عمال نظافة الشوارع أو الكناسون هم أكثر الفئات العاملة في الشوارع سواء بالكنس أو الرفع للقمامة فوق العربات الخاصة بذلك وهم منتشرون في معظم شوارع المدن المصرية وليس لهم وجود في القري. عند تأمل هؤلاء العمال تجدهم بثياب غير نظيفة وأدوات متهالكة وأياد عارية قد يستخدمونها لرفع القمامة بما فيها من قاذورات ونراهم في الأماكن الهامة يتسولون خاصة فوق الكباري وعند إشارات المرور. ولي تجربة معهم حيث يأتي العامل بعد صلاة الفجر لمكان عمله دون إفطار إذ ليس لديه وقت أو قدرة تساعده علي إفطار الأسرة كلها فهو إذن يفضل إفطار زوجته وأولاده بدلاً منه ويبحث عن إفطاره من المارة. رأينا عمال النظافة في الخارج يلبسون ملابس نظيفة ويلبسون قفازات لا تلمس أيديهم القمامة يتناولون وجبة إفطار محفوظة في العمل لا يسألون الناس إلحافاً ولا يجلسون علي الأرض من التعب وكثرة الجهد كما يحدث عندنا. الكناس في الشارع لا يكنس كما يجب لضعف صحته ومرتبه ولا يشرف عليه أحد لذلك يجمع القمامة ويرميها في الجزيرة الوسطي من الشارع أو يلقي بالتراب في بلاعة المطر ثم يأتي زميله الجنايني ينظف حديقة الجزيرة الوسطي ويلقي مخلفاتها في الشارع أي أن القمامة لا تراوح مكانها أو شارعها. كناس الكوبري يلقي بالأتربة من فوق الكوبري فوق رؤوس من هم تحت الكوبري سواء كانوا ناساً أو سيارات أو أي شيء لا يهم. إن الكناسين بالصورة الحالية هم بثور علي وجه الوطن يراها السائح ولا ينساها أبداً مهما رأي الأهرامات أو غيرها ولا ينسي كم هو بائس فقير والسائح يتعجب من الكنوز الأثرية غير النظيفة أو المعتني بها رغم أنها تدر علي الدولة الملايين. عمال النظافة يستحقون وجبة إفطار حتي يستطيعوا العمل ويستحقون حداً أدني لمرتب كريم يوفر حياة كريمة لهم تمنعهم من التسول في المناسبات القومية والدينية ويستحقون معاشاً مناسباً يضمن لهم شكراً لما قدموه لنظافة وجه مصر ومدنها وشوارعها ويستحقون من يحميهم من ظلم الشركات التي تشغلهم وتحقق الأرباح الطائلة علي حساب هؤلاء الضعفاء. عمال النظافة في الشارع إذا أدوا واجبهم بأمانة تساعدهم علي ذلك صحتهم والمشرفون عليهم سيشيعون البهجة في نفوس المواطنين إذا ساروا في شوارع جميلة ونظيفة لا تنطلق منها الأمراض. ومن عمال الشوارع هؤلاء صغار الباعة الجائلين الذين يسرحون ببضاعتهم يحملونها أو يدفعونها أمامهم وقد يبيتون جوارها وهؤلاء إما نوفر لهم مكاناً آمناً أو نوفر لهم عملاً مناسباً بجوار مساكنهم. إن مصر الآن تغير كل أمورها إلي الأفضل والأجمل إلي العدالة. العدالة في الدخول وفي كل شيء المسكن والمأكل والصحة والملبس وهي مطلوبة بشدة. إن نظرة الانكسار في عيون عمال الشوارع أو العمال بصفة عامة يجب أن تزول كما تزول نظرات الاستعلاء من باقي فئات الشعب الذين لا يعرف منهم أن الحياة الدنيا متاع الغرور.