عملية " طوفان الكرامة" بدأت منذ نحوعشرة ايام لتحرير العاصمة الليبية طرابلس وطرد الميليشيات المسلحة منها وإعادة الاستقرار والامان لها وتخليص سكانها من المعاناة التي عاشوا فيها اكثر من ثمانية أعوام متواصلة. كثير من أبناء الشعب الليبي والمتضامنين والمتعاطفين معه تصوروا ان مهمة الجيش الليبي سهلة وسينجزها في أيام قليلة يحقق فيها انتصارا سريعا وكانت هذه بالفعل أمنيات طال انتظار تحقيقها وكان يمكن انجازها لومسرح العمليات مفتوحا ولكنه مسرح مليء بالالغام البشرية أي بوجود الإرهابيين داخل كتل سكنية يقطنها الملايين من المدنيين والجيش الوطني الليبي حريص علي انجاز مهمته دون المساس بالآمنين من المدنيين ومن هنا كانت العملية تحتاج إلي تكتيكات عسكرية مختلفة وترتيبات ومعلومات لوجستية دقيقة وتخطيط طويل وفترة زمنية أطول دون استعجال طالما انه يضع حماية أرواح السكان علي رأس اهتماماته.پ الجيش الوطني يطبق خططا لسحب الميليشيات الي أماكن مفتوحة تجنبا للمواجهات في احياء العاصمة وخوفا من اراقة دماء المدنيين بينما تحاول الجماعات الإرهابية جر الجيش إلي تخوم العاصمة حتي يسقط ضحايا من المدنيين للمتاجرة بدمائهم علي الفضائيات وأمام العالم وتكيل الاتهامات وتطلق الصرخات لاظهار الميليشيات حامية المدنيين والجيش الليبي هويريق الدماء كما هي عادتها في تزييف الصور والكذب وترويج الافتراءات ولكن الجيش متيقظ تماما لهذه الخدعة وهومن يستدرجها إلي الأماكن المفتوحة كما حدث في معارك المطار والذي خسرت فيه اعدادا كبيرة من عناصرها وعتادها. التقليل من الخسائر البشرية والمادية كما يقول مصدر ليبي من الداخل يبقي مطلوبا حتي ولواقتضي الانسحاب من مكان الي مكان فطالما ان الجيش قد تجاوز مرحلة قطع خطوط الامداد فلا بأس ان يطبق خطط الانسحابات والالتفافات فقد بدأت تظهر نتائج الخطط والتكتيكات العسكرية التي سارت علي نهجها القوات المسلحة الليبية في كل المحاور وهوما تبين من حدوث انهيارات بالجملة في صفوف الميليشيات وتقدم وحدات الجيش الي مواقع لم تصل لها خلال الأيام الماضية. ولهذا كما يقول المصدر الليبي فإن التقدم لتدمير آليات العدو وزرع الرعب بين ميليشياته هو من مقتضيات الحرب النظيفة التي تريد من ورائها القوات المسلحة حقن الدماء والقضاء علي الميليشيات في وقت واحد وقد تأكدت ميليشيات حكومة الوفاق أن المواجهة دون استخدام سلاح الطيران من قاعدة مصراته هي تقريباً مهمة مستحيلة وبعد ان استخدمت الطيران في قصف بعض تمركزات الجيش فان ضرورة سحق رأس الافعي في مطار مصراته لتدمير مدرجاته والطائرات التي تنطلق من هناك لقصف القوات المسلحة في مطار طرابلس ووادي الربيع والعزيزية بات امرا حتميا. الامور في رأي المصدر الليبي تتصاعد في كل لحظة وقضية انهيار الميليشيات محسومة فالسراج لا يلعب اليوم علي الفوز بل يلعب لأجل كسب الوقت عسي ان تتغير المواقف الدولية نحوالتصعيد في مواجهة الجيش الليبي . وروي المصدر واقعة آمر الميليشيا الذي كان مستعدا لاستسلام المدعو أيوب بوراس وتم الإعلان عن الامر ولم يتم التعامل معه بسرية ففشلت بسبب الضجيج الذي اثارته صفحات الأخوان وقنواتهم وطالب بالا تتوقف الاتصالات والمحاولات حتي تستسلم الميليشيات لان هناك شعوراً يعتريها بأن الصمود في مواجهة الجيش مهمة مستحيلة وان التسليم يحقن الكثير من الدماء. ورأي ان قادة الميليشيات يتساءلون عن مدي جدوي الصمود طالما ان الجيش في النهاية مستعد ان يموت علي ان يفكر في ان يعود . السيطرة علي عين زارة التي تمثل الرئة التي تتنفس منها العاصمة طرابلس في نظر المصدر الليبي تعد نصرا عسكريا سيفتح امام الوحدات العسكرية الطريق للفرناج وسيدي المصري لتجد نفسها بعد ذلك في طريق السكة حيث يحلم السراج بتدخل الناتوفي اللحظات الأخيرة . القليل من الصبر والثبات والكثير من الضغط هذا هوالمطلوب اما نهاية المعركة فهي محسومة وقد تكىون في اي وقت في ظل انهيار الروح المعنوية للميليشيات وعدم قدرتها علي المواجهة في معركة الصمود فهي بحاجة ل معجزة. علي كل حال القصة وصلت للنهايات والمطلوب فقط المزيد من الضغط في كل المحاور لكي يخرج الشعب من جحيم الفوضي وطغيان الميليشيات الي دولة القانون والنظام وحياة الأمن والأمان . تريد موقف دولي لمصلحتك تقدم الي الامام تريد موقف دولي ضدك انسحب للخلف هكذا تؤمن وتقتنع القوات المسلحة الليبية .پ ورغم الصراخ والعويل في قنوات الاخوان في الدوحة واسطنبول لانقاذ ميليشيات الاخوان من الانهيار التام ورغم دعوات وقف اطلاق النار التي تنطلق من العواصم المتعاطفة مع الميليشيات بزعم حماية المدنيين الا ان صداها لا يتعدي قطر وتركيا لاقتناع القوي الكبري ومعظم العواصم انها محاولات لعرقلة عملية "طوفان الكرامة" التي ينفذها الجيش لانقاذ سكان العاصمة البالغ عددهم نحومليوني مواطن وتحظي بتأييد كبير من قوي دولية مختلفة وشارفت علي الانتهاء وشارف معها مشروع الإخوان علي الاختفاء.