رسائل مهمة حملها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الرئيس الأمريكي ترامب في قمته المهمة يوم الثلاثاء الماضي.. يتصدر الرسائل ان مصر لا تتنازل عن ثوابتها الوطنية والمدافع الأول عن الحقوق العربية في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن وجميع الدول العربية وان الأمن القومي العربي هدف وركن أساسي في السياسة المصرية علي مدي التاريخ وان دور مصر الاقليمي والمحوري والعربي والإسلامي والأورمتوسطي والافريقي والدولي لا يملاؤه إلا مصر بقدراتها البشرية والعسكرية والاقتصادية والاستراتيجية وعلاقاتها المتوازنة مع العالم. ولعل المواطن العربي قبل المصري توقف طويلا أمام زيارة الرئيس إلي غينيا وزيارة الجامعة التي تحمل اسم ابن مصر النيل جمال عبدالناصر ويزيح الستار عن مجمع السيسي في أول زيارة له وهو رئيس للاتحاد الافريقي وبعد قمة ترامب عاد إلي غرب افريقيا ليواصل جولته من خلال كوت ديفوار وساحل العاج وهي الدولة التي كان عبدالناصر يعتبر زعيمها الراحل فيليكس بوانييه أحد أهم اصدقاء مصر في مقاومة الاستعمار القديم وضد فرنسا وحكيم افريقيا.. وكان الزعيم بوانييه أو محمد بوانييه ناصر عندما خاطب شعبه عندما قال يوم 28 سبتمبر 1970 "لقد فقد العالم زعيما وان افريقيا لتبكي اليوم واحدا من أعظم زعمائها الأمجاد" وتمثال ناصر الذي شاهدته وسط العاصمة أبيدجان يدلل علي العلاقة الممتدة وزيارة الرئيس السيسي تدشن مرحلة جديدة من العلاقة الممتدة منذ ستينيات القرن الماضي ليؤكد للعالم ان مصر - افريقيا كلها وليس حوض النيل فقط.. وقبل وصوله إلي واشنطن عابرا الاطلنطي من غرب افريقيا زار غينيا التي أيضا لمصر علاقة بناء وتأسيس وتحرير بهذا البلد الافريقي المهم منذ عهد الرئيس سيكوتوري والمؤسسين البنائين الأول وللشركات المصرية دور تنموي وتعميري اضافة إلي الدور الثقافي والديني عبر ازهرنا الشريف وهي الزيارة الأولي لكوناكري منذ 5 عقود.. وبها تعيد مصر أدوارها المتعددة تنمويا وصناعيا وسياحيا وتعليميا إلي القارة السمراء ولعل زيارة السنغال تأتي أيضا في هذا السياق المهم لعودة مصر لزعامة افريقيا.. ففي قمة السيسي - ترامب كان لدي الادارة الأمريكية ان الرئيس السيسي ليس ممثلا لدولته المهمة مصر بل لافريقيا ولمحيطها العربي والاقليمي والإسلامي في فترة مهمة من عدم الاستمرار تشهدها منطقة الشرق الأوسط من مواجهته للإرهاب وحروب بالوكالة لتفكيك الدول في اليمن وسوريا وليبيا وأوضاع متوترة في الجزائر والسودان الجارة المباشرة لمصر.. كل هذه الملفات كانت موضع الاهتمام بين الرئيس السيسي وقادة الدول الافريقية التي زارها وايضا مع الرئيس ترامب. وزيارة الرئيس السيسي للسنغال تأتي رقم 26 في عدد الدول التي زارها الرئيس في افريقيا فهي الدولة التي انجبت الشاعر الذي ارتبط به مصطلح "أدب الزنوجة" الملقب بحكيم افريقيا سنجور التي طبقت شهرته الآفاق وهي الثري الذي امتلأ احساسه بالفقراء التي عكستها عليه علاقة قوية مع الشاعر الفرنسي "إيميه سيزار" وركزا معا علي نبذ العنصرية وتعمق لديه إيمانه بافريقيا وتمجيد الأبطال الأفارقة في مراحل النضال الوطني وافني سنجور حياته مراهنا علي بشرته السمراء سلاحه ضد العنصرية والتعصب.. وهو ربما الرئيس الوحيد في العالم الذي ألف النشيد الوطني لبلاده بعد الاستقلال.. هذه الدولة المهمة التي زارها الرئيس السيسي ترتبط مع مصر بموروث ثقافي كبير تعكسه مكتبة الاسكندرية بما تضمه من مؤلفاته وهو الحاصل علي الدكتوراه الفخرية من 30 جامعة بينها جامعة القاهرة كما حاز علي نوبل للسلام.. هذه الدولة أيضا.. وهي واحدة من أهم دول غرب افريقيا وترتبط بمصر بعلاقات عديدة وكثير من أبنائها يتعلمون في الأزهر الشريف. من هنا كانت زيارة الرئيس إلي السنغال في تأثير علي وحدة الخريطة الافريقية من حوض النيل إلي غرب وشمال وشرق افريقيا في مهمة نشر قوي مصر الناعمة التي تعرفها القارة السمراء.. في مرحلة مهمة من إعادة رسم خريطة شاملة لافريقيا تركز علي الإنسان الافريقي وتنمية قدراته والحفاظ علي ثروته ومقدرته تحت رئاسة مصر افريقيا 2019.