مع أي أزمة أو شدة.. يضرب الأوروبيون علي مختلف انتماءاتهم وتياراتهم.. أروع الأمثلة في كيفية التلاحم والتكاتف.. والوقوف صفاً واحداً ضد ما يهدد استقرارهم وأمنهم!! يصطف الشعب خلف القيادة.. معلنا ثقته في قراراتها. مؤكداً مباركته لخطواتها.. موقناً بنجاحها في العلاج والمواجهة.. ويرتقي الأداء الإعلامي ليواكب الحدث بالصدق والموضوعية.. ويساهم في الحفاظ علي المصالح القومية. ويبث الحماس والتفاؤل بين الصفوف. تنتفض المعارضة.. لتساند وتؤازر.. وتكف مؤقتاً عن التصادم. وتوجيه سهام التقريع والتقريظ.. وتمتنع عن الهجوم والنقد.. كما أن "النُخبة" عندهم.. تتسابق لتدعم وتؤيد.. وتتقدم بالعون والمشورة.. وتغلق كل أبواب التشرذم والانشقاق.. وتدعو للوقوف علي قلب رجل واحد. العكس تماماً.. يحدث في مصر.. فما من أزمة يتعرض لها الوطن.. إلا وتظهر "النخبة" أسوأ ما فيها.. وتبدي كل علامات العداوة والبغضاء.. وتنظم حملات التشويه والتضليل.. تفت في عضُد المواجهة. وتحُط من قدرة التصدي. وتُشكك في إمكانية الغلبة والانتصار.. بل وتعمل علي بث الإحباط وزرع اليأس في نفوس أبناء الوطن الكادحين!! في حادث الطائرة الروسية.. وقفت النخبة ومعها بعض الإعلاميين المتكبرين ضد الوطن.. يتهمون الأمن بالتقصير.. مؤيدين مطالب الغرب بإدراج مصر ضمن قائمة الدول غير الآمنة!!.. في الهجوم الشرس علي مصر من جانب الاتحاد الأوروبي.. ساندوا الاتهامات. وأكدوا الأباطيل.. وطالبوا بالمحاسبة والعقاب.. وفي خطف الطائرة المصرية. هتفوا وهللوا.. مبدين الشماتة.. مسيئين إلي نظام التأمين في المطارات.. لكن الله خيب ظنهم. ورد كيدهم في نحرهم!! دائماً.. لا يرون شيئاً إيجابياً في مصر.. يهتمون بإبراز الفضائح. والتهويل من الأخطاء.. ويعجز نظرهم عن رؤية المشروعات القومية العملاقة.. يتمادون في الاستعلاء والاستهزاء والإساءة إلي القامات والرموز.. ويسدون آذانهم أمام الرأي السديد.. والواقع الذي يبشر بالخير والنماء. حتي بيان الحكومة لم يسلم من ألسنتهم الحداد.. ومن أفواههم التي تنطق زيفاً وكذباً.. وراح كل منهم يوجه إليه قذائف الإحباط والتسفيه.. رغم ما يحمله البيان من أمل وطموحات وتلبية لمطالب البسطاء.. وتوجه بمسيرة البناء والتنمية إلي الاتجاه السليم. الغريب.. أنهم مصممون علي البقاء في خندق العداء والإحباط.. رغم افتضاح أمرهم.. وفشل حملاتهم.. وانصراف الناس عنهم. لكن يبدو أن "المقابل" أكبر من أن يتواري كل منهم خجلاً.. أو الخروج من الساحة منكسي الرءوس!! إن الوطن لم يعد يحمل هماً لمثل هؤلاء.. ولن يكون لهم أدني اعتبار. والدليل أنه في ظل ما يحدثونه من صخب وتشويه وإحباط.. إلا أن القافلة تسير بثقة وثبات.. تجاهد وتواجه الحصار الاقتصادي غير المعلن.. وتتصدي للحصار السياسي الذي تمارسه قوي الشر.. وتبذل أقصي الجهد.. وتعمل بمنتهي التفاني والعطاء.. لعبور الصعوبات. وتجاوز التحديات.. من أجل الوفاء بما وعدت وتعهدت.. وفي سبيل تحقيق النهضة المأمولة. والطفرة المنشودة.. ووضع مصر في المكانة التي تليق بتاريخها وريادتها وأصالة شعبها.