من المؤكد أن احتضان أفكار وبرامج المرشحين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى مكان مناسب يحمل اسم المنتدى الوطنى للأفكار سيجعل منها أفكارا مفيدة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع من خلال تصادم الفكر بالفكر وإنتاج ما يتلازم مع مجتمعنا وفى ضوء قدراتنا وإمكاناتنا حيث أن الأفكار المبدعة هى التى تولد أفكارا أكثر إبداعا. وفى اعتقادى أن مثل هذا المنتدى يجب أن يحظى رسميا وشعبيا بالاهتمام الواجب مهما يكن حجم الإنفاق الذى يستلزمه لتعظيم حجم الاستفادة من البرامج والأفكار التى تحوى مضامين النخب المتعلمة التى لها القدرة على الإبداع والخروج بأفكار فى مجالات شتى . أتحدث عن صورة عصرية ومتطورة للمجالس القومية المتخصصة التى قدمت الكثير والكثير من الجهد والفكر والإبداع وظل إنتاجها حبيس الأدراج لسنوات طويلة متصلة نتيجة خضوعها للبيروقراطية والروتين الحكومى. أتحدث عن منتدى وطنى يضم خيرة العقول المصرية ويشكل له مجلس أمناء من القامات العلمية والفكرية المشهود لها بالجدية والنزاهة والحس الوطنى الرفيع تحت مظلة من الاستقلالية الكاملة للمنتدى بعيدا عن أى وصاية حكومية. أتحدث عن منتدى وطنى يسمح بتصادم الأفكار وليس مجرد توافقها لأن التصادم هو الذى يفجر شعلة الإبداع، ويضمن لها استمرار الاشتعال فى مواجهة أية محاولات للإطفاء، خصوصا ما يتعلق بإطفاء الحماس وإجهاض الحوافز المشجعة على إخراج أفضل ما فى العقل البشرى من طاقات تتحدى العوائق وتؤمن بأنه لا مستحيل تحت الشمس! والأمم العظيمة لم تبن دعائم حضارتها وتقدمها على شىء أكثر من اعتمادها على قوة الفكر الذى يتشكل من حصيلة التفاعل الحوارى الواسع بين العقول والأدمغة الواعية والمستنيرة... وربما يشكل هذا المنتدى خطوة على الطريق الصحيح لإخراج الوطن من أجواء التسفيه البغيضة التى تستهدف تشويه الآراء والأفكار بصورة لم تعرفها مصر على طول تاريخها.. فليس أسوأ ولا أبغض من إهمال الأفكار والرؤى والاستهانة بقائليها فتلك كلها علامات وإشارات لا وجود لها إلا فى عصور الانحطاط الثقافى والفكرى وحاشا لله أن تكون مصر الجديدة على هذا النحو! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: التردد أول خطوة على طريق الفشل.. والشعور بالعجز توأم الكسل ! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله