تخوض الرياضة المصرية اختباراً صعباً من خلال لقاء السبت بين أكبر ناديين في أفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط.. وهي المباراة التي يتمني كل مصري أصيل أن تنتصر فيها الأخلاق.. وتسود مجرياتها الروح الرياضية.. ويتسم أطرافها ونجومها بالحس الوطني ورقي الانتماء.. ويضع كل منهم اسم بلده نُصب عينيه. ولا يقدم علي أي سلوك يضر بالسمعة الكروية.. بل لابد أن تنتهي "القمة" بسلام.. ودون خسائر تلقي بظلالها علي التنظيم الحضاري لبطولة الأمم الأفريقية. بالتأكيد.. هناك تخوف كبير وقلق شديد.. يسبق لقاء الأهلي والزمالك.. بعد أن اشتدت التصريحات النارية. وتوالت حملات الاستفزاز من بعض مسئولي الناديين.. إلي درجة دعت المجلس الأعلي للإعلام إلي إيقاف "برامج".. خرجت عن القيم والأخلاق.. وحقَّرت من شأن شخصيات عامة ورموز رياضية.. وخالفت الميثاق المهني وتجاوزت المعايير والأعراف. مستخدمة في ذلك الألفاظ المسيئة والعبارات البذيئة!!.. ومع هذا القدرة علي عبور اللقاء بسلام متوفرة. وواجبة وملزمة.. طالما انتهج كل طرف القواعد والأصول.. وعرف حدوده.. ووضع الأمور في حجمها الطبيعي. تعبر "القمة" بسلام.. إذا استوعب الناديان أن المباراة ليست نهاية المطاف.. ولن تحسم البطولة.. وأنها مجرد ثلاث نقاط من بين 33 نقطة متبقية.. ولا تخضع لأي مقاييس أو معايير فنية.. وليس شرطاً أن يفوز الفريق الأفضل والأجهز قبل اللقاء.. وإنما المنتصر دائماً من يصون القيمة. ويلتزم الروح الرياضية.. ويتبع السلوك الحسن والأخلاقي. تخرج "القمة" بلا خسائر.. إن التزم الإعلام الرياضي بالحيادية والمهنية.. وكف المغرضون عن المزايدة وإشعال الاحتقانات والأخبار الكاذبة.. وامتنع مقدمو البرامج الفضائية عن الترويج للشائعات والأحاديث المستفزة والأقاويل المغلوطة.. وحرموا أصحاب التصريحات المسيئة من الظهور.. وسمحوا للعقلاء والحكماء بإبداء النصح.. وإيضاح الحقائق.. وتنوير البصيرة.. وعمل كل إعلامي ورياضي من أجل الصالح العام.. ووأد الفتنة الكروية!! ينتهي اللقاء علي خير.. إن قام الاتحاد المصري بواجبه.. ومارس حقوقه.. وطبق القواعد واللوائح.. ولم يرهب لوناً أحمر كان أو أبيض.. وفرض سيادته علي الجميع بلا استثناء.. مطبقاً العدالة. متتبعاً الإنصاف.. مستبعداً لأي مغرض أو متلون يعمل داخل مقره!! إن نجاح القمة 117 ومرورها من الاختيار الصعب.. فرض عين علي جميع أطراف المنظومة الكروية.. بالعمل معاً علي تخفيف الاحتقان الجماهيري.. ونشر الوعي والاحترام بين المشجعين.. وإخضاع الخارجين عن الأصول وأصحاب العبارات المسيئة للعقاب الرادع.. وبذل أقصي الجهود لتقديم صورة حضارية. ورسم لوحة جمالية للكرة المصرية.. تدفع الأسر والعائلات إلي العودة للمدرجات.. وتقدم الدليل والبرهان.. لقدرة مصر علي تنظيم أكبر البطولات. وأعظم المسابقات بتفوق منقطع النظير!!