لم تمر دقائق علي حادث محطة مصر.. إلا واحتشدت كتائب الكذب والتضليل.. تطلق سهامها المسمومة.. وتنشر شائعاتها المغلوطة.. وتدس رسائلها الخبيثة.. وتشن حملات الندب والولولة.. وتبدي نواياها الكارهة للوطن..!! هكذا دائماً طبائع وأساليب قوي الشر.. تسير عكس الاتجاه.. تستهدف الفتنة والفوضي.. تحركها أهداف مشبوهة وأجندات خارجية.. فما من محنة تلم.. أو نجاح يتحقق أو نهضة تتجسد.. إلا وتصيب عقولها باللوثة.. وقلوبها بالسواد والغل.. وعلي الفور تبدأ الحملات الممنهجة التي ينضم إليها قرناء الشيطان علي مواقع التواصل.. تعزف علي الآلام.. تتاجر بالمشاعر.. تسفِّه النجاحات المدوية.. تشوِّه الإنجازات العملاقة!! في كل مرة.. يصيبها السقوط والفشل.. وتلحق بها الهزيمة والخيبة.. وترجع إلي جحورها منكسة الرءوس.. بعد أن يلقنها الشعب الواعي درساً في الوطنية.. ويضرب المثل الحي في الولاء والانتماء.. ويثبت لبلعالمين.. أنه لا يستطيع كائن من كان تغييب الوعي وتزييف الحقائق.. ولا تقدر أي فئة ضالة أن تنال من تلاحم المصريين خلف قيادتهم الرشيدة.. لأنهم آمنوا بأهدافها. ووثقوا في قدراتها. ولمسوا نجاحاتها.. واصطفوا وراءها يساهمون في مسيرة البناء والنهضة والتقدم إلي آفاق الازدهار. رغم فداحته وآلامه.. فقد أثبت حادث محطة مصر.. مدي تماسك النسيج الشعبي أمام شراسة هجمات اللجان الإلكترونية الخائنة.. وكشف قدرة المؤسسات الوطنية علي التحرك والمواجهة.. والتصدي للصائدين في الماء العكر.. وفضح مدعي الوطنية وعملاء الدعاية السوداء.. وقد انغمست الحكومة القديرة في معالجة الموقف.. والتحقيق في أسباب الحادث.. واتخذت الإجراءات الحاسمة لمعاقبة المقصرين.. وتعمل علي تفادي مثل هذه الحوادث مستقبلاً.. لتقدم البرهان العملي علي إدارتها للأمور بحنكة ومهارة وعلم. درس آخر قدمه الحادث الأليم.. لكل مؤسسة وجهاز حيوي.. ولجميع المرافق والمنشآت الخدمية.. أنه لم يعد هناك أي مجال للخطأ والسهو.. أو الاهمال.. وأن مسيرة البقاء والبناء لا تتحمل أبداً تسيباً في الرقابة أو تساهلاً في المحاسبة.. أو تهاوناً في الردع والعقاب.. بل لابد لدعم ودفع موكب النهضة من إبعاد المهملين.. وعقاب المخطئين.. وتطبيق اللوائح والقوانين بحسم وصرامة.. وتنفيذ مبدأ الثواب والعقاب.. وانتهاج أسلوب علمي في إدارة الأعمال وقيادة المرافق.. يتيح التحديث والتطوير.. ويجب أن يعي كل مسئول أنه إذا كان من حسن العمل حل المشاكل.. فإنه من الأفضل والأحسن توفير العوامل المحصنة ضد حدوثها ومنع وقوعها..!! لقد انطلقت مسيرة النهضة.. ولن يعرقل تقدمها القلوب الجاحدة والعقول المتحجرة وأصحاب الأقنعة الزائفة.. وسوف تصل المسيرة إلي أهدافها وأحلامها.. طالما الشعب دائماً علي العهد.. متماسك.. مترابط.. مصطف خلف قيادته علي قلب رجل واحد.. موجهاً ضرباته الموجعة فوق رءوس الموتورين والمتربصين.. وطالما ارتفعت راية القانون فوق كل منشأة تحمي سنوات الجهد والعطاء.. ومسيرة الاستقرار والإنجازات.. من أخطاء المقصرين.. وعبث المهملين.. وتضليل الكاذبين..!!