية مما يدل علي التنسيق الايرانيالقطري المتواصل لدعم هذه الجماعة والدفاع باستماته وبكل الطرق عن سعي بعض الدول اعتبارها جماعة ارهابية. پپ الرئيس دونالد ترامب يعمل علي تصنيف الجماعة الارهابيپتنظيما إرهابيا أجنبيا وهو ما قد يؤدي إلي فرض عقوبات علي قيادات الجماعة في السفر وفي البنوك وتجميد حساباتها واستثماراتها المنتشرة في الدول الغربية . دفاع ظريف عن الإخوان في زيارته لقطر التي تعتبر من اكبر داعمي الجماعة وحاضنتها الرئيسية يشير الي الاصطفاف الواضح بين محورين الاول يسعي الي نشر الأفكار المتطرفة التي تسببت في الفوضي والحروب بالمنطقة وبين محور عربي يسعي بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الظواهر الإرهابية وومموليها وحواضنها واستعادة الأمن والاستقرار. ظريف اكد ان الولاياتالمتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر . سارة ساندرز المسئولة الإعلامية بالبيت الأبيض قالت ان الرئيس ترامب تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية و قالت مصادر امريكية إن جون بولتون. مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو وزير الخارجية يدعمان الفكرة. وتوقعت تلك المصادر ان تسرع ادارة ترامب باصدار القرار في الاسابيع القليلة القادمة وتنفيذه بفرض قيود علي سفر قيادة الجماعة ومتابعة تحركاتهم وتجميد حساباتهم ومن المتوقع ان تواجه الجماعة ظروفا صعبة جدا بعد الخطوة الامريكية التي ربما يتبعها خطوات اوروبية ودولا اخري لاحكام الحبل علي رقاب قادتها. ايران دولة اسلامية ومن دول الجوار العربي وستظل كذلك نحن لم نخترها جاره ولم نرفضها ان تكون جاره لنا وهي بالتاريخ وبالجغرافيا ستبقي جاره و ان تكون قوية او دولة نووية او قوة عظمي فهذا شأنها ولها ولشعبها والشعب العربي سيكون سعيدا اذا حققت ذلك واكثر والدول العربية تريد وعملت بكل الطرق والوسائل لكي تكون هناك علاقات عربية ايرانية قوية ومتينة وراسخة وتقوم علي الاحترام والتعاون وتبادل المنافع والفوائد للجانبين. والي هنا ليس علي الجانب العربي اي ملامة او تحفظ او خروج علي مقتضيات او اعراف العلاقات بين الدول او بين دولة وبين تكتل من الدول. حصلت نزاعات وصراعات ونشبت حرب بينها وبين العراق استمرت ثمانية اعوام راح ضحيتها ملايين القتلي والجرحي والمعوقين والارامل والايتام من الجانبين وانتهت باتفاق لوقف اطلاق النار قال عنه الامام الخوميني وهو يوقع عليه انني اتجرع السم وانا اوافق علي وقف القتال. پ وان يتجرع الخوميني السم او لا يتجرعه هذا شأن مرشد ديني يحمل بداخله جبل من الاحقاد ضد العراق بزعامة صدام حسين وقتها رغم استضافة الاخير له في بلاده سنوات طويلة منعما مكرما وهو كان مطرودا وملاحقا من نظام الشاه. لكن ما ليس مقبولا هو ان تعمل طهران علي التدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول العربية وان تحاول تمديد نفوذها والمتاجرة بقضايانا العربية ليس لدعمها وانما لخدمة مصالحها الخاصة واخطر ما تقوم به ايران الآن استخدام الجماعات الإرهابية في الهيمنة علي المشرق العربية بالتدخل الخطير في شئون دولة تحت رايات وشعارات مذهبية ودينية