أخيراً.. تحرك "المصلحون".. وأعلنوا عن مبادرة "لم الشمل".. لإزالة الاحتقان الكروي.. وإعادة الوئام بين جماهير أكبر ناديين في الشرق الأوسط.. وبدأوا المفاوضات واللقاءات بين مسئولي الأهلي والزمالك.. لإجراء المصالحة.. لعل الفتنة تنام.. والتعصب يَخْمَد".. والانقسام يتلاشي. مساعي التصالح سوف تستغرق وقتاً. وتستنزف جهداً.. وتستلزم صحوة ضمير.. حتي تنجح وتؤتي ثمارها.. وتبدد المناخ المشحون.. ولكي يخرج "لم الشمل" إلي النور.. لابد أن تتوفر له أساسيات وشروط.. لعل في مقدمتها أن تخلص نية المسئولين عن إدارة الأندية واتحاد الكرة.. ويوقن كل منهم أن الوطن في أشد الحاجة إلي التماسك والتضافر والتلاحم.. لمواجهة تحديات شرسة. وتحقيق أهداف صعبة.. ومن ثم ينبغي الإسراع بإنهاء الخلافات بينهم. والتي ألقت بظلالها علي تأجيج الصراع والفتن بين جماهير الكرة. تطبيق اللوائح. إعمال القانون. تنفيذ الأحكام. وإلحاق العقاب الرادع بكل من يكيل السباب بلا حسيب أو رقيب.. وإرساء العدالة والإنصاف بين الجميع.. من أهم الشروط التي تمهد لإنجاح المبادرة.. وهنا يبرز دور وزارة الشباب والرياضة. وأيضاً اتحاد الكرة.. في التدخل السريع والحاسم لردع كل من تسول له نفسه إحداث الفتنة. وإثارة الخلافات.. وممارسة التجاوزات. واللعب علي وتر الجماهير. دور الإعلام.. مهم وأساسي في إتمام المصالحة.. بتوعية الجماهير. ونبذ التعصب. وتعظيم روح التسامح والأخلاق.. والكف عن الإثارة والتهييج.. والامتناع عن نشر التصريحات الاستفزازية.. خاصة التي يدلي بها مجدي عبدالغني. أو أحمد مجاهد. أو سيد عبدالحفيظ. أو المتحدث الرسمي لنادي بيراميدز.. فلا جدال أنها ساهمت بدرجة كبيرة في إشعال نار المشاحنات. وإثارة الخلافات.. وأدت إلي وقوف عشاق الكرة فوق سطح صفيح ساخن. إتمام المصالحة لا يعني أبداً الالتفاف حول المخالفات.. أو استمرار منع أعضاء مجلس إدارة من ممارسة مهامهم.. أو اعتماد جمعيات عمومية حَكَم القضاء ببطلانها.. بل يعني الإنصاف والعدالة.. وتنقية الأجواء. ورد الحقوق لأصحابها.. ومعالجة الثغرات. وإصلاح الأخطاء.. وإزكاء روح الإخوة والتقارب. إن "مصر فوق الجميع".. شعار ومبدأ.. لابد أن يرفعه كل الرياضيين علي اختلاف مناصبهم ومهامهم وأدوارهم.. يطبقوه فعلاً وعملاً.. بتفادي الصدام. ورأب الصدع. وتوحيد الصف.. والترفع عن الصغائر.. والالتزام بالسلوك القويم.. والمبادئ الرفيعة.. ولفظ كل من يسيء إلي الساحة الرياضية. لكي تسترد نقاءها وصفاءها وأخلاقها.. التي خرجت من زمن.. وآن لها أن تعود.