ابتداء من الثلاثاء الماضي، ولعدة أيام متوالية، كنت في رحاب »منتدي الاعلام العربي« بدبي، وفاعليات »جائزة الصحافة العربية« في صحبة مجموعة متميزة من العقول العربية المهمومة بالحاضر، والمتطلعة لواقع مختلف، ومستقبل أفضل للانسان العربي في كل الاقطار والشعوب بامتداد الخريطة العربية من المحيط حتي الخليج. وعلي عكس الحيوية المتدفقة والمحتشدة للأفكار والرؤي خلال المنتدي، والمحاولات الجادة للقفز للامام، وملاحقة خطوات العالم المتسارعة نحو الحداثة والتطور، وجدت جمود الحال والافكار والمواقف مازال، للأسف، هو السمة السائدة او الغالبة علي الجميع في مصرنا المحروسة، بعد العودة. فمازالت الخلافات والانقسامات كما هي بين القوي السياسية الحاكمة والمعارضة، ومازالت الاتهامات بالاستحواذ والتمكين قائمة، والاتهامات بالسعي للاثارة والتخريب مشرعة، وسط تزايد ملحوظ للاحتقان والقلق وغياب واضح للقانون في مواجهة ارتفاع ملحوظ للعنف والجريمة بكل اشكالها وأنواعها،...، وهو ما يثير الحزن ويبعث علي الأسي. وفي رصد لما جري خلال أيام البعاد عن مصرنا والانشغال في فاعليات المنتدي، لابد ان نشير الي ما شهده من احتشاد واضح لابداع العقول، وعواصف الأفكار، وتبادل حر للرأي، وتعدد متنوع للرؤي، في سجال رائع خلال الندوات وجلسات البحث والمناقشة، حول ما تموج به المجتمعات العربية حاليا من قضايا ملحة، وهموم عاجلة فرضت نفسها علي الجميع، خاصة في ظل الفترة الانتقالية التي تمر بها دول الربيع العربي. ولابد أن نسجل أنه كانت هناك دعوة واضحة، وتحريض مؤكد علي التفكير خارج الصندوق، والابتعاد عن رتابة التناول وعادية النهج، وكان هناك تشجيع علي الجنوح للابداع، والاصرار علي كسر المألوف، واطلاق الطاقات العقلية والفكرية لدي الشباب من عقالها، ايمانا بأن هذه الاجيال هي صاحبة المستقبل. وفي هذا الاطار كان المنتدي بالفعل ساحة للابداع، وحلبة لسباق العقول والأفكار، ونقطة مضيئة بالامل في المستقبل الافضل لعالمنا العربي،...، كما انه كان تأكيدا حيا وواقعيا علي امكانية القدرة علي الفعل الصحيح والعمل الجيد، اذا ما توافرت الارادة وحسن القصد، بعيدا عن الاهواء الشخصية والمصالح الخاصة، وقصور الرؤية وقصر النظر.