بعد أقل من 24 ساعة على إعلان البيت الأبيض اعتزام إدارة دونالد ترامب إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، خرج وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف بتصريحات تدافع عن الجماعة الإرهابية. ففى موقف يكشف شبكة العلاقات المشبوهة التى تربط التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية بكافة الدول والأطراف المعادية للعالم العربى, قال وزير الخارجية الإيرانى، إن بلاده ترفض سعى الولاياتالمتحدة لتصنيف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، مدعيًا أن واشنطن ليست فى وضع يؤهلها لأن تصنف الآخرين إرهابيين. ويأتى الموقف الإيرانى ليعكس حجم العلاقات المتشابكة بين طهران والجماعة الإرهابية، والتى تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك وجود تعاون مشترك بين الجانبين فى إحداث أزمات فى العديد من دول العالم العربى عبر دعم وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية المسلحة التى تعمل خارج إطار القانون وتضر بمصالح شعوب الدول العربية مثل حزب الله الشيعى فى لبنان، وجماعة الحوثيين فى إيران، بخلاف إثارة الفتن الطائفية فى العراق وغيرها من الدول. ويعكس الموقف الإيرانى الأخير كيف ارتبطت جماعة الإخوان السنية بالنظام الشيعى فى إيران على مدار عقود، وهو ما ظهر كذلك فى تدخل عناصر إيرانية فى الأحداث التى أعقبت ثورة 25 يناير فى مصر، لترجح كفة جماعة الإخوان والمساهمة فى خلق حالة من الانفلات الأمنى فى تلك الفترة. وطالما حاول قيادات جماعة الإخوان على مدار تاريخها التهرب من الحديث عن العلاقات مع النظام الشيعى فى إيران، لأسباب عدة فى مقدمتها اختلاف المذاهب وقبل ذلك تبنى إيران منذ ثورة 1979 مواقف معادية للعالم العربى السنى، بدأت بالحرب العراقيةالإيرانية، وانتهت بسلسلة تدخلات معلنة فى الدول العربية مثل سورياوالعراقولبنان واليمن بعد ما عرف إعلاميًا بثورات الربيع العربى فى عام 2011 وحتى الآن. وكانت الإدارة الأمريكية، أكدت على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز اعتزامها تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه الخطوة.