مر خمسة عشر عاما علي رحيل أجمل زهرة في حياتي. هي أمي الحبيبة لقد رحل جسدك عني ولكن شمسك لن تغرب عن عالمي. اتذكر احتفالنا أنا وأخواتي بعيدك حيث كان الجميع يتسابق ليعبر لك عن مشاعره. حبيبتي كان القليل يرضيك. وحبنا لكي يكفيني. أمي كنت ابتسامة منزلنا وعموده الفقري حيث تم اصابتنا بالشلل في مشاعرنا حين انكسر ذاك العمود. كنت الحضن الدافيء الذي يجمعنا ويحتوي جميع أفراد أسرتنا في جميع مناسباتنا. برحيلك فارقتنا ابتسامتك سكن في قلوبنا الحزن والحسرة. هنيئا لمن كان يبدأ يومه برؤيتك ودعائك الذي مازلت اتذكره يا غاليتي. يا مدرستي ومعلمتي في مهدي وشبابي وفي أولي خطوات حياتي وسوف تبقي معي حتي يوم وفاتي. أمي عندما كنت أري ضحتكك أشعر بأن كل العالم يبتسم فرحا وبهجة برؤيتك. أمي اشتقاق لحنانك وحضنك ودفء قلبك الذي يحتوي الدنيا كلها. اتعلمين يا جنتي لقد رحل الحنان والحب ونعيم وروعة الحياة معك. الأم ليس من يسهر الليالي أثناء تربيتك ومرضك بل أيضا في وقت سعادتك وحزنك. أمي يامن كان يشعر بي دون الحديث عما بخاطري. أمي مرضك جاء مفاجأة لنا لم أشعر بلحظة نوم واحدة منذ مرضك حتي فراقك. وكأنه حلم سريع لم يأت ببالي. أمي أنت الحنان والأمان. عندما أري قبرك وأري صورتك أمامي أشعر بحديثك معي من العالم الآخر. حنانك وحضنك يجعلني أنسي صمت القبور المحيط بي. أمي هل تتذكرين حينما مات أبي وكنت بعد صلاة العشاء أقوم بالصلاة والدعاء له. كنت تقول لي هل سوف افعل لكي نفس الشيء بعد وفاتك. كنت أصمت ولم اتخيل انه سوف يأتي يوم وأقوم بالدعاء والصلاة لكما يا أغلي الناس. مهما اكتب سوف يعجز القلم والسطور أن يعبرون عما بداخلي وسوف أقول ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.