في الصين. محطة القطارات تشبه المطارات تماماً. في البداية ساحة واسعة جداً لاستقبال المسافرين. لا يسمح فيها إلا بنزول الراكب من السيارة أو الأتوبيس. وليس للانتظار. لذلك لا تجد أي تكدس أو زحام. بل تبدو الساحة دائماً وكأنها فارغة. الخطوة الثانية. عندما تدخل المحطة تجد صالة كبيرة تسع لعدة آلاف من المسافرين. بها مقاعد مريحة للانتظار. ومحلات توفر احتياجات المسافرين من الطعام إلي الحقائب. وشاشات العرض في كل الاتجاهات. عليها معلومات كاملة عن أرقام القطارات ومواعيد الوصول والقيام وغيرها. أما الأهم فإن المسافرين لا ينتظرون علي الأرصفة علي الإطلاق ولا توجد عليها أي مقاعد. لأن الركاب لا يدخلون إلي الأرصفة إلا قبل موعد القطار بعشر دقائق فقط. من خلال بوابة واحدة لجميع الركاب. وتتم مراجعة التذاكر. ولابد أن يحمل الأجنبي مع التذكرة جواز سفره. ولا يسمح للراكب بعد ذلك بدخول أي رصيف آخر. بل إنه لا يستطيع ذلك لأن كل الأنفاق المؤدية إلي الأرصفة الأخري تكون مغلقة أمامه. علي الرصيف تجد من يدلك علي المكان الذي تقف فيه أمام العربة التي ستستقلها تماماً. والقطار لا يتوقف في المحطة إلا أربع دقائق تقريباً. دقيقتان للنازلين. واثنتان للراكبين. وفي العربة تجد شاشة بها كل البيانات عن الرحلة والتوقيت وخط السير والمحطات وأوقات الوصول وغيرها باللغتين الصينية والإنجليزية. عند محطة الوصول. تنزل في نفق للخروج من المحطة. ولا يسمح للركاب بالوصول إلي أي رصيف. إنما يكون الخروج إجبارياً. وتكون جميع مداخل ومخارج الأرصفة الأخري مغلقة أمامهم. وبذلك لا يلتقي ركاب أي قطار مع الآخرين. ولا يتواجد الخارجون مع الداخلين. في نظام رائع ومريح. تجربة عشتها بنفسي عندما كنت أستقل القطار "الطلقة". حيث يختلف نظام محطات السكك الحديدية في الصين عن كل البلاد الأوروبية التي زرتها وتعرفت فيها علي نظام العمل والتشغيل. وقد جاء هذا النظام عندما فازت بكين بتنظيم دورة الألعاب في 2008 وكان من أهم الاستعدادات وفي مقدمتها الاهتمام بمرفق السكك الحديدية. أردت أن أسجل هذه التجربة بمناسبة كارثة الجرار الأخيرة. لنستفيد منها. أولاً لعدم تكرار الكارثة. وثانياً لأننا مقبلون علي تنظيم كأس الأمم الأفريقية.