جولة خارجية تشمل 4 دول وهى "غينيا، والولايات المتحدةالأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال"، يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، تبدأ من منطقة غرب إفريقيا في إطار مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، وتدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خصوصا في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي. وعن تاريخ العلاقات بين مصر وغينيا، تلك الدولة التي يبدأ بها الرئيس زياراته اليوم، فهي علاقة تاريخية منذ استقلال غينيا عن فرنسا في أكتوبرعام 1958، وتجسد هذا في الصداقة القوية التي جمعت بين الزعيمين التاريخيين جمال عبدالناصر وأحمد سيكوتوري منذ ذلك الحين، وحرصت مصر على دعم الكوادر الغينية من خلال الدورات التدريبية التي ينظمها الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية في العديد من المجالات مثل الصحة والقضاء والشرطة والزراعة والتعليم وتدريب الدبلوماسيين. كان قرار سيكوتوري بالاستقلال الفوري عن فرنسا مخالفًا بقية المستعمرات الفرانكفونية في غرب أفريقيا، إضافة للرصيد الثوري في تلك المرحلة التاريخية، وقد دعمت مصر استقلال غينيا انطلاقا من الإيمان بحق الشعوب في التمتع بحريتها وحكم نفسها، بعيدًا عن سيطرة المستعمر الأوروبي. استمرت علاقات التعاون بين البلدين منذ ذلك الحين، وحرصت مصر على دعم الكوادر الغينية من خلال الدورات التدريبية التي ينظمها الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية في العديد من المجالات، مثل الصحة والقضاء والشرطة والزراعة والتعليم وتدريب الدبلوماسيين وغيرها. فى مايو 2017 قام ألفا كوندى رئيس غينيا بزيارة لمصر، استقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحث الجانبان سبل تطوير ودعم العلاقات المصرية - الغينية من خلال تنشيط آليات العمل الثنائي المشترك بين البلدين، فضلا عن بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليا وتناولت المباحثات أيضا العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين والعمل على تطويرها وتنميتها من خلال عقد اللجنة المشتركة بين البلدين وتفعيل أطر التعاون القائمة بين الدولتين، وخاصةً على الأصعدة الاقتصادية والتجارية، كما بحثا عددا من القضايا الأفريقية وسبل تعزيز قدرات القارة في التوصل إلى حلول أفريقية للمشاكل القائمة. وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تصل قيمة الصادرات المصرية إلى غينيا 500 ألف جنية سنويًا، وتتشكل في الأساس من المواد الغذائية ومواد البناء التي يجرى استيرادها بشكل فردي عن طريق بعض التجار اللبنانيين أو العراقيين، بينما تنعدم الصادرات الغينية إلى مصر. لا توجد شركات مصرية في غينيا، وقد زار كوناكري العديد من رجال الأعمال خلال الفترة الأخيرة، وأجمعوا على قدرة السوق الغيني على استيعاب الاستثمارات والمنتجات المصرية، إلا أن حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تعاني منها غينيا لم تشجع رجال الأعمال المصريين على المخاطرة باستثماراتهم في غينيا. كل هذا يؤكد ارتباط مصر القوي والوثيق بالقارة السمراء وامتداد جذورها إلى عمق القارة، كشجرة جذورها في الأرض ممتدة منذ بدء الخليقة، وفروعها في السماء مرتفعة هاماتها في أرجاء المكان. ومن المنتظر أن يعقد الرئيس خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كلٍ من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة. زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الأمريكيةواشنطن تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها. ختاما نتذكر المقولة الخالدة مصر هبة النيل، التى قالها هيرودوت، منذ آلاف السنين، لمرور النهر الخالد بأراضيها لأطول مسافة من بين الدول الأخرى، ولكونها هي أيضا دولة المصب، النيل الذي يجري في أراضي تسع دول أخرى ما بين دول منبع و دول مرور و مصب.